اضطرابات واسعة في اسواق المال والعملات والسندات السيادية
دخلت أسعار البترول مرحلة الجنون فعلا حيث ضربت بقسوة في كافة الاتجاهات بعد أن هبطت لمستوى قياسي جديد مسجلة أقل من 58 دولارا للبرميل لتهبط خلال اسبوع واحد 11% مقابل 43% منذ يونيو الماضي حينما حقق سعر البرميل 115 دولارا . لكن هي يمكن أن يحتمل الاقتصاد العالمي هذا الجنون لعامين مقبلين؟
ذكر تقرير لوكالة الانباء رويترز ان الاسواق العالمية خسرت 1.2 تريليون دولار من قيمتها السوقية خلال ايام التداول الخمسة الاسبوع الماضي فيما يتوقع الخبراء أن يستمر الأثر البالغ للسقوط الحر لاسعار الخام لفترات طويلة وهو ما أعطي مزيد من الوهج للأصول التي تعد بمثابة الملاذات الآمنة للمستثمرين .
وخطفت سندات الخزانة الامريكية الاضواء من الذهب الذى هبط على مدار الايام الثلاثة الاخيرة من اسبوع التدوال المنصرم مسجلا نحو 1222 دولارا للاوقية الجمعة الماضية ببورصة نيويورك حيث تاثر ببيانات الاقتصاد الامريكي القوية.
وسجلت البورصة الامريكية أسوأ أسبوع لها منذ مايو 2012 جراء خسائر أسهم قطاع الطاقة والتعدين وهى ما صاحبه هروب جماعي الي الاصول الأكثر أمنا متمثلة في أوراق الدين الامريكية رغم قوة أداء مؤشر ثقة المستهلك.
وفي ذات السايق حققت البورصات الاوروبية خسائر اسبوعية هي الاكبر منذ 3 سنوات تخطت نسبة ال2% وهو معدل قريب من خسائر نظريتها الامريكية باستثناء مؤشر ناسداك الذى يقيس اداء اكبر 100 شركة في قطاع التكنولوجيا الاقل تعرضا لازمة الطاقة الراهنة.
ووجهت وكالة الطاقة الدولية صفعة للاسواق في ختام الاسبوع الماضى عقب اعلانها عن توقعات متشائمة بمزيد من التراجع لاسعار البترول في 2015 في ظل نقص الطلب الحاد من قبل الدول الصناعية.
كما تاثرت العملات المحلية للدول المعتمدة بشكل كبير على تصدير البترول مثل النرويج وروسيا و كندا حيث هبطت عملاتهم أمام الدولار خلال تعاملات الاسبوع الماضي فقد سجلت الكورونا النريوجية اقل مستوى أمام الورقة الخضراء منذ 11 عاما والدولار الكندي الذى تراجع امام قرينه الامريكي لادنى سعر منذ اكثر من 5 سنوات كما سجل الروبل الروسي هبوطا قياسيا جديدا.
نقلت وكالة بلومبيرج الاقتصادية عن كريستوفر دوناي خبير الطاقة في مؤسسة باكتيت أن انهيار سعر البترول يضيف ضغوط كبيرة على موازنات الدول المعتمدة على البترول ولذلك يجب الاستعداد لمشاهدة تعثر الحكومات في سداد الديون السيادية على نطاق عالمي واسع.
تجدر الاشارة الي أن عائدات الديون السيادية هبطت تحت ضغط مخاوف انكماش الاسعار في أوروبا لمستويات قياسية مثل السندات الالمانية والبريطانية السيادية كما سجلت عائدات أذونات الخزانة الامريكية أدنى مستوى لها منذ يونيو 2012 فيما يراهن المستثمرون على مزيد من خطط التحفيز المالي مقدمة من البنك المركزي الاوروبي.
تقرير- ربيع البنا








