الشركة تفاوض «تنمية الصادرات» لاقتراض 6 ملايين جنيه لتطوير خط إنتاج
مليون يورو صادرات متوقعة للسعودية ومفاوضات مع العراق وعمان
بدء تجربة المنتج الجديد بمستشفى الشيخ زايد.. و«الصحة» تعتمد المواصفة أبريل المقبل
تعتزم شركة سلامتكس للمنسوجات، التى ابتكرت مؤخراً نسيجاً طبياً مقاوماً للبكتيريا، ضخ 1.5 مليون يورو لتطوير عدد من خطوط إنتاجها هندسياً لتلائم إنتاج النسيج الطبى «Guard».
وقال هانى سلام، العضو المنتدب للشركة، إن « سلامتكس » سوف تخصص جزءاً من الأموال لشراء أجهزة لقياس نسب البكتيريا فى النسيج، وأخرى قادرة على التعامل مع المنتج أثناء غسيله.
وفقاً لسلام تعتزم الشركة مخاطبة بنك تنمية الصادرات لاقتراض %50 من التكلفة الاستثمارية الخاصة بـ«guard» عقب انتهاء مؤتمر القمة الاقتصادية، موضحاً أنه حال فشل الشركة فى تدبير التمويل من البنوك، ستتجه إلى شركات التأجير التمويلى.
وكانت «سلامتكس» قد أعلنت منتصف يناير الماضى عن بدء تصنيع المنتج المقاوم للبكتيريا، موضحةً أنها استخدمت تكنولوجيا فائقة التطور فى إنتاج المنسوجات الجديدة، حيث قامت بدمج عنصر الفضة المقاوم للبكتيريا ضمن النسيج الأساسى للمنتجات، ما يعمل على تمزيق الجدار الخارجى للخلايا البكتيرية فور اتصالها بالنسيج.
ويستخدم «guard» فى المستشفيات والعيادات الطبية لمنع نقل العدوى إلى الأسرة، بجانب استخدامه فى تصنيع ملابس طاقم التمريض والأطباء وغرف العمليات والستائر.
أشار سلام إلى أن وزارة الصحة ستعتمد تداول المنتج محلياً خلال أبريل المقبل، موضحاً أن الفترة الحالية يتم فحص المنتج وقياس درجة إيجابيته لتوسيع نطاق استخدامه فى جميع المستشفيات الحكومية.
وأوضح سلام أن المنتج بدأ اختباره فى مستشفى الشيخ زايد «آل نهيان» من خلال فرش جزء من غرف العناية المركزة بالمنتج لتجربته قبل اعتماده بشكل رسمى، حيث سيتم قياس نسب العدوى داخل غرف العناية المركزة داخل المستشفى قبل استخدام المنتج وبعده، للتعرف على ملاحظات وزارة الصحة والتعديلات المطلوبة لإدخالها على المنتج اذا لزم الأمر. وتوقع العضو المنتدب لـ«سلامتكس» تحقيق مبيعات خلال العام الأول لتداول منتج «guard» بقيمة 3 ملايين دولار تعادل نحو 23 مليون جنيه، والاستحواذ على ما يعادل %40 من أقمشة الرعاية الصحية فى السوق المصرى.
وحققت شركة سلامتكس للمسنوجات مبيعات بقيمة 8 ملايين دولار خلال عام 2014، منها 3 ملايين للتصدير.
وأسست «سلامتكس» شركة عائلية مصرية عام 1986، تضم مصنعين أحدهما بالمنطقة الصناعية بمدينة السلام على مساحة 8000 متر مربع، وتعمل فى صناعة الخيوط المتخصصة، وآخر بمدينة العبور على مساحة 15000 متر مربع، عبارة عن مصبغة متخصصة فى صباغة وتشطيب المنسوجات الراقية والاصطناعية.
وأوضح سلام أن الصادرات الخاصة بالمنتجات المعالجة كيماوياً ارتفعت %30 خلال العام الماضى 2014، مقابل ثبات الصادرات للأقمشة النمطية للشركة.
وفيما يخص استثمارات شركته مجتمعة، أكد أنها تصل إلى 10 ملايين يورو، حيث تصنع الشركة منتجات متعددة ما بين أقمشة مضادة للعرق تستخدم فى الملابس الداخلية وأقمشة الأغطية الخاصة بمقاعد السيارات.
وأعلن سلام عن تعاقده مع إحدى الشركات الموزعة بالمملكة العربية السعودية لتصدير المنتج النسيجى «Guard» المقاوم للبكتيريا والطارد للسوائل، متوقعاً تحقيق مبيعات بقيمة مليون دولار خلال العام الأول من بدء التصدير.
وتستهدف الشركة الاستحواذ على %30 من أقمشة الرعاية الصحية المستخدمة فى السعودية، خاصة أن مواصفة السلامة والجودة تنطبق على المنتج الجديد للشركة، وفقاً للعضو المنتدب.
وأوضح سلام أن «guard» الذى تنتجه الشركة هو الأول من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط، وأن هناك منتجات مشابهة لشركات إنجليزية، ولكنها تعتمد على القطن الذى ثبت بعد الأبحاث أنه قد يتسبب فى نقل العدوى من خلال الشعيرات القطنية، ولذلك تعاملت «سلامتكس» مع الألياف الصناعية وقامت بتطويرها.
وتابع أن الشركات الأجنبية أولت اهتماماً بالستائر داخل العنايات المركزة، وملابس طاقم التمريض، ولكن شركته اتجهت لتعميم المنتج واستخدامه فى الأسرة وملابس العمليات والأطباء.
وشاركت الشركة مؤخراً فى المؤتمر الطبى arab health بدبى، وعرضت المنتج الجديد بمفرده، حيث لم يشارك أى عارض آخر بمنتجات مماثلة لـ«guard»، كما خاطبت الشركة وزارتى الصحة فى العراق وعمان بهدف تصدير المنتج لكلا البلدين، حسب سلام.
وأشار سلام إلى أن تكلفة منتجات «GUARD» تزيد %200 مقارنة بنظيرتها من المنتجات النسيجية العادية غير المعالجة بكتيرياً نتيجة ارتفاع نسب تحملها عند الاستهلاك وطول دورة الحياة الخاصة بها، حيث تتهالك ملايات الأسرة الخاصة بالمنتج بعد 400 غسلة، وأيضاً تصمد مقاومة البكتيريا وطرد السوائل حتى 150 غسلة على عكس مثيلها من المنتجات العادية.
وأضاف أنّ المعايير الاقتصادية الحالية لا تعتبر سعر الشراء هو العامل الوحيد لقياس تكلفة المنتج فى المستشفيات، بل يجب أيضاً الأخذ فى الاعتبار التكاليف الخاصة بتلك المنتجات على مدار عمرها الإنتاجى، فاستخدام المنسوجات المقاومة للميكروبات يقلل التكاليف الإجمالية لخدمات الرعاية الصحية على المستوى القومى، من خلال تقليص معدلات الإصابة بالأمراض والعدوى، وما يصاحب ذلك من تكاليف كبيرة.
وكشف العضو المنتدب، أن الشركة ستوفر منتجات جديدة طاردة للأتربة تستخدم لتنظيف الاسطح الصغيرة مثل أجهزة الكمبيوتر خلال 2015.
وحول مدى تأثر شركته بارتفاع الدولار مؤخراً، أوضح أن «سلامتكس» تعمل فى مجال الأقمشة منذ عام 1936 وأنها تشارك سنوياً فى معرض الملابس الداخلية للسيدات فى فرنسا بخلاف التصدير للعديد من الدول الأوروبية، وهو ما انعكس بشكل إيجابى على السيولة الدولارية داخل شركته وهو ما جعله بمنأى عن الأزمة.
وتابع أن الشركة ستشارك خلال عام 2015 فى المعرض السنوى Interfiliere بباريس خلال شهر يوليو بباقة من الأقمشة الخاصة بالملابس الداخلية للسيدات، و تشارك فيه “سلامتكس” منذ عدة سنوات، بالإضافة إلى المشاركة فى Egytexpo الذى يقام نهاية الشهر الحالى.
وأضاف أن شركته تعتمد على استيراد المواد الخام، منها %99 من المواد الخام الكيميائية من ألمانيا وسويسرا، و%25 من خيوط المنسوجات من جنوب أوروبا، ود75 من جنوب شرق آسيا.
وأوضح أن الشركة تقوم على تقديم سلعة وسيطة وتخرج بشكلها النهائى من خلال شركات تفصيل الأقمشة، وتورد «سلامتكس» أقمشة مضادة للتعرق إلى شركات مثل Calvin Klein، وUnder Armour.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف التوسع بصادراتها فى السوقين الأمريكى والأوروبى لارتفاع القوة الشرائية التى تتناسب مع اهتمامات الشركة.
ولفت إلى أن المنتجات المصرية تتميز عن مثيلتها فى السوق الأمريكى بسعرها التنافسى، حيث لا تخضع لرسوم الحماية التى تفرضها الحكومة على المصدرين من دول أخرى والتى تتعدى الـ%30 على منتجات الألياف الصناعية، وهو ما يجعل الباب أمامها أوسع فى الولايات المتحدة.
وفى سياق مختلف، تطرق العضو المنتدب لشركة سلامتكس، إلى ضرورة الاهتمام بقطاع الغزل والنسيج وتبنى الاتجاهات العالمية المستخدمة فى المنسوجات الطبية والتقنية، حتى تضمن الاستمرار فى المنافسة عالمياً، وخاصة أن الصناعة المصرية لن تستطيع مواجهتها فى ظل الصناعة النمطية.
وانتقد رفع الحكومة دعمها مؤخراً عن زراعة القطن، ووصفه بالقرار الخاطئ، قائلاً «كان أولى بالدولة منح المزارعين فرصة لتوفيق أوضاعهم ورفع الدعم بشكل تدريجى».








