أوضحت شركة «بى بى» أن طفرة إنتاج البترول فى الولايات المتحدة التى دفعت الأسعار إلى التراجع وضعت أمريكا على مسار الاكتفاء الذاتى مطلع عام 2030 سوف تتباطأ فى السنوات المقبلة، مما سوف يؤدى إلى مستوى قياسى من الطلب على البترول الخام من الدول المنتجة فى منظمة الأوبك.
وفى توقعاتها السنوية للطاقة على المدى الطويل، توقعت شركة «بى بى» نمواً سريعاً فى إمدادات الصخر الزيتى ولاسيما فى الولايات المتحدة حتى نهاية العقد الحالى، لتبدأ بعدها وتيرة الإنتاج، التى ساهمت فى تراجع أسعار البترول بنحو %50 منذ الصيف الماضى فى التباطؤ، الأمر الذى يمهد الطريق لتعافى الحصة السوقية العالمية لمنتجى الشرق الأوسط.
ومن المتوقع أن تصبح أمريكا الشمالية مصدراً صافياً للبترول خلال السنوات القليلة المقبلة، مما يؤدى إلى حدوث تحول فى أنماط التجارة، نظراً لأن تدفق مبيعات البترول الدولية تتحرك على نحو متزايد من الغرب إلى الشرق.
ولكن التقرير، الذى راقب القطاع عن كثب، تجاهل آمال انتشار ثورة الغاز الصخرى، التى حدت من طلب الولايات المتحدة على واردات البترول، إلى البلدان الأخرى مثل بريطانيا وروسيا والصين والأرجنتين.
وقال سبينسر دالى، كبير خبراء الاقتصاد لدى شركة «بى بى»، إن القصة كلها تتلخص فى أنه بمرور الوقت سيخرج سوق البترول من ضعفه الحالى، مما يعكس التوقعات بأن إنتاج البترول الصخرى لن يستمر فى الازدياد على نحو سريع، وأن الطلب سيرتفع على نحو كافٍ لاستيعاب ذلك.
وبوجه عام فإن التوسع الاقتصادى المستمر فى الصين والهند سيعزز نمو الطلب على الطاقة خلال العشرين عاماً المقبلة، ومن المتوقع أن يرتفع بنسبة %37 من عام 2013 إلى عام 2035، أو ما يعادل %1.4 فى المتوسط سنوياً، وتوقعت شركة «بى بى» أن تتفوق الصين على الولايات المتحدة كأكبر مستهلك للبترول فى العالم نهاية هذه الفترة.
ومع تباطؤ إمدادات الصخر الزيتى وقوة الطلب، تتوقع «بى بى» أن يتجاوز الطلب على خام الأوبك المستوى القياسى التاريخى الذى شهدته عام 2007 وبلغ 32 مليون برميل يومياً، وستبلغ الحصة السوقية للدول المنتجة للبترول داخل منظمة الأوبك نحو %40 مطلع عام 2035.
وأفاد التقرير الذى أصدرته شركة «بى بى» بأن الطلب على الغاز الطبيعى سيرتفع بوتيرة أسرع من أى وقود أحفورى آخر، ليرتفع بنسبة %1.9 سنوياً، مع تلبية الغاز الصخرى لنصف هذا الازدياد فى الطلب، وسوف يتباطأ نمو استخدام الفحم بنحو 0.8 سنوياً.
وحذر التقرير من أن انبعاثات ثانى أكسيد الكربون سترتفع بنحو الربع خلال العشرين عاماً المقبلة، أى بنحو %1 سنوياً، وهى نسبة يقول عنها العلماء إنها تهدد برفع درجة حرارة الغلاف الجوى إلى مستويات خطيرة.