فيما يواصل تنظيم “داعش” تهديده ووعيده للمصريين المقيمين في ليبيا، أكد عاملون مصريون أنهم لن يغادروا الأراضي الليبية، ولن يتركوا مصانعهم وأعمالهم مهما بلغت شدة التهديد والوعيد.
وقال وليد أحمد، عامل بمنطقة البيضا، في اتصال هاتفي مع “العربية.نت”، إننا نعيش بدون مياه أو كهرباء أو خبز منذ أكثر من شهرين، ولكن ماذا نفعل لو عدنا إلى مصر ولا يوجد لنا أي مصدر دخل أو عمل. وتابع: “نحن هنا نحمي مصانعنا ولن نغادرها مهما سمعنا من تهديد ووعيد”.
وشنت القوات المسلحة المصرية، أمس، غارات جوية في عدة مناطق ليبية تحت سيطرة تنظيم “داعش”، وقالت وزارتا الدفاع المصرية والليبية، إن هذه الضربات كبدت التنظيم خسائر فادحة، وهو ما جاء رداً على الفيديو الذي بثه التنظيم أثناء إعدامه 21 عاملاً مصرياً قبطياً قبل يومين.
وأوضح وليد الذي يعمل في ليبيا منذ سنوات، ويمتلك مصنعاً للرخام والجرانيت، أن الحياة تسير بشكل طبيعي، لكن المصريين يتحركون بحذر شديد، والليبيون يقومون على رعايتنا وتوفير مسلتزمات الحياة، ونستعين بهم حال وجود أي عصابات أو أعمال بلطجة على أي مصانع يقطنها مصريون.
وأشار إلى أن هناك قلقا كبيرا في أوساط العمال المصريين، خاصة أن أغلبهم من الفقراء الذين يبحثون عن فرص العمل، وهربوا من الفقر في مصر، ولكن رغم ذلك لا يفضلون العودة إلى مصر إلا في أضيق الظروف، لأن عودتهم إلى مصر تعني انضمامهم إلى صفوف العاطلين والعودة مجدداً إلى مواجهة الفقر في القرى الريفية التي يعيشون بها ولا يوجد بها أي خدمات.
وقال اتحاد المقاولين المصريين إن غالبية شركات المقاولات جمدت أنشطتها في ليبيا خلال الفترة الأخيرة بسبب أحداث العنف التي تشهدها البلاد، وهناك شركات فقدت مستحقاتها بسبب هذه الأحداث.
وهو ما أكده مجلس الأعمال المصري الليبي الذي أكد في بيان أن معظم الأعمال المصرية في ليبيا متوقفة باستثناء بعض الأنشطة التجارية.
ووفقاً للبيانات والإحصاءات الرسمية، يصب الميزان التجاري بين البلدين في صالح مصر، فبينما بلغ إجمالي الصادرات المصرية نحو 8.7 مليار جنيه في 2013، فإن واردات مصر من ليبيا لم تتجاوز 868 مليون جنيه.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر، أن الحكومة لديها حصر بعدد المصريين العائدين من ليبيا عبر المعابر فقط، لكن ليس لديها حصر بعدد المصريين العاملين هناك، خاصة أن عددا كبيرا منهم يدخل إلى ليبيا عبر طرق غير مشروعة، كما أن ليبيا لا تقوم بعمل تعداد لعدد العاملين الأجانب.
وفيما تشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد العاملين المصريين في ليبيا يتراوح ما بين 200 و250 ألف عامل مصري، لكن الأرقام غير الرسمية تؤكد أن نحو مليون مصري كانوا يعملون في ليبيا خلال فترات ما قبل الثورة الليبية.








