أكد تقرير نشرته وكالة “سي إن إن موني” أن المؤسسات العملاقة في “وول ستريت” بدأت تشعر بالفرص الاستثمارية المتاحة في قطاع النفط، مع التراجع الكبير في أسعار الخام منذ منتصف العام الماضي.
وأوضح التقرير أن عددا كبيرا من الأسهم الأمريكية أصبحت مرتفعة الأسعار خلال الوقت الحالي، إلا أن قطاع الطاقة شهد تراجعًا ملحوظًا، بعد الهبوط في سعر الخام من مستوى 100 دولار للبرميل في الصيف الماضي، إلى نحو 50 دولارا حاليا.
وتقوم شركات الأسهم الخاصة والخدمات الاستثمارية، بتوجيه مبالغ طائلة من المال، لشراء أصول نفطية بأسعارها البخسة الحالية.
وأطلقت مجموعة “بلاك ستون” للخدمات الاستثمارية يوم الإثنين الماضي صندوقًا للاستثمار في الطاقة بقيمة 4.5 مليار دولار أمريكي، ما يمنح المجموعة فرصة لشراء الأصول المتعثرة لشركات النفط، ومشروعات للتنقيب المتوقفة بسبب الهبوط في أسعار الخام.
وأعلنت “بلاك ستون” أنه من الجيد استغلال الاتجاه الهابط الدوري لأسعار النفط والغاز خلال الفترة الأخيرة.
كما طرحت شركة “واربورغبينكوس” الأمريكية، والتي يعمل بها حاليا وزير الخزانة الأسبق “تيمغيثنر” صندوقا للاستثمار في الطاقة بقيمة 4 مليارات دولار في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأشار التقرير إلى أن هذه المؤسسات الاستثمارية الخاصة تدرك أن مصادر التمويل التقليدية مثل البنوك، وسوق السندات، تزيد من وتيرة إخراج شركات النفط من السوق.
ويقول محلل بقطاع الطاقة في مؤسسة “ناسداك” للخدمات الاستشارية “تمار إيسنر”: إن شركات الأسهم الخاصة لديها موقع فريد للاستفادة من الوضع الحالي لأسعار النفط، لأنها تمتلك السيولة المالية الكافية، بالإضافة إلى استعدادها للتعامل مع الأمر على المدى الطويل.
وتدرك المؤسسات الاستثمارية الخاصة حالة اليأس التي تجتاح القائمين على مشروعات معينة في قطاع النفط الصخري الأمريكي، والنفط الرملي في كندا، حيث لم يعد وجود تلك المشروعات أمرا مجديا اقتصادياً، مع هبوط أسعار الخام لنحو 50 دولارًا للبرميل.
كما تعاني بعض الشركات في صناعة النفط من ضعف الموقف المالي، ما أجبرها على خفض خطط التنقيب عن الخام، والاتجاه للاستغناء عن عمالة، في حين تشهد بعض الشركات الأخرى تراجعًا ملحوظًا لأسعار أسهمها في سوق الأوراق المالية، بسبب جمعها مع الشركات الضعيفة مالياً.
وأوضحت “سي إن إن موني” أن شركات الاستثمار الخاصة ليست بجديدة على صناعة النفط، حيث إنها وفرت نحو 101 مليار دولار أمريكي منذ عام 2013 في صناديق الاستثمارات المتخصصة في الطاقة، بحسب مؤسسة “بريكن” للبيانات.
كما شهدت شركات استثمارية خاصة مثل “كيه كيه آر”، و”كارلايل جروب” تراجعًا في الأرباح، بسبب هبوط أسعار الأسهم في قطاع النفط، وهو ما جعلها تعاني أيضًا جراء الاتجاه الهابط للقطاع.
وأشار التقرير إلى أن الخيارات المتاحة حاليا تشمل الاستثمار في الأصول النفطية المتعثرة، أو شراء أسهم شركات الطاقة، والتي ليس واضحًا حتى الآن ما إذا كانت وصلت للقاع السعري لها أم لا.
وعلى الجانب الآخر، ذكر التقرير أن الملياردير “وارن بافيت” قام ببيع حصته في شركتي “إكسون موبيل”، و”كونوكوفيليبس” العاملتين في مجال النفط بنهاية العام الماضي.
ويعود التقرير ليوضح أن قطاع الطاقة في مؤشر “ستاندرد أند بورز” سجل ارتفاعًا بنسبة تتجاوز 8% منذ منتصف شهر يناير/كانون الثاني الماضي، مع تعافي أسعار النفط، وعودتها للتداول أعلى مستوى 50 دولارًا للبرميل.








