قال تقرير لجريدة « the conversation » الاسترالية، إنه على الرغم من أن مصر تواجه تحديات سياسية واقتصادية، فإن الدولة تستغل موعد انعقاد مؤتمر القمة الاقتصادى للترويج لنفسها خارجياً، وبث الثقة فى الشعب المصرى.
أضاف التقرير، أن مصر وجدت نفسها من المحاصرين فى الحرب ضد الدولة الإسلامية (ISis) عقب إعدام 21 رهينة فى ليبيا المجاورة يوم 15 فبراير، وأرسل الجيش المصرى قواته الجوية لمهاجمة قواعد الدولة الإسلامية هناك، مشيراً إلى أن هذا يمثل تصعيداً ملحوظاً فى تورط مصر لمكافحة «داعش» فى المنطقة.
التحديات الاقتصادية
قال التقرير، إن الأحداث الأخيرة دفعت مصر لفرض حظر على سفر مواطنيها، وإعادة رعاياها من هناك، ما يعنى أن الكثير من المصريين الفقراء غير المتعلمين الذين ذهبوا لسنوات عديدة للعمل فى حقول النفط ومواقع البناء بالحد الأدنى للأجور سيواجهون تحدى البطالة، ويأتى ذلك مع ارتفاع معدلات البطالة الحقيقية فى الدولة التى بلغت ذروتها إلى %13.4 فى العام المالى 2013 – 2014، مشيراً إلى أن هناك تقديرات تشير إلى أن حوالى %63 من العاطلين عن العمل بين أعمار 15 و29 عاماً، و%67 منهم حاملون لشهادات تعليم عالٍ.
أضاف التقرير، أن الاضطرابات السياسية فى مصر عقب ثورة يناير 2011، أدت بالشركات الأجنبية فى الدولة إلى سحب عمالها وانخفاض استثماراتها فى الدولة، وصاحب ذلك خسارة للاحتياطيات من النقد الأجنبى لمصر، وتفاقم العجز المالى ونمو الدين العام وارتفاع معدلات هروب رؤوس الأموال، ونتيجة ذلك فقدت مصر نصف احتياطياتها من عام 2011، وتستمر الدولة فى مواجهة انخفاض استثمارات النقد الأجنبى.
حركة فى الإصلاحات
أوضح التقرير، أنه على الرغم من أن أرقام البطالة أظهرت تحسناً طفيفاً، ما زال الشباب يعانون خيبة أمل متزايدة، مشيراً إلى أن مصر بحاجة إلى اتخاذ إجراءات جذرية فيما يتعلق بتشجيع وتمويل رواد الأعمال الشباب، ما يعطى حوافز للشركات فى الدولة للنمو. وبدأ الرئيس وضع هذه الإجراءات موضع التنفيذ.
أضاف التقرير، أن الوضع الاقتصادى يتحسن، حيث إن معدل النمو الاقتصادى للدولة نما بنسبة %3.5 فى السنة المالية 2014، على الرغم من أن هذا لا يتطابق مع معدلات من قبل عام 2011 البالغة %6، مشيراً إلى أن الدولة تستهدف معدل نمو اقتصادياً بين 4 و%5.8 على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وفقاً لوزير المالية هانى قدرى.
ذكر التقرير، أن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء سجل انخفاضاً طفيفاً فى معدل البطالة ليصل إلى %12.9 فى نهاية عام 2014 من خلال الإصلاحات الهيكلية والنقدية وقطاعات السياحة والاتصالات والبناء، حيث تحسنت إيرادات السياحة، وأظهر الاستثمار الأجنبى المباشر نمواً فى الربع الأول من العام المالى 2014-2015، حيث بدأ المستثمرون فى إظهار الاهتمام للعودة إلى مصر وخاصة فى قطاع النفط.
وتعهد «السيسى» فى خطابه الأخير للشعب المصرى بـ1.6 مليار جنيه لتطوير القرى الأكثر احتياجاً، ووعد بشطب الديون لصغار المزارعين، وخلق منافذ بيع جديدة للشباب العاطلين عن العمل فى المواقع الرئيسية، وزيادة الاستثمارات فى قطاع الطاقة فى الدولة، وخاصة فى مجال الطاقة النووية، والمضى قدماً فى مشروع التنمية الإقليمية بقناة السويس، وتعهد أيضاً بمبلغ قيمته 100 مليون جنيه لدمج أطفال الشوارع فى المجتمع.
وأعلن الرئيس عن مزيد من الدعم للشركات الصغيرة لمساعدة رجال الأعمال الشباب مع إعفاءات ضريبية وقروض دون فوائد، وذلك فى محاولة للحد من البطالة، بجانب وجود قانون الاستثمار الجديد المتوقع لحل الصعوبات البيروقراطية التى تواجه المستثمرين الجدد، معتبراً إياه المحرك الرئيسى للنمو الاقتصادى للشباب فى البلاد.
قال التقرير، إن مصر تواجه تحدياً دقيقاً، حيث إن الدولة لابد أن تسوق لنفسها خارج حدودها فى العالم كوجهة آمنة ومستقرة للاستثمار والسياح بجانب اكتساب ثقة الشعب المصرى، مشيراً إلى أن مؤتمر المستثمرين فى مارس القادم بجانب الانتخابات البرلمانية فى مارس إلى أبريل 2015 سيلعبان الدور الرئيسى للقيام بذلك.
أضاف التقرير، أن التدابير التى حددها «السيسى» واعدة، والاقتصاد بحاجة إليها، مشيراً إلى أن الاستثمار فى الشباب من خلال دعم ريادة الأعمال، ومحاربة الإرهاب داخل مصر، وعلى حدودها، وجذب الاستثمار الأجنبى المباشر، ومحاربة البطالة والديون والأمية، هى الأمور الرئيسية للتنمية الاقتصادية فى مصر.
تابع التقرير، أنه على الرغم من أن تحقيق كل هذه الأهداف صعب؛ نظراً إلى التوترات الاجتماعية والسياسية التى تواجهها الدولة، فإن مصر قادرة على اتخاذ خطوات فى اتجاه ترسيخ مكانتها كلاعب رئيسى فى مكافحة الدولة الإسلامية «داعش» فى حين تضع الأساس لتحقيق الانتعاش الاقتصادى.
تعد جريدة «the conversation» وسيلة إعلامية مستقلة غير هادفة للربح، وتستخدم المحتوى من مصادر الأوساط الأكاديمية والبحثية، ومنذ إطلاق الموقع الأسترالى فى مارس 2011، وسعت نسختها إلى ثلاث طبعات، مع إضافة نسخة المملكة المتحدة (UK) فى عام 2012 والولايات المتحدة فى عام 2014.








