قال المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية، انه في ظل إقتراب نهاية المفاوضات التي تجري بين إيران ومجموعة “5+1″ ونجاح الطرفين في تقليص حدة التباينات العالقة حول العديد من القضايا الفنية الخاصة ببرنامج إيران النووي، تزداد الخلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي أوباما وأعضاء الكونجرس بسبب ذلك الملف.
وأضاف في تقدير له بعنوان ” هل ينجح أوباما في إنهاء أزمة الملف النووي الإيراني”، ان أروقة الكونجرس الامريكي شهدت جدلاً غير مسبوق علي خلفية المفاوضات التي تجري مع إيران ، حيث يسعي الجمهوريون إلى عرقلة المحادثات مع طهران، ويعتبرون أن أي اتفاق لن يكون ملزماً ومن حق أي رئيس قادم أن يقرر عدم الإلتزام به .
وأشار الإقليمي الي ان حدة الخلافات بين الكونجرس والبيت الأبيض دفعت أعضاء الكونجرس بقيادة الحزب الجمهوري بإتخاذ خطوات تصعيدية، وقاموا بتوجيه دعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء خطاب أمام اعضاء الكونجرس حول الملف النووي الإيراني في 3 مارس 2015 دون تنسيق مع البيت الأبيض.
وأضاف ان الحزب الجمهوري تقدم بإقتراح قانون في مجلس الشيوخ يٌقلص صلاحيات أوباما بشأن المفاوضات مع إيران ، ويمنع أوباما بمقتضاه من تعليق أي عقوبات مفروضة علي إيران لمدة 60 يوم من تاريخ إبرام الاتفاق بين إيران ودول مجموعة “5+1” بشرط تصويت الكونجرس علي القرار، مشيراً الي ان 47 عضواً من الحزب الجمهوري وجهوا رسالة للقيادة الإيرانية يحذرون فيها من أي اتفاق مع الإدارة الحالية لا يصوت عليه الكونجرس من الممكن أن يلغية الرئيس القادم.
وقال الإقليمي انه يوجد مسارين محتملين لما سوف تؤول إليه المفاوضات خاصة في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، المسار الأول وهو التوصل الي إتفاق جزئي بين إدارة أوباما وطهران، والثاني هو فشل المفاوضات في ضوء إصرار المفاوضين الإيرانيين علي رفع العقوبات دفعة واحدة وليس بشكل تدريجي.
يذكر ان المركز الاقليمي للدراسات الاستراتيجية والذي تم تأسيسة عام 2012 بالقاهرة، هو مركز بحثي مستقل يهتم بإصدار تقديرات وأبحاث عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، والتفاعلات الدولية المؤثرة على الإقليم.