تحول سوق الذهب العالمي نحو الشرق في عام 2013 بعد أن تخطت الصين الهند وأصبحت أكبر مشتر للمعدن النفيس في العالم، ورغم تضرر المبيعات بحملة بكين ضد الفساد، إلا أن ذلك لم يقلص من إقبال الصينيين على الذهب كمخزن للقيمة، وسرد موقع “أوبن ماركيتس” في تقريره الأسباب التي دفعت الصينيين لمواصلة شراء المعدن الأصفر.
ويرجع حماس المواطنين في الصين لشراء الذهب إلى أن أصول الاستثمارات البديلة أصبحت أقل جاذبية، وتزامن ذلك مع هبوط حاد للعملات المفضلة استثمارياً لهم مثل الدولار الكندي والأسترالي وحتى اليورو.
كما يأتي الإقبال القوي من جانب الصين على الذهب بسبب سياستها المتعلقة بالتحرر المالي، حيث تعمل مؤسسات مالية على توسيع حجم مدخراتها المحلية لتشمل الاستثمار في المنتجات المرتبطة بالذهب، وهو ما يعني أن الطلب الصيني سوف يتواصل بشكل متزايد.
وأجرى الموقع حواراً مع المدير التنفيذي لـ”سي إم إي جروب” “هارييت هانابل” ومديرة منتجات المعادن “إيفون زانج” لبيان أسباب تخطي الصين للهند في استهلاك المعدن النفيس على الصعيد العالمي.
ما هو تقييم التوقعات على المدى الطويل بشأن الطلب الصيني على الذهب؟
– ترى “إيفون زانج” أن الطلب الصيني تزايد بسبب المخاوف بشأن الدخل وليس الاستثمار في عام 2013، حيث اتخذ الصينيون إستراتيجية شراء وحيازة الذهب من أجل الادخار في ظل القلق حيال تباطؤ النمو الاقتصادي وسوق العقارات.
مع الوضع في الاعتبار تزايد الطلب في آسيا – خاصةً الهند – ما مدى أهمية حيازة عقود الذهب في هذه المنطقة؟
– قال “هانابل”: إن الطلب على المعدن النفيس شهد تحولاً كبيراً في آسيا – ولاسيما الصين – فهناك خطوات قوية من جانب الصين لفتح أسواقها الرأسمالية مثل ما حدث في تدشين بورصة “شنغهاي” للذهب في العام الماضي، وترغب السلطات في منح عقود إقليمية للتداول عبر منصة الذهب الخاصة بها.
ما هي التوقعات بشأن نوعية المشاركين في هذه العقود الجديدة؟
– تتوقع “زانج” مشاركة من جانب مديري أصول وصناديق وأفراد مع ارتفاع الزخم على هذه العقود.
في ظل استقرار عقود الذهب بين 1200 و1300 دولار للأوقية، هل هناك علامات على إعادة الفائدة؟
– يرى “هانابل” أن النشاط الأخير للذهب يُظهر استمرار وجود فائدة كبيرة للتداول عليه بوصفه ملاذاً آمناً، ومن الممكن أن يحتاط المستثمرون به في مواجهة هبوط اليورو أو حتى للباحثين عن التداول على العملة المحلية الصينية.
أما “زانج”، فترى أن سوق الصين قد شهد وفرة في المعروض بعد تباطؤ المشتريات في العام الأسبق، وتتوقع “زانج” أن تكون الأصول المرتبطة بالذهب مصدرا للنمو في الصين، فقد تزايدت حيازته في البنوك الصينية وشركات التأمين وصناديق الاستثمار.
وفي ضوء الإصلاحات المحورية مثل ما يحدث في التداول على الذهب وإطلاق بورصة “شنغهاي” لعقود المعدن الأصفر مع خطط لإصدار عقود ذهب مقومة باليوان، هل يُتوقع أن تشهد الأسواق العالمية تحديد الصين لسعر قياسي للذهب؟
– وفي هذا الصدد، تقول “زانج”: إن معيار تحديد سعر قياسي عالمي هو مفهوم ديمقراطي حيث يحدده قبول الأسواق، ولتحديد معيار قياسي، يلزم وجود لاعبين دوليين للدخول في الأسواق العالمية ولاعبين محليين للتداول بشكل حر مع نظرائهم في الدول الأخرى وتحديد ذلك بعقلانية.
وكالات








