«صقور الصحراء» استهدف جمع المعلومات عن حكومات ونشطاء وإعلاميين.. والضحايا 3 آلاف
الحكومة تعى أهمية حماية المعلومات.. وإصدار التشريعات المنظمة يحد من الاختراق
توقعات بزيادة نشاط أمن المعلومات مع ارتفاع المعاملات المالية عبر الإنترنت
الهواتف الذكية أهم من الحاسبات فى حماية أمن المعلومات
تسعى شركة « كاسبرسكى »، المتخصصة فى برامج الحماية الإلكترونية إلى التوسع فى نشاطها بمصر بدعم من المؤهلات التى تتوافر بالسوق المحلية، فيما ترى أبرز التحديات التى تواجه السوق المحلى نقص التوعية بأهمية هذه البرامج، التى تستلزم من الحكومة حث العملاء على استخدام برامج الحماية وإصدار التشريعات اللازمة لتنظيم النشاط، فضلا عن إصدار لوائح تضمن حماية معلومات وبيانات التجارة عبر الإنترنت.
قال غريب سعد، باحث أمنى أول لفريق البحث والتحليل العالمى بشركة كاسبرسكى لاب فى الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: إن الشركة أجهضت هجمات فيروسية منظمة أطلق عليها «صقور الصحراء» بمنطقة الشرق الأوسط واستهدفت حكومات وبنوكاً ونشطاء سياسيين وجهات إعلامية.
وأوضح أن عملية «صقور الصحراء» استغلت الانفلات السياسى بالمنطقة العربية السنوات الثلاث الماضية، وسعت لتنظيم هجمات فيروسية على نطاق واسع، وكانت مصر المستهدف الأول من هذا الهجوم، مشيراً إلى أن المهاجمين تسببوا فى أكبر تهديد إلكترونى بمنطقة الشرق الأوسط، رغم محدودية إمكانياتهم.
وأضاف أن «كاسبرسكى لاب» اكتشفت مصدر العملية، واتخذت إجراءات معقدة لجمع المعلومات والبيانات، وسيطرت عليها عبر برامج الشركة، موضحاً أن عدد ضحايا العملية وصل إلى 3 آلاف ما بين إعلاميين وسياسيين وقيادات فى الحكومات.
ووفقا لسعد، توقعت «كاسبرسكى لاب» الهجمات الفيروسية التى هاجمت منطقة الشرق الأوسط بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية قبل 5 سنوات، وحذرت جهات حكومية من هذه الهجمات، فيما استعدت الشركة للتصدى لها عبر تطوير التكنولوجيا وبرامج حماية على مستوى عال من الكفاءة.
وقال إن الحكومة المصرية تمتلك رؤية واضحة بأهمية حماية أمن المعلومات وسعت خلال الفترة الأخيرة إلى إصدار قانونى آمن للمعلومات والتجارة الإلكترونية وتشكيل لجنة لحماية الأمن السيبرانى.
وحسب سعد، تسعى الحكومة حالياً إلى إصدار قانون لتنظيم تداول المعلومات وحماية البيانات بخلاف قانون لتنظيم التجارة الإلكترونية، كما أصدر رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى قراراً بتشكيل لجنة تضم عدة وزارات لحماية الأمن السيبرانى.
وأضح أن نشاط التجارة الإلكترونية انتشر فى مصر على نطاق واسع وتضاعفت عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت، وهو ما يستلزم ضرورة تنظيم النشاط وحماية المستخدمين عبر برامج متطورة، مشددا على أهمية الدور الحكومى فى الترويج لاستخدام برامج الحماية، وهو ما حدث مع البنوك فى ضوء الشروط التى وضعها البنك المركزى لتقديم الخدمات المالية عبر الإنترنت.
وتزايدت الآونة الأخيرة البرامج الخبيثة المستهدفة للعمليات البنكية عبر الإنترنت، من خلال سرقة اسم المستخدم و«الباسورد» لإجراء تحويلات مالية وشراء بطرق غير شرعية، وذلك فى الوقت الذى توقعت «كاسبرسكى» تضاعف الهجمات الفترة المقبلة مع زيادة استخدام العملاء للتعاملات المالية عبر الإنترنت، مع اقتراب فتح حسابات بنكية لكافة الموظفين بالدولة قبل يوليو المقبل، وسوف تسدد الحكومة رواتب العاملين عبر الحسابات البنكية وفقا لخطة وزارة المالية فى العام المالى المقبل، وهو ما سيؤدى إلى تنامى نشاط حماية أمن المعلومات.
أضاف أن مصر من أكبر الأسواق فى المنطقة سواء على مستوى عدد المستخدمين أو النمو، إلا أن المشكلة الرئيسية تكمن فى نقص الوعى بأهمية أمن المعلومات.
وتجاوز عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر 48.3 مليون بنهاية ديسمبر الماضى، وعدد مستخدمى المحمول 90 مليون مشترك، بينما يصل حجم نشاط التجارة الإلكترونية إلى نحو 1.8 مليار جنيه وفقا لآخر إحصائيات الحكومة.
أشار إلى أن حجم السوق المصرى وزيادة استخدام التكنولوجيا ضمن أهم فرص نمو نشاط حماية أمن المعلومات، منوها بالعلاقة الطردية بين زيادة مستخدمى برامج الحماية ونمو استخدام التكنولوجيا والاتصالات.
قال إن من الضرورى نشر الوعى فى مصر عبر وسائل الإعلام المختلفة، والتركيز على أهمية برامج الحماية وكيفية استخدامها، مؤكدا سرية المعلومات والبيانات من القرصنة.
وأضاف أن التشريعات والقوانين تساهم بقوة فى التوعية بأهمية حماية المعلومات، مطالباً بضرورة إصدار لوائح وشروط تستهدف زيادة استخدام برامج الحماية لعمليات التجارة والبيع والشراء عبر الإنترنت.
وانتشرت الفترة الأخيرة سرقة الصور والمعلومات من الهواتف الذكية، وأدت إلى تزايد المشكلات الاجتماعية خاصة فى المنطقة العربية، وهو ما استدعى ضرورة توعية المستخدمين بمخاطر التكنولوجيا وكيفية مواجهتها وأهمية سرية المعلومات وحمايتها.
وقال إن التجسس السيبرانى انتشر الفترة الأخيرة بسبب الأوضاع الأمنية المتردية فى البلاد المحيطة، بهدف جمع معلومات عن دول المنطقة، موضحاً أن الشرق الأوسط ضمن أبرز المناطق التى تعانى التجسس السيبرانى وتصل نسبتها إلى 90% من إجمالى التأثيرات العالمية. ويعتبر فريق البحث والتحليل العالمى بشركة «كاسبرسكى لاب» منفصل عن أى أنشطة أخرى داخل الشركة، وينحصر دوره فى تتبع المجرمين سواء المهتمين بالأموال أو المعلومات والبيانات أو التخريب ومعرفة التكنولوجيا التى يستخدمونها فى الهجمات الفيروسية، ويصل عدد موظفى البحث والتطوير بالشركة إلى ثلث إجمالى العاملين فى «كاسبرسكى».
يرى سعد أن أبرز التحديات التى تواجه نشاط حماية أمن المعلومات فى مصر يدور حول حث العميل على استخدام برامج الحماية، التى غالباً ما تكون بعد تعرضه لهجمة فيروسية أو حادث تسبب فى ضرر، وهو ما يدفعه إلى اللجوء لاستخدام البرامج.
وقال إن «كاسبرسكى» بدأت فى طرح عروض ترويجية لحث العملاء على استخدام برامج الحماية، ومنها إطلاق عرض للحصول على برنامج أصلى لحماية أجهزة متعددة تشمل التابلت والحاسب الشخصى والهاتف الذكى.
وأشار إلى أن الهواتف المحمولة أصبحت أهم من الحاسبات فى مجال حماية أمن المعلومات، خاصة فى ظل زيادة استخدامها وتطور التطبيقات التكنولوجية، موضحاً أن الهجمات الفيروسية تهاجم الأجهزة الأكثر استخداما، وهو ما يعنى زيادتها على الهواتف الفترة المقبلة.
وأضاف أن «كاسبرسكى» تبحث بصفة مستمرة مع مصنعى الهواتف الذكية على مستوى العالم كيفية حماية المعلومات ومنع أى اختراق للتطبيقات، وذلك بعد ارتفاع الهجمات الفيروسية على الهواتف الذكية عام 2014 بمقدار 20 ضعفاً مقارنة بعام 2013.
ووفقا لسعد، تنقسم الهجمات إلى فيروسات تتصفح مواقع إلكترونية معينة تحمل على برامج خبيثة أو من خلال «فلاشة» أو «سى دى» أو شبكة داخلية بين الحاسبات لسرقة المعلومات، وتنتشر فى مصر بصورة كبيرة، وتقل تلك الهجمات فى أوروبا نظرا إلى تفضيل استخدام الإنترنت بسرعات وجودة أعلى.
عن شركات حماية المعلومات أكد سعد، ضرورة التعامل مع مؤسسات عالمية تمتلك إمكانيات عالية، خاصة أن النشاط يتطلب استثمارات ضخمة.
يتجاوز عدد مستخدمى برامج «كاسبرسكى» 400 مليون على مستوى العالم، وتحتل مصر المركز 44 عالمياً في حوادث الهجمات الإلكترونية عبر الإنترنت.







