تتزعم الصين من خلال مشروعها لتأسيس بنك استثماري عملاق في آسيا، وطموحاتها المرتبطة بعملتها، الدول التي تريد التخلص من نظام مالي عالمي يهيمن عليه الأميركيون.
وشهدت اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن ، والتي حضرها وزراء المالية وحكام البنوك المركزية، اهتماما كبيرا لهذا التحرك الصيني.
وصرّح رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم، أنه يريد تهنئة الصين على الخطوة الكبيرة باتجاه التعددية، التي يمثلها إنشاء بنك لتمويل مشاريع البنية التحتية، معبرا عن الأمل في التعامل معه بشكل وثيق.
وخلافا لما كانت تأمل فيه واشنطن، التي تتحفظ – على غرار اليابان- على هذا المشروع، تلقى هذه المؤسسة الجديدة ترحيبا من قبل عدد كبير من الدول، وقد أعلنت بكين عن انضمام 57 دولة إليها.
و يتناقض ذلك، مع تراجع مشروع ” بنك بريكس” الذي أطلق وسط ضجة إعلامية كبيرة العام الماضى ، من قبل الاقتصادات الناشئة.. وظل الانضمام إليه حكرا على الدول المصنفة ناشئة.
ويتعارض هذا المشروع السياسي، بشكل واضح، مع مؤسستين هما صندوق النقد الدولي، الذي يقرض في الأزمات، والبنك الدولي، الذي يقدم قروضا ومساعدات لدعم التنمية، ويتقاسم الأميركيون والأوروبيون إدارتهما منذ فترة طويلة.
ويرى كريستوف ديستي، الباحث في مركز الأبحاث الفرنسي للاقتصاد الدولي، أن العرض الصيني يتسم ببراعة أكبر ويتيح لكل واحد أن يجد مكانه.
وأضاف أن الدول الأجنبية تبحث بالتأكيد عن منافذ جديدة في مجال الأشغال العامة والطاقة ، ويأمل البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية في الحصول على التمويل من الأسواق، وهو الشيء الذي يتطلب خدمات مالية، وهو على الأرجح السبب الذي دفع بريطانيا إلى الانضمام إلى المشروع.








