مناقشات مستمرة مع البنوك بشأن كيفية حماية التحويلات المالية عبر المحمول فى مصر
إلزام الحكومة المصرية المؤسسات المالية باستخدام برامج الحماية أفضل خيار لدعم النشاط
أمن المعلومات مسئولية مشتركة بين الحكومات والشركات والأفراد
«ويندوز» أكبر نظم التشغيل استقبالاً للبرامج الضارة بـ237 مليون هجمة.. و«أندرويد» فى المرتبة الثانية
مصر أعلى دول المنطقة تضرراً إلكترونياً عبر الشبكات المحلية.. وروسيا أكبر مصدر للبرمجيات الخبيثة عالمياً
تتوجه الاستراتيجية الجديدة لشركة « كاسبرسكى لاب » المتخصصة فى برامج الحماية الإلكترونية إلى التوسع فى نشاط أمن المعلومات لحماية المدن الذكية التى انتشرت الفترة الأخيرة، خاصة على مستوى العالم العربى، كما تسعى لطرح حلول جديدة توفر الحماية الإلكترونية لتكنولوجيا القطاعات الصناعية مثل الطاقة والكهرباء والصحة والمرور، وترى الشركة ان دمج التكنولوجيا فى قطاعات الصحة والطاقة يفرض زيادة العمليات التأمينية ومواجهة الهجمات الفيروسية لمنع أى محاولة قد تؤدى إلى انهيار نظام الطاقة أو المرور فى مدينة ذكية، فى الوقت الذى تتناقش الشركة مع البنوك المصرية لحماية التحويلات المالية عبر المحمول مع تصدر مصر قائمة دول المنطقة الأعلى تهديداً من الهجمات الفيروسية خلال الربع الأول من 2015.
قال محمد أمين حسبينى، باحث أمنى أول بفريق البحث العالمى بشركة « كاسبرسكى لاب » فى الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا، إن الحركة المعلوماتية فى مصر تشهد تزايداً مستمراً، نتيجة ارتفاع معدلات استخدام الإنترنت، وهو ما وجه العملاء لإتمام المعاملات المالية إلكترونياً، والتى فرضت بدورها مشاركة المعلومات والبيانات من خلال شبكة الإنترنت، مما يستدعى ضرورة حمايتها بجودة عالية.
أشار إلى انخفاض الوعى باستخدام نظم وبرامج الحماية لدى المؤسسات والأفراد فى مصر، موضحاً أن الجرائم الإلكترونية تنتشر بصورة مكثفة على مستوى العالم، خاصة فى منطقة الشرق الأوسط، وأن مصر على وجه الخصوص تحتاج إلى زيادة الوعى لدى المؤسسات والأفراد لدعم عمليات حماية أمن المعلومات.
أضاف: «عدد كبير من الهجمات استهدفت منطقة الشرق الأوسط، ومنها مصر فى ضوء التغييرات السياسية والاقتصادية خلال السنوات الماضية، وآخر هذه الهجمات عملية «صقور الصحراء» التى تعتبر من أقوى الهجمات الإلكترونية الأخيرة».
أكد فى حوار لـ«البورصة»، أن زيادة استخدام المعاملات المالية عبر الإنترنت فى مصر بصفة خاصة والشرق الأوسط بصفة عامة يفرض إعداد ضوابط جديدة لدى الحكومات والمؤسسات المالية.
قال إن عدد الهجمات الفيروسية عام 1994 بلغ فيروس واحد كل ساعة، ووصل إلى فيروس لكل دقيقة عام 2006، وعام 2011 قفز إلى هجمة فيروسية كل ثانية، وارتفعت إلى 350 ألف هجمة فيروسية يومياً عام 2015، وهو ما يشير إلى سرعة تطور الهجمات الفيروسية وانتشارها.
قال حسبينى إن أمن المعلومات مسئولية مشتركة بين 3 جهات، الجهة الأولى الحكومات والتى عليها مسئولية سن قوانين وتشريعات لحماية المواطنين وعقاب المجرمين الكترونياً، بالإضافة إلى وضع لوائح تسهم فى الحد من المواقع والبرامج الخبيثة التى تهاجم العملاء عبر الإنترنت، وذلك بالتعاون مع الجهات العالمية المسئولة.
وتسعى الحكومة المصرية حالياً لإصدار قانون لتنظيم تداول المعلومات وحماية البيانات فى مصر بخلاف قانون لتنظيم التجارة الإلكترونية فى مصر، كما أصدر رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى قراراً بتشكيل لجنة تضم عدة وزارات لحماية الأمن السيبرانى.
أشار إلى أن الجهة الثانية تتمثل فى دور المؤسسات وتشمل اتباع عدة خطوات لتنفيذها لحماية الخدمات التى تقدمها هذه المؤسسات وأحكام الرقابة على سرية بيانات عملائها، فيما تعد الجهة الثالث خاصة بالأفراد والمواطنين، والتى تتضمن تشجيع استخدام برامج الحماية فى جميع الأجهزة الإلكترونية المستخدمة.
أشار إلى توسع برامج الحماية الفترة الحالية ليصل إلى تأمين المدن الذكية وعمليات اتصال الاجهزة ببعضها، فى ضوء انتشار المدن الذكية على مستوى العالم والتى ادت إلى طفرة تكنولوجية فى قطاعات الطيران والصحة والكهرباء، مشيراً إلى ان معدلات نمو هذا النشاط فى مصر والدول العربية اعلى من اوروبا باعتباره قطاع مازال خصباً.
أشار إلى ان «كاسبرسكى لاب» تعد استراتيجيتها الجديدة على حماية المعلومات والاموال التى سيتم مرورها عبر النظم الالكترونية سواء من خلال تكنولوجيا الطاقة أو المياه أو المرور أو الصحة، مؤكداً ان الموضوع اصبح اكبر من المعلومات الشخصية، كما ان هذه القطاعات مازالت ارض خصبة
للمهاجمين الكترونياً.
أضاف حسبينى: «ارتفاع عدد الاجهزة المتصلة ببعضها يحتم ضرورة التوسع فى حماية امن المعلومات، وهو ما يحدث فى مصر حالياً بعد زيادة استخدام البطاقات البنكية».
أوضح فى مؤتمر صحفى لـ« كاسبرسكى لاب » فى لشبونة بالبرتغال ان نظام ويندوز يتصدر نظم التشغيل التى استقبلت البرامج الضارة بواقع 237 مليون هجمة ويليه نظام اندرويد بواقع 13 مليون هجمة وحل فى المركز الثالث «ماك أو اس» بواقع 12 الف هجمة فيروسية، فيما حل نظام «اى أو اس» فى المركز الرابع بواقع 283 هجمة فيروسية.
عن دور الحكومة فى إلزام المؤسسات باستخدام برامج الحماية، قال إن البنك المركزى فى مصر أصدر ضوابط لإلزام البنوك باستخدام مستوى معين من الحماية، وهو قرار جيد جدا وافضل خيار لزيادة استخدام برامج الحماية، وهو ما يجب ان تقوم به الحكومة المصرية فى الزام المؤسسات باستخدام برامج للحماية لحث العملاء على استخدام الخدمات عبر الانترنت، وهو ما يشجع المستخدم ويجعله واثقاً فى نجاح العملية دون صعوبة أو هجوم إلكترونى.
وقال حسبينى إن شركته تقوم بمناقشة البنوك بصفة مستمرة عن كيفية حماية تحويلات الأموال عبر المحمول فى جميع دول الشرق الاوسط لضمان المرور من التحويلات المالية، ولدى الشركة حلول أمنية لحماية الاموال التى يتم مرورها عبر المحمول أو الاجهزة الاخرى، ويتم توفيرها للبنوك
فى مصر.
بلغ عدد الهجمات الفيروسية عبر الشبكات المحلية 2.1 مليار هجمة على مستوى العالم الربع الأول من العام الجارى، فيما استحوذت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتركيا على 130 مليون هجمة.
قال حسبينى إن الشبكات المحلية تعتبر المصدر الاساسى للهجمات الفيروسية فى دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وتعد مصر أعلى دول المنطقة من حيث المستخدمين المتضررين إلكترونياً عبر الشبكات المحلية بنسبة %50.5 من إجمالى المستخدمين لبرامج كاسبرسكى، وتليها قطر %46 والمملكة العربية السعودية %45.8، وتركيا %44.6.
ولا تستخدم الشبكات المحلية الإنترنت فى اى معاملات، وانما تتم من خلال الاجهزة المتصلة ببعضها دون انترنت سواء من خلال استخدام الفلاشات أو الأسطوانات المدمجة أو الهارد، بينما كانت قطر أعلى دول المنطقة من حيث المتضررين عبر شبكة الإنترنت بنسبة %31 وتليها الامارات بنسبة %29.
وبلغ عدد الهجمات الفيروسية عبر الانترنت 468 مليون هجمة على مستوى العالم الربع الاول من العام الجارى، فيما استحوذت منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتركيا على 32 مليون هجمة.
قال حسبينى ان إحصائيات « كاسبرسكى لاب » تشير إلى أن روسيا أعلى الدول المصدرة للبرمجيات الخبيثة على مستوى العالم وتليها أمريكا وهولندا والمانيا وبريطانيا، فيما تعد تركيا اعلى الدول بمنطقة الشرق الاوسط وافريقيا وتليها جنوب افريقيا والامارات ومصر وكينيا.
أشار إلى شركته تعالج يومياً وبشكل تلقائى مايقرب من 325 ألف ملف جديد من الهجمات الفيروسية، ويتطلب %1 فقط من هذه الملفات عملاً يدوياً وتوكل مهمة إنجاز هذا الجزء إلى فريق الأبحاث والتحليل العالمى بالشركة.
قال إن الشركة أجهضت هجمات فيروسية منظمة اطلق عليها اسم “صقور الصحراء” بمنطقة الشرق الأوسط واستهدفت حكومات وبنوك ونشطاء سياسيين وجهات اعلامية.
اوضح ان عملية «صقور الصحراء» استغلت عدم الاستقرار السياسى بالمنطقة العربية السنوات الثلاث الماضية، وسعت لتنظيم هجمات فيروسية على نطاق واسع بمنطقة الشرق الاوسط وتعد مصر من ابرز الدول التى تم مهاجمتها، مشيراً إلى ان المهاجمين تسببوا فى أكبر تهديد إلكترونى بمنطقة الشرق الأوسط.
أضاف ان « كاسبرسكى لاب » اكتشفت ان مصدر العملية من العرب وكانت تقوم بخطوات معقدة بهدف جمع المعلومات والبيانات وتم مواجهتها عبر برامج الشركة والسيطرة عليها، مبيناً ان عدد الضحايا لهذه العملية بلغ 3 آلاف ضحية توزعوا مابين القطاع الإعلامى والحكومات والسياسيين.
وتوقعت « كاسبرسكى لاب » الهجمات الفيروسية التى هاجمت منطقة الشرق الاوسط بسبب عدم استقرار الاوضاع السياسية قبل 5 سنوات، فيما استعدت الشركة لها عبر تطوير التكنولوجيا وانتاج برامج حماية على مستوى عالٍ من الكفاءة.
وتزايدت فى الفترة الاخيرة البرامج الخبيثة المستهدفة للعمليات البنكية عبر الانترنت والتى تستهدف سرقة اسم المستخدم والباسورد واجراء تحويلات مالية وشراء باسم المستخدم، فى الوقت الذى توقعت « كاسبرسكى لاب » تضاعف الهجمات الفترة المقبلة مع زيادة استخدام العملاء للتعاملات المالية عبر الإنترنت.
ومن المقرر فتح حسابات بنكية لجميع الموظفين بالدولة قبل يوليو المقبل، وستقوم الحكومة بسداد المرتبات عبر الحسابات البنكية وذلك وفقاً لخطة وزارة المالية العام المالى المقبل، وهو ما سيؤدى إلى زيادة نشاط حماية امن المعلومات فى مصر.
أضاف حسبينى: «السوق المصرى من أكبر الأسواق فى المنطقة سواء على مستوى عدد المستخدمين أو النمو، إلا أن المشكلة الرئيسية فى مصر نقص الوعى».
ويتجاوز عدد مستخدمى الانترنت فى مصر 48 مليون مستخدم بنهاية ديسمبر الماضى، ويتجاوز عدد مستخدمى المحمول 90 مليون مشترك، بينما يبلغ حجم نشاط التجارة الالكترونية نحو 1.8 مليار جنيه وفقاً لآخر إحصائيات الحكومة المصرية.
قال إن مواجهة نقص الوعى فى مصر يتم عبر التوعية بجميع الوسائل بأهمية برامج الحماية وكيفية استخدامها، مؤكداً انه يوجد معلومات وبيانات أهم من الأموال وتحتاج إلى استخدام برامج حماية بمعنى ان العميل يجب ان يهتم ببرامج الحماية حتى لو لم يستخدم الاموال عبر الانترنت، كما يمكن ان تساهم التشريعات والقوانين فى التوعية بأهمية حماية المعلومات.
وانتشرت الفترة الاخيرة سرقة الصور والمعلومات من الهواتف الذكية وأدت إلى تزايد المشكلات الاجتماعية، خاصة فى المنطقة العربية، وهو ما استدعى ضرورة توعية المستخدمين بمخاطر التكنولوجيا وكيفية مواجهتها واهمية سرية المعلومات وحمايتها.
يرى حسبينى ان أبرز التحديات التى تواجه نشاط حماية امن المعلومات فى مصر تدور حول حث العميل على استخدام برامج الحماية والتى غالباً ما تكون بعد تعرضه لهجمة فيروسية أو حادث تسببت فى ضرر لها مما يلجأ بعدها لاستخدام البرامج.
ونتيجة ارتفاع الهجمات الفيروسية على الهواتف الذكية عام 2014 بنسبة 20 ضعفاً، مقارنة بعام 2013 تبحث « كاسبرسكى لاب » مع مصنعى الهواتف الذكية على مستوى العالم كيفية حماية المعلومات ومنع اى اختراق للتطبيقات، وتعقد مباحثات مع أغلب المصنعين حتى قبل إصدار المنتج للتأكد من عدد وجود اى ثغرات تهدد الهواتف.
يتجاوز عدد مستخدمى برامج « كاسبرسكى لاب » 400 مليون مستخدم على مستوى العالم، وبالنسبة للمخاطر المرتبطة بتصفح الإنترنت تحتل مصر المركز 44 عالمياً بعدد حوادث من هجمات إلكترونية عبر الإنترنت.