تكرار هجوم الأسود على مدربيهم لسوء حالة الطعام والمسرح
«الزراعة» تميز بين أسود حديقة الحيوان والسيرك فى كميات اللحوم
لم تعد ثورات الغضب مقصورة فقط على البشر، بل حتى الحيوانات تثور أيضاً ضد الظلم والإهمال والتمييز.. وهذا ما حدث من أسود السيرك القومى بالعجوزة التى عبرت عن غضبها أكثر من مرة عندما أصابت أكثر من مرة مدربها؛ بسبب سوء الحالة المعيشية لملوك الغابة.. فأسد السيرك ضاعت هيبته منذ أن ترك عرينه، وأصبح لاعباً فى السيرك أو بالأصح موظف حكومة، يأكل بمواعيد وله مقررات غذائية محددة وفقاً للوائح والقوانين، ويتعامل بمستوى غذائى أقل من أسد حديقة الحيوان التابعة لوزارة الزراعة.
وقالت أنوسة كوتة، أصغر مدربة أسود بالسيرك القومى، إن السيرك به 15 أسداً تنفق عليها الدولة حوالى 13 ألف جنيه شهرياً فقط، الأمر الذى يدفعهم إلى تحمل تكلفة مماثلة تقريباً ليصل الإجمالى 27 ألفاً بمتوسط 1800 جنيه للأسد الواحد، تشمل الأكل والنظافة والإشراف البيطري.
ويتراوح متوسط كميات اللحوم التى يتناولها الأسد بين 6 و7 كيلو يومياً، وفقاً لما أقرته وزارة الزراعة، وتختلف احتياجات الأسود لتصل إلى 10 كيلوجرامات يومياً لبعض الأنواع، وتخصيص يوم صيام أسبوعياً تكتفى خلاله الحيوانات بتناول اللبن والبيض للحفاظ على صحتها وتنظيف معدتها من اللحوم. وأشارت إلى تفرقة الحكومة بين أسود وزارة الزراعة والأسود العاملة بالسيرك، حيث يتم تمييز الأولى وتوفير كامل احتياجاتها من اللحوم على الرغم من أنها لا تبذل أى مجهود بعكس أسود السيرك.
ويضم السيرك القومى عدداً كبيراً من الحيوانات المفترسة، حيث يتعاقد كل مدرب على 15 حيواناً بحد أقصى، وتقدر قيمتها بملايين الجنيهت، ويتم تقديم لحوم الحمير والبقر والجمال والدواجن أحياناً وفقاً للميزانية المتاحة، ولا يتم الاستيراد إلا فى مجال الاكسسوارات واستبدال الحيوانات بأخرى من الخارج.
وأرجعت «كوته» تكرار حوادث هجوم الأسود على المدربين فى الفترة الأخيرة إلى سوء أرضية المسرح، الأمر الذى يؤدى إلى إعاقة الحركة وسقوط المدرب وهجوم الأسد عليه، ورغم مخاطبة وزارة الثقافة أكثر من مرة لإصلاحها لكن دون استجابة. أكدت عدم توافر أساليب الحماية لمدربى الأسود ووسائل الإنقاذ السريعة، وتهالك بوابات دخول وخروج الأسود لساحة العرض.
وأشارت «كوتة» إلى أن السيرك القومى يستعد لبدء الموسم الصيفى، والذى يشهد إقبالاً مميزاً، وزيادة كبيرة فى الإيرادات، وتتمثل الاستعدادات فى إصلاح الإضاءة والتأكد من صلاحية الأقفال الخاصة بأقفاص الحيوانات المفترسة. أوضحت أن أيام الأعياد والإجازات الرسمية وعطلة نهاية الأسبوع هى الأعلى فى الإيرادات، وتستقبل الخيمة المتنقلة من 13 إلى 15 ألف زائر يومياً. وقالت إن البيروقراطية والروتين الحكومى من أكبر العقبات التى تواجه العاملين فى السيرك والإجراءات التى يمكن إنجازها خلال ساعات قليلة تستغرق شهوراً مثل استخراج الشهادة الصحية للحيوان التى تستغرق 4 أشهر مقابل 24 ساعة فقط فى «دبي» على سبيل المثال.
وذكرت أن الحيوانات المفترسة لا تباع ولا تشترى، ولكن يتم استبدالها وقالت: «الدولة تتعنت فى منح موافقات لاستيراد النمور البيضاء غير الموجودة فى مصر بحجة الحفاظ على هذه النوعية والخوف من تعرضها للخطر، لذا لجأت لتحمل تكلفة استيراد النمور البيضاء ومبادلتها بـ4 نمور بلغارية».