يتحدث المعمل الزجاجى المقام فى حرم جامعة «سرى» بجنوب لندن عن الطموح البريطانى بشأن تطوير الجيل الجديد من تكنولوجيا الإنترنت المتنقلة «5G».
ورغم أن الكثير من مستخدمى الهواتف المحمولة ما زالوا يحدثون أنظمتهم لمواكبة شبكات الجيل الرابع، فإن شركات إنتاج معدات الاتصالات تتطلع للجيل الخامس من تكنولوجيا الإنترنت المتنقلة.
ولا تمول شركات مثل »فودافون« و»بى تى« هذا المشروع فى الجامعة بدافع من حب العلم، وإنما هم شركاء تجاريون سيستفيدون من أى أرباح مستقبلية يولدها المعمل، بالإضافة إلى إمكانية استخدام التكنولوجيا.
و»فودافون« و»بى تى« ليستا وحدهما فى السباق لتطوير تكنولوجيا الجيل الخامس، فهناك معامل تديرها »هواوى« و»إريكسون« و»نوكيا« و»سامسونج« تعمل بأقصى سرعة للحصول على براءة الاختراع التى ستغير مستقبل الاتصالات المتنقلة وتأمل معظم هذه الشركات أن يتم اختبار هذه التكنولوجيا بحلول 2018.
وقال رحيم تفازوللى، مدير أبحاث تكنولوجيا الجيل الخامس فى جامعة »سرى« لصحيفة »فاينانشيال تايمز«، إن معظم الأجيال السابقة كانت تركز على سرعة الانترنت، لكن الجيل الخامس سوف يتخطى ذلك.
ويوضح أن الجيل الخامس سوف يكون سريعاً لدرجة تسمح له باستيعاب مجموعة كبيرة من التطبيقات الجديدة بدءاً من السيارات المتصلة بالإنترنت، والهواتف، وبهذا سيبدأ عصر تحويل الأشياء بحيث تصبح متصلة بالإنترنتوتابع: »الجيل الخامس سيسجل بداية طريقة جديدة للتفكير فى الاتصال بالإنترنت«.
وتعتقد »إريكسون»، أنه سوف يكون هناك ما يصل إلى 50 مليار جهاز متصل بالإنترنت حول العالم بحلول 2020، بعد البدء فى تطبيق التكنولوجيا تجارياً، كما تعتقد أن تأثيرها سوف يكون ضخماً.
فعلى سبيل المثال، لو تخيلنا سيارة ذاتية القيادة تعتمد على تدفق مستمر ومطرد من المعلومات المرسلة عبر الإنترنت لكى تعمل، لن يكون لهذه السيارة وجود إلا فى وجود البنية التحتية التى تسمح بأن يكون الاتصال قوياً بما يكفى للسماح بالمعلومات بأن تصل بدون انقطاع.
ويقول راجيف سيري، المدير التنفيذى لنوكيا، إن القطاع التكنولوجى بحاجة إلى الاستعداد للجيل الخامس؛ لأنه سوف يأتى أسرع مما يتوقع الناس، وسيكون أيضاً أكبر من توقعاتهم.
ويقدر العلماء أن تصل سرعة انتقال البيانات فى الجيل الخامس بحوالى 10 جيجا بايت فى الثانية، أى أعلى 10 مرات من الجيل الرابع، بينما قالت جامعة سرى إنها اختبرت سرعات تصل إلى 1000 جيجا بايت فى الثانية.
ويذكر تقرير الصحيفة البريطانية، أنه خلال السنوات العشر المقبلة، سوف يتراوح حجم تدفق البيانات بين 100 و1000 مرة أعلى من الجيل الرابع، وأن الطلب على البيانات سوف يرتفع بمقدار 1000 مرة.
ويقول تافازوللى، إن الوقت المستغرق بين الحصول على البيانات وعرضها على الجهاز سوف يكون ميلى ثانية واحدة (أى جزء من الألف من الثانية)، وهذا أسرع 50 مرة من الجيل الرابع، وهذا سيجعل تطبيقات مثل السيارات ذاتية القيادة ممكنة.








