المؤشر الجديد يقلل حجم الأصول ويستبعد عوامل أخرى مثل اسم الشهرة
%9.9 العائد على متوسط حقوق الملكية لأكبر 500 بنك عالمي فى النصف الأول من العام الماضى
«باركليز» يحقق 13% عائداً على متوسط حقوق الملكية الملموسة الربع الأول من العام
بدأت البنوك الأوروبية فى الأعتماد على منهج جديد لقياس الربحية خاصة وأنها تبذل قصارى جهدها لتبرز للمستثمرين قدرتها على خلق قيمة مضافة وسط تدنى معدلات العوائد والتكلفة التنظيمية المرتفعة لممارسة الأعمال التجارية كالمعتاد.
قال تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال إن البنوك الأوروبية كانت تستخدم «العائد على حقوق الملكية return on equity» مقياساً لمدى ربحية بنك أوروبى كنسبة من حقوق المساهمين، ولكنها استبدلته بمقياس جديد يذكر فى تقارير الأرباح والذى تستخدمه لتحديد المستهدفات وهو «العائد على حقوق الملكية الملموسة return on tangible equity» الذى يقلل من حجم الأصول ويستبعد عوامل مثل اسم الشهرة (good will) من معادلة الاستحواذ وهو أصل غير ملموس يأتى على عدة أشكال على سبيل المثال العلامة التجارية للبنك، السمعة وغيرها. لاحظ التقرير أن لفظ «العائد على حقوق الملكية الملموسة» لم يذكر سوى ثلاث مرات فقط فى تقرير «بنك باركليز» منذ إعلانه على نتائج أعماله للربع الأول من عام 2013 إلا أنه تكرر حوالى 13 مرة فى بيانه للإعلان عن نتائج أعماله فى الربع الأول من عام 2015، بالإضافة إلى مجموعة «يو بى إس» التى ذكر تقريرها اللفظ مرة واحدة فى عام 2013 ولكن فى العام الجارى ذكرها 7 مرات و«دويتشيه بنك» هناك مرة واحدة ذكر فيها العائد على حقوق الملكية الملموسة فى تقريره للربع الأول من العام الماضى ولكن فى السنة التالية ذكرها تسع مرات وأصبحت من ضمن أهدافه الرئيسية.
وأرجعت الوول ستريت اتجاه البنوك لاستهداف العائد على حقوق الملكية الملموسة إلى غياب وفائها بوعدها عقب الأزمة المالية العالمية فى عام 2008 والمتعلق بتحقيق معدل العائد على حقوق الملكية «Return On Equity (ROE)» يفوق نسبة الـ10% والذى أثبتت أنها مهمة صعبة.
وبلغ معدل العائد على متوسط حقوق الملكية «Return on average equity (ROAE)» لأكبر 500 بنك عالمي نحو 9.9% فى النصف الأول من العام الماضى، وفقا للتقرير السنوى المنشور فى ديسمبر من معهد ماكينزى.
قال «أنتونى جينكنز» الرئيس التنفيذى لبنك باركليز خلال إعلان البنك عن نتائج أعماله فى الربع الأول من العام الجارى أن تحقيق معدلا يفوق الـ10% باستخدام المقياس الجديد «العائد على حقوق الملكية الملموسة» أسهل، مشيرا إلى أن البنك حقق عائدا على متوسط حقوق المساهمين (ROAE) اقترب من نسبة 11%، فى حين تخطى العائد على متوسط حقوق الملكية الملموسة نسبة الـ 13%، مؤكدا غياب شكوى المستثمرين.
قال «غى دى بلوناى» مدير مالى فى صندوق جيوبيتر لإدارة الاستثمارات، إنه إذا كان مستثمرا وراغباً فى تحديد وضع رأسمال البنك فإنه يعتقد أن قياس حقوق الملكية الملموسة سيكون الأفضل لمساعدته فى هدفه، وأنه ليس مطلوباً من البنوك استخدامه، متوقعا محاولة البنوك اتباعه لجعل الأمور أكثر وضوحا.
ومن جانبه، قال «دافيد سيرا» مؤسس «ألجيبرس» وهو صندوق تحوط فى المملكة المتحدة، إن العائد المرتفع على حقوق الملكية الملموسة تعنى فقط أن عمليات الاستحواذ كانت قيمة حيث إنه تم تحويل الأصول الغير الملموسة مثل حسن النية إلى الإيرادات وإلا إذا لم تكن تعنى ذلك فإن الهدف من الاستحواذ وإنفاق الأموال كان لمجرد بناء امبراطورية فقط.