أكد عدد من المشاركين في قمة التكتلات الاقتصادية الإفريقية بشرم الشيخ، أن مصر عادت مرة أخرى إلى أحضان القارة السمراء خلال الفترة الأخيرة، وأن القاهرة بذلت جهودا كبيرة للتغلب على العديد من الأزمات والإشكاليات التي تعاني منها القارة.
وفي السياق ذاته قال محمد عيسى أمدام سفير السودان لدى زامبيا ومالاوي ومندوب الخرطوم لدى الكوميسا، إن مصر تلعب دورا كبيرا في القارة السمراء، وأنها اكتسبت زخما بعد تولي الرئيس السيسي شئون البلاد.
وأكد, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أن مصر تسعى بقوة لاستعادة دورها في إفريقيا وفقا لمقتضيات أمنها القومي، كما أنها حريصة على تبني عدة مبادرات في القارة السمراء، على المستويين الرسمي والخاص بجانب العمل على تحسين مستويات المعيشة.
وأشار أمدام، إلى أن التكامل الإفريقي فكرة قديمة متجددة وهناك آليات للتكامل الإقليمي بدأت منذ وقت مبكر في القارة وشهدت تحركات كثيرة؛ لتحقيق التنمية على جميع الصعد.
وأشار إلى أن هناك مؤسسات مثل الكوميسا والسادك والإيجاد والاتحاد المغاربي والإيكواس وغيرها من المجموعات الاقتصادية التي تهدف إلى تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول القارة.
وقال إمدام، إن فكرة الثلاثية (السادك، والكوميسا، وتجمع دول شرق إفريقيا) فكرة إفريقية هدفها تعزيز علاقات التعاون بين دول القارة وتوحيد أهدافها لتحقيق تطلعات شعوبها.
وأوضح أن السوق الحرة الكبرى للثلاثية وفي إطار الموارد الهائلة التي تذخر بها دول المجموعة الــ 26 فضلا عن الكثافة السكانية الكبيرة يمكن أن تكون سوقا واعدا لتحقيق التنمية وتطلعات الشعوب وخاصة في المجال الاقتصادي عامة والتجاري بصفة خاصة.
وعن مدى إمكانية تطبيق اتفاقية التجارة الحرة بين دول إفريقيا على أرض الواقع، قال أمدام، إن الاتفاقية أصبحت بالفعل واقعا حيث تفاوضت حولها الــ 26 دولة وأعدت بشكل متناسق.
ومن جانبه، قال بيتر كيجوتا المدير العام للتجارة والجمارك لدى تجمع دول شرق إفريقيا، إن مصر برئاسة الرئيس السيسي أخذت على عاتقها البعد الإفريقي للأمن القومي المصري، وهو ما تحقق من خلال السياسة الخارجية من تعاون وتواصل مع الدول الإفريقية، وتأكد هذا بالتحرك الدبلوماسي المصري بتحرك مصر في العديد من الملفات.
وأوضح كيجوتا، أن القمة الإفريقية للتكتلات الاقتصادية مهمة جدا، وستسهم في زيادة التعاون الإفريقي -الإفريقي، وتحيق تنمية شعوب القارة السمراء، بعد سنوات من الفقر والحرمان وانتشار المرض.
وأكد أن التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة خلال القمة سيكون خطوة أولى للتكامل بين دول إفريقيا، والتعاون والتجارة الحرة بينها.
وقال ممثل تنزانيا لدى تجمع دول شرق إفريقيا، إن مصر مهما تعرضت لصعوبات وأزمات فهي قادرة على تجاوزها، بفضل شعبها القوي والقادر على تحطيم أي شىء في سبيل حماية أرضه.
وأشار إلى أن قمة التكتلات الإفريقية بشرم الشيخ هدفها تحقيق السوق المشتركة والتكامل بين دول إفريقيا بعضا البعض؛ والمساعدة في تحقيق التنمية ورفاهية الشعوب.
وأكد أن توقيع اتفاقية التجارة الحرة يفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر ودول القارة الإفريقية ويعمل على توسيع وزيادة حركة التجارة وتسهيل انتقال البضائع والسلع والخدمات بين الدول آلـ26 المشاركة في هذا الاتفاق وحرية انتقال رءوس الأموال والأفراد بالإضافة إلى العديد من المزايا التي توفرها منطقة التجارة الحرة من خفض للتعريفة الجمركية المفروضة على البضائع وتقليل تكلفة النقل وتطوير أساليب التجارة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية بما يحقق نقلة نوعية في اقتصاديات تلك الدول.
ونشأت فكرة دمج التكتلات الثلاثة في عام 2005 لحل المشكلات الناجمة عن تعدد عضويات الدول في التجمعات الاقتصادية المختلفة؛ الأمر الذي قد يؤدى إلى تضارب المصالح بين الدول؛ ولذلك جاءت فكرة دمج التجمعات الإفريقية في كيان اقتصادي واحد يسهم في تعزيز التعاون المشترك بين البلدان.
وتأتى هذه القمة استكمالا لما تم الاتفاق عليه خلال الجولتين السابقتين في عام 2011 في جنوب إفريقيا وعام 2008 في أوغندا.
وتسعى مصر لاستعادة دورها الريادي دخل القارة الإفريقية عبر طرق ووسائل سياسية وثقافية واقتصادية، كللته باستضافتها للقمة الاقتصادية الإفريقية بشرم الشيخ؛ لتوقيع اتفاقية تجارة حرة بين أكبر 3 تكتلات في القارة وهى (الكوميسا والسادك وتجمع شرق إفريقيا بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي ورؤساء وقادة 25 دولة إفريقية.
