فى عصر الفيمتو ثانية تحولت بيئة الأعمال الى ساحة للصراع مع الوقت وكأن أصحاب الأعمال يمتطون آلة زمن تنقلهم كل يوم سنوات للأمام مطالبين بمواكبة سرعة التغيرات الرهيبة فى علاقات العمل والانتاج، فما كان لهم من سبيل إلا زيادة الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة قبل أن تفلت دفة الأمور من أيديهم وليتمتعوا بقيادة ناعمة لأعمالهم.
ومن حسن الحظ أن عالم تكنولوجيا الأعمال يزخر بابتكارات كل يوم تقدم خير دعم لهؤلاء المدراء الذين يديرون أنشطة تمتد مساحتها الجغرافية أحياناً لملايين الأميال وعلى نفس النطاق تمتد المنافسة بين الشركات وتوفير بيئة صحية للتوصل مع الموظفين الذين تصل أعدادهم أحيانا لمئات الآلاف فضلا عن عملاء الشركات المنتشرين من أقصى الأرض الى أقصاها.
بيد أن التنوع فى الأدوات يحتاج الى معرفة جيدة بطبيعة التكنولوجيا ومدى ملاءمتها لاحتياجات المؤسسات المختلفة بل والاحتياجات الشخصية لرجال الاعمال والمدراء التنفيذيين أنفسهم، وفى هذا الملف نعرض لتفاصيل أوفى حول تكنولوجيا الأعمال.
مواكبة أصحاب الشركات للتطور التكنولوجى تعزز فرص النمو
الإنترنت يراقب المنافسين ويرصد ردود أفعال الزبائن مباشرة
ما هى التحديات التى تتسبب فيها التكنولوجيا سريعة التغير لأى أحد يدير شركة؟ وكيف يكوّن المدراء التنفيذيون ورواد الأعمال وجهة نظر طويلة الأجل فى عالم يتم فيه تحليل كل قرار بدقة على وسائل الإعلام الاجتماعية فى غضون ثوان؟
يقول رورى سيلان جونز، مراسل التكنولوجيا فى هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سي)، إن هذه هى الأسئلة التى طلب منى المدير التنفيذى لبنك «باركليز» الرد عليها، لذا توجه إلى ثلاثة أشخاص وصلوا إلى قمم الشركات البريطانية وريادة الأعمال، ويعرفون تماماً كيف تؤثر التكنولوجيا عليهم.
وأحد هؤلاء الأشخاص هو فيليب كلارك، المدير التنفيذى السابق لأكبر سلسلة متاجر فى بريطانيا (تيسكو)، وفى العام الأخير له فى هذ المنصب واجه كلارك وقتاً صعباً؛ لأن الشركة كانت تناضل للنمو، ولكن باعتباره شغل منصب المدير التنفيذى للمعلومات سابقاً، فقد اعتمدت استراتيجيته بالكامل على فهم كيفية تغيير التكنولوجيا لقطاعه.
وقال كلارك، إن التكنولوجيا مكنته منذ عدة سنوات أن يرى المنافسين الجدد لقطاعه، ويقصد بهم شركات التجزئة الإلكترونية مثل «اسوس».
وأوضح «كلارك»، أن هذه الشركة تحقق أرباحاً تقدر بمئات الملايين من الإسترلينى؛ نتيجة مبيعات الملابس.
وقال «كلارك»، إنه منذ 4 سنوات لم يكن لدى «تيسكو» منفذ لبيع الملابس على الإنترنت، ولكن تنمو هذه الأعمال بنسبة %50 سنوياً، مفسراً أن الإنترنت يغير ثقافة الزبائن، وأن «تيسكو» ينبغى أن تكون جزءاً من ذلك.
وبالنسبة لرجل فى الخمسين من عمره، لا تعد مواكبة التغير السريع أمراً سهلاً، لذلك وضعت «تيسكو» خطة مبتكرة يعمل بموجبها شباب فى العشرينات كمستشارين للمدراء التنفيذيين الأكبر سناً، ويجلس مستشار كلارك معه ساعة أسبوعياً يتحدث خلالها معه عن كيفية عيشه لحياته، وعن الأشياء الجديدة التى رآها، والمواقع وشبكات التواصل الاجتماعى الحديثة. ويقول كلارك: «لقد عرفنى مستشارى على انستجرام، ولم أكن سمعت به من قبل».
أما الشخصية الثانية التى تحدث معها مراسل «بى بى سي» فهى جولى دين، وتمثل حالة دراسة فى كيف أن اتقان استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى يمكن أن يسمح لك بإنشاء شركة عالمية فى وقت قصير.
واستخدمت شركة «جوجل» قصتها فى إعلان لها عن محرك البحث «كروم»، وقررت دين فى عام 2007، تأسيس شركة «كامبريدج» للحقائب، وأصبحت سريعاً تبيع منتجاتها حول العالم من منزلها.
وتقول دين مازحة: «على الإنترنت لا أحد يعرف أنك فى المطبخ».
لم تكن جولى تمتلك الكثير من رأس المال للتسويق، لذا استخدمت كل الأدوات المتاحة على الإنترنت لترويج منتجاتها، وحددت مدونات الموضة كهدفها الأول، ولم تستخدمها فقط فى تسويق حقائبها، وإنما لترويج منتجات جديدة. وتؤمن دين بشدة بأن جميع من يعملون اليوم فى قطاع الأعمال يحتاجون للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.
وقالت: «لا يمكنك تجاهل أهمية المشهد الكامل لوسائل التواصل الاجتماعي، وينبغى أن تواكب الفرص التى تقدمها «توتير»، و«انستجرام»، و«فيسبوك»، و«فاين»، و«تبملر».
أما الشخصية الثالثة فهو لوك جونسون، مستثمر فى قطاع المطاعم مثل «بيتزا اكسبريس» و«جيراف»، وربما يعتقد البعض أن المطاعم لا تخشى شيئاً من الثورة الرقمية، ولكن لوك يرى أن كل جانب من جوانب القطاع تتأثر بالتطور التكنولوجي.
ويقول لوك: «إذا لم تقم بشكل متواصل بالاستثمار فى تطوير وتحديث التكنولوجيا التى تستخدمها، فسوف تتخلف عن الركب، وقد تضطر لتصفية أعمالك».
وأوضح «لوك»، أنه تعلم هذه الحقيقة بثمن غالٍ عندما شاهد استثماراته تضيع فى شركة لم تر أى ضرورة لمواكبة التطور التكنولوجي.
وكتب لوك جونسون مقالاً فى صحيفة «فاينانشيال تايمز» انتقد فيه حقيقة أن الكثير من الشركات البريطانية لا تزال لا تفهم الحاجة إلى وجود خبرة تكنولوجية فى مجلس الإدارة. ومع ذلك كان جونسون متفائلاً، وقال إن المزيد والمزيد من أرباب الأعمال يدركون أن الفهم العميق لعلوم الحاسب، وإمكانات التكنولوجيا ضرورة لتطور الحياة المهنية.
كيف تساعدك تكنولوجيا المعلومات على تقييم أداء شركتك؟
تعرف على البرمجيات التى تراقب أداء الموظفين وتحلل سلوكيات العملاء
يتضمن استخدام تكنولوجيا المعلومات لقياس أداء الأعمال أنظمةً تقوم بجمع البيانات وتحليلها، وتتيح نظم تقييم أداء إدارة الأعمال للمديرين فرصة دراسة تفاصيل الأنشطة التنظيمية، وبمجرد تحديد المقاييس التى يمكن تتبعها، يستطيع المسئول فى الشركة مقارنة تقييمات الأداء فى فترات مختلفة.
وينطوى الحصول على مقاييس مثل المبيعات ومتوسط الوقت المطلوب لحل مشكلات الدعم والتكاليف التشغيلية عادة على ربط أنظمة متعددة من تكنولوجيا المعلومات. واستخدام أدوات تكنولوجيا المعلومات فى معرفة تقارير الأداء فى الماضى والتنبؤ بالأداء المستقبلى مثل رضا العملاء أو حركة المرور على الانترنت، يساعدان على اتخاذ قرارات الأعمال الاستراتيجية.
الخطوة الأولى: تحديد المهام التنظيمية الخاصة بك والأهداف والغايات الخاصة بكل قسم فى الشركة، ومواءمة استراتيجية قياس أداء شركتك مع الخطط الموضوعة يتيح لك فرصة إصدار التقارير التى تقدم تغطية شاملة لدور الشركة، وينطوى عادة قياس الأنشطة التجارية على استخراج وتحويل وتحميل كميات كبيرة من البيانات إلى أنظمة أخرى للتأكد من صحة التقييم، ويعد تحديد البيانات الصحيحة ضرورياً لقياس أداء الأعمال بدقة.
الخطوة الثانية: ضع بطاقة الأداء المتوازن، وهو تقرير منظم للمعلومات المالية وغير المالية، كنظام قياس أداء الأعمال من خلال جمع بيانات التقارير من كل قاعدة بيانات وظيفية، وحدد القواعد التى تحكم كيفية حدوث عملية جمع البيانات وعدد المرات التى يتم تحديثها، استخدم تطبيقات مثل «أوراكل هايبريون»، وبرنامج «SAP» أو «Host Analytics» لتحديد أهداف وتخصيص الموارد لتحقيق أهدافك.
بالإضافة إلى ذلك، استخدم البرمجيات التجارية مثل «Cognos» و«IBM» أو «SAS» لفحص البيانات التشغيلية.
الخطوة الثالثة: استعن بنظام مراقبة النشاط التجاري، فاستخدام حلول تكنولوجيا المعلومات، مثل نظام «Mentisys› ProcessOne» أو منتجات «Categoric»، يسمح لك بإدارة عمليات سير العمل، بما فى ذلك مهام الجدولة وتخصيص الموارد، وتقدم هذه التطبيقات بيانات مباشرة للعمليات التجارية فى شركتك والمعاملات، ويسهم تحليل النتائج فى تحسين كفاءة وإنتاجية العمليات التجارية الخاصة بك.
الخطوة الرابعة: استخدام نظام تنبيه الحدث والإدارة، فمع برمجة الكمبيوتر، ستعمل أجهزة الإنذار عند حدوث ظروف تم تحديدها مسبقاً، وعلى سبيل المثال، تقوم البنوك فى كثير من الأحيان بتحويل الأموال تلقائياً، وترسل تلك الأجهزة تنبيهات إلى موظفى الدعم فى حال الفشل فى الحصول على تأكيد نجاح المعاملات البنكية، مما يساعدهم على التدخل والتحقيق فى أى تأخير، وتحول تلك التقنية دون حدوث مشاكل باهظة الثمن. وتحسن الأدوات التحليلية الأخرى للأعمال التجارية مثل خدمات«Adeptra» أو «SiteCatalyst» إدراكك لقضايا اتصال العملاء، إذ تمكنك تلك الخدمات من قياس نشاط الموقع مثل صفحة وجهات النظر، ويرسل كود البرمجة الموجود على كل صفحة على شبكة الإنترنت معلومات استخدام العملاء لمستودع البيانات التى تستطيع رؤيتها وتحليلها، وباستخدام هذا النوع من البيانات عند اتخاذ القرارات التجارية يساعد شركتك على الاستجابة لاحتياجات العملاء على نحو أكثر فعالية، فضلاً عن تحسين أداء الشركة.
