اتفقت مصر والسودان على إعادة تشكيل مجلس ادارة الشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعى على ان تضم في عضوتيها وزيرى المياه في الدولتين وعدد من الخبراء والمتخصصين في مجالات الزراعة والمياه والثروة الحيوانية.
جاء ذلك في ختام اجتماع الجمعية العمومية للشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعي اليوم الاحد بالقاهرة، حيث وافقت الجمعية على ضم وزير الري والموارد المائية المصري ووزير الموارد المائية والكهرباء السوداني إلى مجلس إدارة الشركة، فضلاً عن ضم عدد من الخبراء في مجالي الزراعة والري والموارد المائية للعمل بالشركة في خطوة لاعادة هيكلتها وتأهيلها لاستعادة دورها في التنمية الزراعية في البلدين.
ووافقت ايضاً على اعادة تشكيل مجلس ادارة الشركة على ان يصدر قرار مشترك بالتشكيل من كل من وزيري الزراعة بالبلدين، وتشكيل لجنة قانونية من الجانبين لمراجعة اللائحة والعقد التأسيسي للشركة في غضون شهر من تاريخ تشكيل اللجنة.
ووافقت الجمعية على مد عقد الشركة لمدة ثلاثين عاماً جديدة، على ان يكون هناك تقييماً للشركة كل خمس سنوات، فضلاً عن تقييم سنوي نهاية كل محصول ، وتقييم مالي ربع سنوي وذلك لتجنب أي عقبات وعلاج أي مشكلات قد تطرأ خلال هذه المدة. ووافقت أيضا على مشاركة القطاع الخاص في الشركة على ان تدرس كل حالة على حدة، وذلك تحت مظلة الجمعية العمومية لها، فضلاً عن تشكيل لجنة لدراسة النواحي المالية للشركة والاستعانة ببيت خبرة عالمي متخصص لاعادة هيكلة الشركة. وقررت الجمعية العمومية عمل دراسة متكاملة لإستغلال المساحة المخصصة للشركة ليتم استغلالها في الزراعة المتكاملة ببرنامج زمني وآليات محددة.
كانت الجمعية العمومية للشركة المصرية السودانية للتكامل الزراعى قد عقدت اجتماعاتها بالقاهرة، لمدة يومين برئاسة وزيرى الزراعة في مصر والسودان دكتور صلاح هلال ودكتور إبراهيم آدم حيث تم مناقشة تفعيل دور الشركة في تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الشقيقين في المجال الزراعي والانتاج الحيواني والتصنيع الزراعي، ولكى تكون نموذجاً ونواة حقيقية لآفاق التكامل الشامل بما يعود بالنفع على شعبينا وشعوب المنطقة العربية ودول حوض النيل.
وأكد الوزيران, وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, أن “مصر والسودان شعب واحد في بلدين تمتد علاقات الاخوة والصداقة بينهما لاعماق التاريخ ويربطهما شريان واحد يمدهما بالحياة ويشكل مرتكزا واساسا قويا للشراكة في العديد من الانشطة والمشروعات خاصة الزراعة والموارد المائية”. كما أكدا على عمق وأصالة العلاقات التاريخية بين مصر والسودان، وعلاقات الصداقة المميزة بين البلدين، والقائمة على خدمة مصالح الشعبين الشقيقين، وحرص القيادة السياسية بالبلدين على تدعيم هذه العلاقة وتعزيزها.
يذكر ان هذه الشركة تأسست منذ 40 عاما عندما وقع الرئيسان السادات ونميرى على اتفاقية التكامل بين البلدين وتضمنها اتفاق على انشاء الشركة المصرية للتكامل الزراعى في منطقة “الدمازين” في ولاية النيل الازرق وكان لدى الشركة عند انشائها مساحات ضخمة حوالى اكثر من 250 ألف فدان والان المتاح والجاهز تقلص الى 90 الف فدان. والسبب في تراجع المساحة ان “دمازين” تقع على الحدود مع جنوب السودان وكانت مسرحا للصراعات بين شمال وجنوب السودان قبل اعلان استقلال الجنوب، وتعرضت مساحات كبيرة من اراضى الشركة للتبوير ونهبت كثيرا من معدات الشركة حتى انفصل جنوب السودان وتم ترحيل جزء كبير من الشركة الى ارض جنوب السودان.
وكان آخر مجلس ادارة عقد في 2007 ، ومرت 8 سنوات عجاف لم تشهد اى اجتماعات حتى عقد اجتماع لمجلس ادارة الشركة في الخرطوم في ابريل الماضى.







