المال والوقت ينفدان معا من اليونان التى دخلت مفاوضاتها مع جيرانها الأوروبيين مرحلة «المطبات» الصعبة بعد فشلها أمس فى التوصل لاتفاق على خطة إنقاذ جديدة وسط ارتباك شركاء الأزمة جراء اقتراح الحكومة الألمانية التى تترأسها المستشارة أنجيلا ميركل تجميد عضوية أثينا فى منطقة العملة الموحدة اليورو لمدة خمس سنوات.
وبحسب وكالة أنباء بلومبيرج فإن وزراء المالية الأوروبيين المشاركين فى المباحثات أكدوا على صعوبة التوصل الى اتفاق خلال الساعات القليلة المقبلة حيث يتمسك كل طرف برأيه فى وقت تنتهى فيه اليوم مهلة إغلاق البنوك التى ستفتح أبوابها غدا حيث من المتوقع ان تزدحم براغبى سحب اموالهم رغم قرار الحكومة بمنع سحب أكثر من 67 دولاراً فى اليوم.
وفى الوقت الذى يصر فيه الجناح المتشدد الذى تقوده ألمانيا على رفض أى خطط إنقاذ جديدة لليونان مازال خطر الخروج من منطقة اليورو يلوح فى الأفق فى وقت شهد إلغاء قمة القادة التى كان من المفترض أن تنعقد أمس فى بروكسل بينما استمر اجتماع قادة دول اليورو لاتخاذ قرار بتقديم دعم لليونان من عدمه.
قال وزير المالية الفلندى الكسندر ستاب أحد معارضى خطة الانقاذ إن المفاوضات ماتزال فى مراحلها المبكرة، مشيرا الى أنهم بعيدون جدا عن الاتفاق.
وبحسب بلومبيرج فإن وزراء المالية فى بروكسل يشككون فى مصداقية الاصلاحات التى تتعهد بها الحكومة اليونانية التى تقوم بشكل أساسى على الاصلاح الضريبي.
ويطالب الدائنون البرلمان اليونانى بإصدار قوانين نهائية ملزمة للحكومة بهذه الاصلاحات وليس مجرد موافقة على البرنامج كما حدث أمس الأول ليس قبل الحصول على خطة الانقاذ ولكن حتى قبل بدء المفاوضات.
قال بيير موسكوفيتش مفوض الشئون الاقتصادية بالاتحاد الاوروبى إن على اليونان الالتزام بالتطبيق والتصويت الآن بدون تأخير على اصلاحات قوية قصيرة الأجل وهذه هى قواعد التفاوض.
وتقترح ألمانيا تجميد عضوية اليونان لمدة خمس سنوات بمنطقة اليورو على أن تحصل على مساعدات أوروبية تساعدها فى الاصلاح الاقتصادى حتى تكون قادرة على العودة مجددا الى منطقة العملة الموحدة.
وتسعى برلين من وراء هذا الاقتراح الى تحفيز الحكومة اليونانية للالتزام ببرنامج اصلاح جاد فضلا عن تحذير باقى الدول التى قد تمر بأزمات مشابهة مثل البرتغال واسبانيا من أن تهاونهما يعنى الخروج.
وقرر البنك المركزى تجميد خطوط ائتمان المقرضين اليونانيين وهو ما يهدد بنفاد المال من خزائن البنوك التى سوف تفتح ابواها للعملاء غدا ويعنى ان الوقت ليس فى صالح اثينا.
ربيع البنا








