رصدت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نحو 2 مليار جنيه لدعم المحتوى الرقمى، ووضعت الوزارة استراتيجيتها لتطوير المحتوى الرقمى ضمن خطتها طويلة المدى.
قال مسئول بارز بالوزارة، إن الرؤية الاستراتيجية القومية للمحتوى الرقمى فى مصر، تسعى لخلق محتوى رقمى عربى إبداعى يحافظ على الهوية المصرية بما يخدم التنمية المستدامة والتحول لاقتصاد المعرفة، عن طريق تمكين المحتوى الرقمى العربى وتعزيزه كجسر للتواصل مع الحضارات والثقافات المختلفة.
وأضاف المصدر أن الوزارة وضعت استراتيجية تطوير المحتوى الرقمى ضمن خطتها طويلة المدى حتى 2020، ورصدت لها نحو 2 مليار جنيه، مبيناً أن المحتوى الرقمى العربى يعانى ضعفاً، إذ تتراوح نسبة تواجده بين 2 و%3، مما يستلزم تعزيز حضور اللغة العربية ليس فقط فى حفظ التراث ورقمنته وإتاحته، وإنما فى جميع المجالات الأمر الذى سيسهم فى بناء مجتمع المعرفة وتعزيز فرص بناء اقتصاد قائم على هذه المعرفة.
وتهدف الاستراتيجية إلى خلق البيئة المواتية لتعزيز مختلف أنواع المحتوى الرقمى العربى وفقاً للمعايير الدولية، ويعد الحفاظ على الهوية المصرية وتعزيز الثقافة العربية من أهم الأهداف التى تسعى الاستراتيجية للوصول إليها.
وتتعدد الأهداف الفرعية الأخرى للاستراتيجية لتشمل تطوير صناعة قوية للمحتوى الرقمى تساهم فى زيادة الناتج المحلى الإجمالى، وتدفع نحو تشجيع الاستثمار فى السوقين المصرى والعربى، وتوفير فرص العمل بما يضمن الاستدامة، وضمان النفاذ بفاعلية إلى محتوى رقمى حكومى قوى تحقيقاً لمبدأ الشفافية، وبناء جدار من الثقة بين المواطن والحكومة وتعزيزاً للمشاركة السياسية وتحسيناً لمؤشرات مصر الدولية، وتمكين إنتاج محتوى رقمى عربى تنافسى إبداعى ثرى، من خلال تنمية البحث والابتكار وتشجيع الإبداع وريادة الأعمال عن طريق حزمة سياسات وآليات تشجع البيئة الإبداعية، والاهتمام بتنمية ثقافة مجتمعية لإثراء المحتوى الرقمى العربى والتفاعل من خلاله مع الثقافات والحضارات المختلفة.
أضاف المسئول البارز، أن البرامج التنفيذية لاستراتيجية المحتوى الرقمى تتلخص فى 5 محاور، أولها توفير منظومة متكاملة للبنية التحتية، وتشمل عدة برامج منها منظومة بناء المستودعات الرقمية والأرشفة الإلكترونية، وتطوير البنية التشريعية والتنظيمية.
أما المحور الثانى فيتلخص فى تنمية الكوادر البشرية وبناء القدرات المؤسسية، والثالث تطوير المحتوى الحكومى من خلال رقمنة وإتاحة المحتوى الحكومى المفتوح، والمتغير لحظياً، ويتركز المحور الرابع فى تطوير المحتوى الرقمى العربى، من خلال تنمية صناعة المحتوى الرقمى العربى وإنتاج وإثراء المحتوى الرقمى الإبداعى.
والمحور الخامس، ضمان الاستدامة عبر توفير النماذج الاقتصادية لتطوير الأعمال وتعزيز التعاون العربى والدولى، وكذلك التنمية المجتمعية، وكانت وزارة الاتصالات قد نظمت نهاية العام الماضى المنتدى الإقليمى الأول للمحتوى الرقمى العربى بمقر معهد تكنولوجيا المعلومات بالقرية الذكية.
ويأتى هذا المنتدى فى إطار تنفيذ قرارات مجلس وزراء الاتصالات العرب فى دورته الـ16 التى عقدت بمدينة وهران الجزائرية فى يونيو 2012، فيما يتعلق بتعزيز المحتوى الرقمى العربى.
وخرج المنتدى بعدد من التوصيات المهمة، أبرزها مطالبة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتبنى مقترح مصر بشأن هيكل تنظيمى للمنتدى، وإعداد تصور شامل ومفصل لآلية ومنهجية عمل المنتدى، وضرورة التعاون من أجل إيجاد آلية لجمع ذاكرة ترجمة من كل الجهات الخاصة والعامة وعمل مصدر واحد للترجمة الآلية الجيدة، ودعم وتشجيع جهود المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات (الأيكتو) بشأن استمارة المسح للقدرات والاحتياجات العربية فى مجال المحتوى الرقمى العربى وأهمية العودة بمردودات سريعة من الدول العربية على استمارة المسح، ودعم وتشجيع جهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية فى مجال ترجمة الدوريات العلمية الأجنبية وطرحها إلكترونياً مجاناً، وحث الدول العربية على حذو حذوها.








