“نوارة”: مفاوضات شراكة مع “فاليو” الفرنسية و”طلعت غبور”
قال أحمد نوارة نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة “المنار جروب”، إن استثمارات الشركة فى مصنعها لزيوت الفرامل بمدينة السادس من 6 أكتوبر، تبلغ نحو 50 مليون جنيه، تشمل قيمة الأصول ورأس المال العامل.
وأوضح فى حوار لـ”البورصة”، أن إنتاج المصنع فى حدود 3 آلاف طن سنوياً بواقع 2000 طن زيت فرامل، و1000 طن من باقى الأنواع.
أضاف نوارة، أن “المنار” تضم مجموعة من الشركات أنشئت منذ عام 1975، وهى مرتبطة بشكل أساسى بصناعة السيارات، مثل شركة المنار للاستيراد والتصدير المتخصصة فى استيراد وتصدير قطع غيار السيارات الأوروبى، وتعتبر وكيلاً لعدد من المنتجات الأوروبية، كما تستورد الشركة قطع غيار مختلفة ومتنوعة بين الأجزاء الميكانيكية والكهربائية.
وتمتلك المجموعة أيضاً شركة المنار لتصنيع السوائل وقطع غيار السيارات، والتى تم انشاؤها عام 2000، ولديها مصنع فى مدينة السادس من أكتوبر بالمنطقة الصناعية الثانية، حاصل على رخصة من شركة أمريكية فرنسية “Honeywell” بخلط وتعبئة زيت فرامل تحت العلامة التجارية الخاصة بها “بندكس bendix”.
ولفت نوارة إلى ان شركته كانت وكيلاً لشركة “هونى ويل” العالمية فى مصر، حتى استطاعت الحصول على ترخيص بالتصنيع محلياً، وأرسلت عدداً من العاملين إلى معامل الشركة فى فرنسا، وبالفعل أنشئ المصنع بالمواصفات الفرنسية.
كما قامت المجموعة بعد ذلك بتطوير علامتين تجاريتين لزيت الفرامل، هما “جارد” و”التو”، وتقدم منتجات أخرى مثل “الراديتيرات”، والبطاريات والشحم وزيت الباور، والزيت الهيدروليك، موضحاً أن المجموعة حائزة على شهادة الجودة “أيزو 9000″، و”أيزو البيئة 14000″، و”أيزو الأمن الصناعى 18000″، وتعمل حالياً على إتمام إجراءات الحصول على شهادة “أيزو 21000”.
ووفقاً للشهادة الأخيرة، سيصبح المعمل الخاص بالمجموعة مرخص له بتحليل زيوت السيارات لأى معامل أخرى.
قال نوارة، إن سوق السيارات فى مصر يتميز بأنه سوق كبير جداً، وصل لنحو 6 ملايين سيارة، بينما الكميات التى تنتجها المجموعة هى كميات قليلة مقارنة بحجم السوق.
وأضاف: “لدينا خطة للتوسع فى السوق، إذ تعمل الشركة حالياً على استخراج رخصة زيوت المحركات خصوصاً زيت الديزل وزيت البنزين”، فمعدلات استهلاك زيوت المحركات أضعاف أضعاف استهلاك زيت الفرامل، وسيكون ذلك عبر إنشاء خط إنتاج داخل المصنع القائم، الذى توجد به مساحات أراضٍ شاسعة تتجاوز 10 آلاف متر.
وأكد نوارة، أن “المنار جروب” ستضيف خط إنتاج تبلغ تكلفته الاستثمارية نحو مليون دولار، شاملة شراء معدات الخط مثل “التانكات” والطلمبات، والمواسير، وأدوات المعمل، كما تدرس شراء جميع المعدات اللازمة لتشغيل خط الإنتاج.
ويوجد مصنع آخر يقوم بعملية تعبئة الزيوت، لحين استخراج الرخصة الخاصة بمصنع التعبئة، نهاية العام الحالى، والبدء فى الإنشاء خلال الربع الأول من 2016 ليبدأ التشغيل فى مارس لتصنيع الزيوت وتعبئتها.
وأوضح ان المنافسة فى سوق زيوت المحركات قوية جداً، والمنافسون هم أسماء كبيرة مثل “شل” و”موبيل” و”مصر للبترول” و”التعاون”، مضيفاً: “إذا حصلنا على حصة %1 من السوق فهذا يكفى لتشغيل الشركة بكامل طاقتها، فالسوق مستهلك للزيوت بشكل كبير حتى مع وجود هذه الشركات الكبرى”.
وقال نوارة، إنه يوجد عملاء، يشكل لهم السعر مقياساً مهماً للشراء، بينما الواقع يقول إن العميل لا يمكن أن يضع زيت موتور مشكوك فى جودته.
من هنا استغلت “المنار” وجود منتجاتها فى السوق وتمتعها بسمعة طيبة، وفكرت فى إنتاج منتجات زيوت المحركات بنفس الاسم للاستفادة من هذه السُمعة.
وبخصوص تسويق منتجاته فى السوق فى ظل المنافسة القوية مع الشركاتالكبرى، قال نوارة إن شركته فى مرحلة التسويق التى تعتمد على التجار، لكن الشركات الكبرى تخطت التسويق للتجار لأن منتجهم أصبح موجوداً فى السوق كله.
وقال: “لدينا شركة متخصصة فى التجارة والتوزيع تقوم بتوزيع منتجاتنا المستوردة أو المصنعة، أو التوزيع للغير، وهى شركة المنار للتجارة والتوزيع”، موضحاً أن 85% من زيوت المحركات تنتج فى السوق المحلى من خلال الشركات الكبرى مثل “شل”، و”توتال”، و”مصر للبترول”، و”التعاون”، بينما الـ 15% الباقية زيوت مستوردة.
والشركة تقوم حالياً بتوزيع منتجها على شبكة من التجار والموزعين، وحال تحقيقها الانتشار فى السوق كله ستبدأ فى عمل إعلانات على غرار الشركات الكبرى.
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة “المنار جروب”، أن المجموعة تواجه مشكلة كبيرة كمصنعى زيوت، هى الغش من خلال طرق مختلفة، فمثلاً يقوم بعضهم بتفريغ عبوات “بندكس” الأصلية ثم يقوموا بتعبئتها بأنواع أخرى من الزيوت الرديئة، والطريقة الثانية هى إجراء تغيير طفيف على اسم المنتج الأصلى فيظهر وكأنه منتج “المنار”، وتكون العلبة مطابقة للمنتج الأصلى فى التصميم، وطريقة الكتابة.
والشركات التى تسلك مسار الغش، تعتمد على ان المستهلك النهائى ليس مطلعاً بما فيه الكفاية على انواع الزيوت الموجودة فى السوق، فيقوموا بتسويق المنتج المغشوش فى مناطق بعيدة بالصعيد مثلاً أو لصاحب تاكسى أو سائقى الميكروباص، وبسعر أقل 70%، وهذا الغش يؤثر له أثر على حياة السائق، خاصة بالنسبة للغش فى حالة زيت الفرامل.
وقال إن تحديد سقف أعلى للإيداع يؤثر على حركة الاستيراد، لكن اهم نقطة فى مجال استيراد قطع غيار السيارات، هى دخول قطع الغيار المقلدة والرديئة القادمة من الهند والصين إلى السوق، رغم أن هيئة الرقابة على الصادرات من الممكن أن ترفض دخول منتج لشركة عالمية، وتقول إنه غير مطابقة للمواصفات، لذلك استيراد قطع غيار السيارات يحتاج إلى رقابة مشددة.
و”المنار” تستورد تيل فرامل، وفلاتر، وشنابر، وبساتم، ومارش، ودينامو، وفوانيس، وبوجيهات، وطنابير، واسطوانات الدبرياج، وبلى الدبرياج.
كما تستورد من شركة “فاليو” الفرنسية المنشأ والتى تملك 150 مصنعاً حول العالم، وأيضاً منتجات من شركة “بندكس”، وتستورد “بساتم” و”شنابر” من شركة “مهلى” أكبر مصنع لأجزاء الموتور فى العالم التى تستورد منها شركة ” مرسيدس” العالمية.
وكشف نوارة أن شركة “value” تتفاوض مع مجموعة “المنار” لتصنع زيوت فرامل فى مصنعها، لأن الأولى ترغب فى الاستفادة من السوق الأفريقى عبر مصر من خلال شقين، أولهما استخراج شهادة منشأ، وستستفيد شركة “value” باتفاقيتى “الكوميسا” و”أغادير”، وستدخل منتجاتها لأفريقيا دون جمارك، كما ستستفيد من ناحية انخفاض تكلفة الشحن، علاوة على اعتبار العمالة فى مصر أرخص.
وأكد أنه التقى قيادات شركة “value” فى دبى يونيو الماضى، وعرض عليهم الأسعار، ويترقب الرد، لحسم الاتفاق فى شهر أكتوبر المقبل فى فرنسا.
وأضاف: “هذا الاتفاق يتطلب منا زيادة عدد العمال، إذ ستجرى إضافة وردية، وتعيين 80 عاملاً جديداً”.
واعتبر نوارة، تقليد قطع غيار السيارات السبب فى معظم حوادث الطرق، مؤكداً ان الشركة لديها أيضاً خطة لتصنيع قطع غيار السيارات، لكن هذا النوع من الاستثمار يتطلب حجم استثمارات كبير جداً.
وكشف عن مفاوضات يجريها مع طلعت غبور، الذى يملك مصنع فلاتر كبيراً فى العاشر من رمضان لكى يصنع “فلتر جارد” لصالحه، وقال: “سيتم بدء التصنيع قبل آخر العام الحالى، وهذا النوع من الشراكات يغنينى عن الاستيراد والبحث عن العملة الصعبة، والمنتج سيكون متوافراً باستمرار”.
وأكد ان صناع مكونات السيارات يلتقون باستمرار فى المعارض، ويتم بحث إمكانية تشغيل المصنعين بأنفسهم، ويتفقون على إجراء هذا التبادل.
وقال: “مثلاً أصنع زيوت محركات أو فرامل فى مصنعى مقابل ان يقوم مصنع آخر بتصنيع تيل الفرامل لحسابى، ويكون التعاقد والمبادلة من خلال الكمية، فمثلاً اعطى له طن زيت فرامل، وأحصل مقابله على طن تيل فرامل وفقاً للأسعار السائدة، وعمل مقاصة على فرق السعر”.