الشركة تنفى أى خطأ بشرى أو فنى وأيرلندا منحت الطائرة شهادة صلاحية الطيران للعام الحالى
“بوتين” يطلب «الصورة الكاملة» والنتائج المبدئية للصندوقين تستبعد استغاثة الطيارين
بينما تستمر عمليات تفريغ محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة الروسية المنكوبة فى أجواء سيناء، تزايدت التلميحات إلى أن سقوط الطائرة كان عملاً إرهابياً.
وقالت شركة الطيران الروسية كوجاليمافيا، المشغلة للطائرة التى سقطت قبل ثلاثة أيام، إن «الحادث لا يمكن أن يكون نجم عن أعطال فنية أو خطأ بشري».
وقال الكسندر سميرنوف، نائب المدير العام للشركة، إن الحادث قد لا يكون سوى نتيجة «لعمل تقنى أو جسدي» آخر، أدى إلى انشطار الطائرة فى الجو، ومن ثم سقوطها على الأرض.
ولم يشرح سميرنوف المقصود بـ«عمل تقنى أو جسدى»، إلا أنه أضاف فى مؤتمر صحفى بموسكو: «كانت الطائرة فى حالة ممتازة، نستبعد أى عطل فنى وأى خطأ من جانب الطاقم».
جاءت تصريحات سميرنوف بالتزامن مع تصريحات للمتحدث باسم “الكرملين”، ديمترى بيسكوف، أمس الاثنين، قال فيها إنه ليس هناك مبرر بعد لاستبعاد أى نظرية.
وتبدو التصريحات الروسية بمثابة رد على التصريحات التى رددها مسئولون مصريون على مدر اليومين الماضيين، قبل أن تبدأ التحقيقات الرسمية، واستبعدوا فيها إمكانية تعرض الطائرة لعمل إرهابى.
ونقل موقع روسيا اليوم الحكومى، عن وزير النقل الروسى، قوله: إن طائرة إيرباص A321 تحطمت فى الجو،
قائلاً: «عملنا البارحة فى مكان الكارثة.. ومن خلال الملاحظة البصرية تم تحديد أن الطائرة تحطمت بعد 23 دقيقة من التحليق الطبيعى فى السماء، وتبعثرت أجزاؤها على مساحة 20 كلم مربع تقريبا».
ويشير التركيز على تحطم الطائرة فى الجو على استبعاد المشاكل الفنية وتعرضها بدلاً من ذلك لعمل إرهابى سواء بصاروخ من الخارج، أوتفجير قنبلة على متنها.
وبالرغم من توجيه رئيس الوزراء الروسى، ديمتري ميدفيديف، الشكر للسلطات المصرية على التنسيق السريع للعمل فى مكان كارثة الطائرة الروسية، إلا أن الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، قال إنه لا يمكن استبعاد أى نظرية فى الوقت الحالى.
ويخشى المسئولون المصريون من انهيار صناعة السياحة فى حال ثبت أن الطائرة تعرضت لعمل إرهابى فى الأجواء المصرية.
وقتل فى الحادث 224 شخصاً كانوا على متن الطائرة، معظمهم من النساء والأطفال، وتعد السوق الروسية أكبر مصدر للسياح للمقاصد المصرية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدر فى لجنة التحقيق فى واقعة تحطم الطائرة الروسية فى مصر إن الطائرة التى سقطت يوم السبت لم تتعرض لهجوم خارجى، كما لم يصدر قائدها أى إشارات استغاثة قبل اختفائها من شاشات الرادار، بناء على الفحص المبدئى للصندوقين الأسودين.
ونلقت الوكالة عن متحدث باسم هيئة الطيران الأيرلندية قوله إن الطائرة الروسية حصلت على شهادة صلاحية للطيران هذا العام.
وأضاف أن الطائرة كانت مسجلة فى أيرلندا لصالح شركة ويلمينجتون تراست اس.بى سيرفسيز المحدودة، واستأجرتها شركة الطيران الروسية كوجاليمافيا، وأجرت هيئة الطيران الأيرلندية مراجعة سنوية لشهادات الطائرة، دعماً لعملية تجديد الشهادة السنوية لصلاحية الطيران التى تقوم بها، وكانت كل الشهادات مرضية فى ذلك الوقت.
لكنه قال إن الإشراف على تشغيل الطائرة بما فى ذلك الفحوص اليومية والشهرية كان مسئولية روسيا بموجب قواعد المنظمة الدولية للطيران المدني.
وقالت وزارة النقل إن وحدة تحقيقات الحوادث الجوية فى أيرلندا أرسلت مسئولين إلى مصر للمساعدة على التحقيق.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن الخبير مايكل كلارك، مدير المعهد الملكى للخدمات قوله “إنه لا يرجح وجود عطل فنى أو تقنى فى المحرك؛ ولو وجد عطل لصدرت عن الطائرة نداءات استغاثة، إلا أن التحقيقات الروسية التى قامت بمسح منطقة حطام الطائرة أوضحت فى صورها أن الطائرة تحطمت إلى قطعتين، سقطت كل منهما على بعد كيلومترين عن الأخرى، ما يعنى أن الطائرة انشطرت لقسمين فى الجو قبل سقوطها، ولا تفسير لذلك أنسب من وجود قنبلة على متنها”.
وقال كلارك إن طائرة على الارتفاع ذاته كانت قد أسقطت فى أوكرانيا العام الماضى، لكن السلاح المستخدم كان صاروخ BUK المضاد للطائرات روسى الصنع، وهو سلاحٌ لا يبدو أنه فى جعبة جهاديى الشرق الأوسط، حسب كلامه.
ووصف الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين، تحطم الطائرة بأنه مأساة كبيرة، ودعا المحققين لبناء “صورة موضوعية” عما حدث.
وكانت الطائرة متجهة من منتجع شرم الشيخ فى مصر الى مدينة سان بطرسبرج الروسية عندما تحطمت يوم السبت، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً كانوا على متنها.
وطالب بوتين باستمرار التحقيق فى أسباب الكارثة حتى توضيح جميع تفاصيل المأساة.
ودعا رئيس الوزراء ديمترى ميدفيديف إلى “تحقيق مستفيض”.
فى هذه الأثناء ارتفع عدد شركات الطيران التى أعلنت تجنبها التحليق فوق سيناء، وقالت شركات طيران من دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت إنها ستغير مسار رحلاتها كاحتياط أمنى إلى أن يصبح هناك وضوح أكثر.
وانضمت شركات الخطوط الجوية القطرية وطيران الجزيرة الكويتية وطيران الخليج البحرينية إلى شركات طيران الإمارات وفلاى دبى والعربية للطيران ولوفتاهانزا واير فرانس فى تجنب أجواء سيناء، فيما قالت شركة الاتحاد المملوكة لأبوظبى إنها ستستمر فى الطيران فوق سيناء، لكنها ستتجنب أماكن محددة بناء على نصيحة السلطات المصرية.








