لم تٌفرق مياه الأمطار التى تتساقط منذ نحو أربعة أيام على أنحاء متفرقة من محافظة الإسكندرية بين الأماكن الراقية والأماكن الفقيرة، وفى جولة لـ«البورصة» على الطريق المؤدى إلى أشهر المولات التجارية فى منطقة محرم بك ملأت المياه الشوارع الرئيسية والفرعية، لتصل إلى أبواب المحال التجارية ومعارض السيارات والبنوك، الأمر الذى يشكل صعوبة فى العبور؛ نظراً إلى غزارة المياه التى تغطى الأرصفة، ولا يجد العاملون بهذه الأماكن طريقاً لمنع دخول المياه إليهم سوى وضع أجولة مليئة بالرمال أمام الأبواب، فضلاً عن غلق عدد من المحال التجارية؛ خوفاً من تسرب المياه إلى الداخل وتكبد العديد من الخسائر.
وعند المضى قدماً تقابلك عزبة «نادى الصيد» ليزداد الوضع سوءاً؛ فمياه الأمطار والصرف الصحى تغرق عدداً من الورش والمحال التجارية، الأمر الذى أدى إلى تلف البضائع؛ وتخطى الخسائر المائة ألف الجنيه.
عزبة نادى الصيد يعود تاريخها إلى الستينيات من القرن الماضي، وخصصها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر للصيادين بمنطقة محرم بك، حيث كانت المنطقة تشتهر قديماً بصيد وبيع الأسماك، وكان عدد المساكن حينها يبلغ نحو 360 مسكن، ولكن مع التوسع فى إنشاء الوحدات السكنية بالمنطقة أصبحت المساكن تتعدى الآلاف.
لا يجد أهالى المنطقة سبيلاً للدخول إلى منازلهم سوى السلم، فهو الوسيلة الوحيدة التى يستخدمها الأهالى للصعود إلى منازلهم من خلال الشرفات التى تطل على الشارع؛ نظراً إلى أن مداخل المنازل تغمرها مياه الصرف الصحى مختلطة بمياه الأمطار.
قال محمد عبدالحميد، صاحب محل أجهزة كهربائية، إن الخسائر التى تكبدها تصل إلى عشرين ألف جنيه، لافتاً إلى أن الأجهزة الموجودة بمخزن المحل تلفت جميعها، موضحاً أن انقطاع التيار الكهربائى عن المنطقة أدى إلى رفع سعر الشمع، من خمسين قرشاً إلى ثلاثة جنيهات.
وينقطع التيار الكهربائى عن المنطقة منذ أربعة أيام، فيشعر الأهالى بأنهم عادوا إلى العصور القديمة التى كان الناس يعيشون فيها على الشمع ولمبة الجاز، لعدم توافر الكهرباء، وبالرغم من رغبتهم فى عودة التيار الكهربائى، فإنهم متخوفون من وقوع كارثة، بسبب أن المياه طالت الأجهزة واللوحات الكهربائية.
أما محل أبوحمادة للأجهزة الكهربائية، فتقدر الخسائر التى تكبدها المحل بنحو مائة ألف جنيه، بالرغم من أن العاملين فى المحل كسحوا المياه بأنفسهم لعدم توافر عربات الشفط، إلا أنها عادت مرة أخرى لانسداد ماسورة الصرف الصحى بالمنطقة، فضلاً عن غزارة الأمطار التى تتساقط بصورة مستمرة.
قال محمد أحمد، ميكانيكى سيارات، إنه لم يستطع حتى الآن حصر الخسائر الناتجة عن غرق ورشته بالمياه، لافتاً إلى أن أجزاء السيارات التى تركها أصحابها للتصليح تلفت جميعها.
وأشار حسن محمد، صاحب محل للبقالة، إلى غلق محله، عقب أن أدت المياه إلى تلف ثلاجة المأكولات والمشروبات التى يعتمد عليها زبائن المحل بشكل رئيسي، بالإضافة إلى غرق البضائع.
وأوضح عزب عبدالعال، صاحب ورشة لتصليح التليفزيونات، أن الأجهزة التى كان يعمل على إصلاحها غرق عدد كبير منها فى المياه، لافتاً إلى أن الخسائر تصل إلى نحو 5 آلاف جنيه.





















