321.2 مليار دولار قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ فى قطاع البترول والغاز فى النصف الأول من العام
تلقت شركة “أباتشي” للبترول، التى تبلغ قيمتها أكثر من 18 مليار دولار، عرضاً للاستحواذ لم تطلبه. وقال أشخاص على دراية بالأمر، رفضوا ذكر هويتهم لسرية المداولات، أن هذه الاتفاقية، فى حال إبرامها، من شأنها أن تكون هى الأكبر لمنتج مستقل فى الولايات المتحدة العام الجاري.
وأوضحت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن «أباتشي» رفضت العرض المبدئى، وتعمل الآن مع مجموعة «جولدمان ساكس» على استراتيجية الدفاع عن رفضها للعرض.
وعلى الرغم من النجاح الساحق الذى حققته الشركة خلال طفرة الصخر الزيتى فى أوائل الألفية الثالثة، فقد كان أداء «أباتشي» أقل بكثير من المتوقع فى السنوات الأخيرة، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الرهانات السيئة على المشروعات الكبرى فى الأرجنتين وأستراليا التى لم تكن موفقة.
وباعت الشركة، التى عينت رئيساً تنفيذياً جديداً فى يناير الماضي، حقولاً تمتلكها فى أستراليا وتكساس وسط الانخفاض المستمر فى أسعار البترول.
ويُذكر أن أسهم الشركة انخفضت بما يزيد على 50% يوم 6 نوفمبر الحالى من مستوياتها القياسية التى سجلتها عام 2014.
وقال تشارلز روبريتسون، محلل لدى مجموعة «كوين»، إن انخفاض أسعار البترول أجبر المنتجين على خفض التكاليف، الأمر الذى جعل تلك التى تتمتع بميزانيات عمومية قوية هدفاً جاذباً للشركات الأكبر.
وأضاف روبيرتسون، أن نقدية «أباتشي» البالغة 1.6 مليار دولار وانخفاض نسبة مديونيتها سيساعدان أى شركة أكبر على تعزيز ميزانياتها العمومية، وتمويل توزيع الأرباح.
وأعلنت الشركة الأسبوع الماضى عن خسارة أقل من المتوقع، ورفعت توقعات إنتاجها لعام 2015، وتعد «أباتشي» أحد أكبر المستأجرين فى حوض العصر البرمى فى غرب تكساس، كما أنها تقوم بعمليات تنقيب فى مصر وخليج المكسيك وكندا.
ووفقاً لصحيفة «فاينانشيال تايمز»، فى تقرير لها، أن عمليات الاندماج والاستحواذ فى قطاع الغاز والبترول تسير بوتيرة قياسية العام الجاري، نظراً إلى أن انخفاض أسعار البترول أثار موجة من صفقات الاندماج والاستحواذ.
وأفادت مزودة البيانات المالية «ديولوجيك»، بأن إجمالى ما تم إنفاقه على مثل هذه الصفقات فى النصف الأول من العام الحالى والذى بلغ 321.2 مليار دولار، يتجاوز ما أُنفق على صفقات الاندماج والاستحواذ العام الماضي، البالغ 162 مليار دولار، كما أنها تجاوزت المستوى القياسى الذى شهده عام 2010 وبلغ 227.7 مليار دولار.
وتعد صفقة استحواذ «رويال داتش شل» على مجموعة «بى جي»، منافسها الأصغر، هى الأكبر حتى الآن العام الجاري، كما أنها تعد أكبر صفقة شهدها قطاع الطاقة منذ أكثر من عقد، والتى يمكن أن تحول «شل» إلى أكبر شركة بترول غير مملوكة للدولة فى العالم من حيث الإنتاج.
وانتقلت موجة الاندماج والاستحواذ إلى أستراليا، إذ قدمت شركة «وودسايد بتروليوم» عرضاً بقيمة 11.6 مليار دولار أسترالى للاستحواذ على شركة «أويل سيرش».
وتعتبر الولايات المتحدة أكبر دولة مستهدفة لعمليات الاندماج والاستحواذ العام الجاري، وشكلت نحو 159.6 مليار دولار من إجمالى قيمة الصفقات، وإذا استمرت أسعار البترول فى الانخفاض، فقد يشهد قطاع البترول والصخر الزيتى فى الولايات المتحدة ارتفاعاً فى عمليات الاستحواذ مع ضعف الموازنات العامة.
وشهد شهر مايو الماضى أول صفقة استحواذ لشركة بترول أمريكية كبيرة منذ انهيار الأسعار، مع استحواذ مجموعة «نوبل إنيرجي» على شركة «روزيتا ريسورسيز» فى صفقة قيمتها 3.7 مليار دولار.
وجمعت شركات الاستثمار المباشر، مثل «كارليل» و«بلاكستون»، مليارات الدولارات لإنفاقها على عمليات الاستحواذ فى قطاع البترول والغاز.
ومن المتوقع أن تستهدف «كارليل» عمليات الاستحواذ فى بحر الشمال فى المملكة المتحدة، التى أصبحت أكثر جاذبية منذ أن خفض جورج أوزبورن، وزير المالية البريطاني، الضرائب على أرباح القطاع، وتعد بريطانيا ثانى أكبر دولة مستهدفة لصفقات الاندماج والاستحواذ العام الجاري، وبلغت قيمة الصفقات بها 86.6 مليار دولار، وفقاً لبيانات «ديولوجيك».








