تنفيذ 31 صفقة كبرى فى أسواق الدين خلال عام 2015 باستثناء الإصدارات السيادية
استحواذ شركة «أستر دى إم» للرعاية الصحية على 57% من مستشفى سند الأكبر فى المملكة
أعلنت “ميرجر ماركت” إحدى الشركات المتخصصة فى الدراسات البحثية والأخبار لصفقات الاندماج والاستحواذ فى العالم، عن أبرز التوجهات والصفقات التى شهدها قطاع الاندماج والاستحواذ فى السوق السعودي، وذلك قبيل انطلاق المنتدى السعودى للاندماج والاستحواذ وأسواق المال 2015 يوم 18 نوفمبر فى العاصمة الرياض. كما نشرت «ديتواير»، الشركة الشقيقة لـ«ميرجر ماركت»، نتائجها لأنشطة سوق الديون السعودية من الربع الأول إلى الثالث من العام 2015.
وكانت صفقات قطاع الرعاية الصحية قد حققت رقماً قياسياً، حيث بلغت قيمتها الإجمالية 294 مليون دولار أمريكي، مدعومة بصفقة استحواذ شركة «أستر دى إم» للرعاية الصحية، ومقرها الإمارات، على 57% من أسهم مستشفى سند، والتى بلغت قيمتها 246 مليون دولار أمريكي.
وشهدت رابع أكبر صفقة خلال العام شراء شركة إماراتية أخرى، وهى «أمانات» القابضة، حصة قدرها 35%من أسهم سكون الدولية القابضة.
وبحسب بيانات «ميرجر ماركت»، فإن شركة «رعاية» القابضة، الشركة السعودية المتخصصة بالاستثمار فى مجال الرعاية الصحية وعلوم الحياة، تعمل حالياً على تقييم مزيد من الصفقات فى قطاع الرعاية الصحية، بعد أن استحوذت خلال العام على حصة الأغلبية فى سلسلة «ميتريك» للعيادات والصيدليات فى الرياض.
علقت روث ماكى الغامدي، رئيس مكتب «ميرجر ماركت» فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قائلة: «بالنظر إلى عدد الصفقات، فإن القطاع الوحيد الذى حافظ على استقراره منذ عام 2014 هو قطاع الصناعة والكيماويات. فقد شهدنا إتمام 4 صفقات فى القطاع، وهو العدد ذاته فى نفس الفترة عام 2014، لكن القيم انخفضت بشكل كبير من 37 مليوناً إلى 18 مليون دولار أمريكى هذا العام. كما ألقى غياب الصفقات فى قطاع الطاقة والتعدين بظلاله على القيمة الإجمالية للصفقات، بعد عقد 4 صفقات بلغت قيمتها الإجمالية 328 مليون دولار العام الماضي. ومن القطاعات الأخرى التى شهدت انخفاضاً فى مستوى النشاطات قطاع المنتجات الاستهلاكية، والذى شهد صفقة واحدة مقارنة مع أربعة فى العام 2014».
وترى «ميرجر ماركت»، أن شركة «الراية» للأغذية، الشركة السعودية المشغلة لمتاجر السوبر ماركت فى المملكة، تمثل هدفاً لعملية استحواذ من قبل شركة «أبولو جلوبال مانجمنت»، بالمنافسة مع شركتين إماراتيتين تعملان فى مجال استثمارات الملكية الخاصة، وهما «جلف كابيتال» و«الفجر كابيتال».
كما كشفت «ميرجر ماركت» عن شائعات احتمال تقديم عرض ضخم من قبل مجموعة «صافولا» وصندوق «تيماسيك» السنغافورى للثروات السيادية لشراء حصة أغلبية فى مجموعة «أمريكانا» الكويتية، والتى تقدّر قيمتها بحوالى 4 مليارات دولار أمريكي.
من جانبه، قال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ والاكتتاب العام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى (EY): «إنها مرحلة مثيرة للاهتمام فى سوق الاستحواذ والاندماج بالمملكة العربية السعودية، فقد أصبحت خيارات الهيكلة متوفرة على نطاق أوسع، وهناك تقبل متزايد للعمل فى ظل تلك الخيارات الجديدة. لا شك فى أن العامل الأبرز فى نشاط الصفقات بالمملكة هو ازدياد استثمارات الملكية الخاصة، كما تجدر الإشارة إلى أن العديد من الشركات المرشحة لطرح اكتتاب أولى عام أصبحت تدير عمليات ثنائية وتختار الصفقات الخاصة بدلاً من الاكتتاب الأولى العام. وفيما يتعلق بالقطاع، فإننا نتوقع أن تشهد قطاعات البتروكيماويات وتجارة التجزئة والمنتجات الاستهلاكية والرعاية الصحية أكبر عدد من الصفقات فى عام 2015».
من جهة أخرى، تشير تحليلات أجرتها شركة «ديتواير» إلى اكتمال 31 صفقة كبرى فى أسواق الديون للعام الحالي، باستثناء الإصدارات السيادية، تصل قيمتها الإجمالية إلى 32.4 مليار دولار. وما زالت الصفقات بالعملة المحلية مهيمنةً على أسواق الصكوك السعودية، حيث تبلغ قيمة الصفقات الصادرة عن جهات سعودية بالريال السعودى 4.4 مليار دولار أمريكي. وترى «ديتواير» وجوداً قوياً للمقرضين المستعدين لتطبيق معايير «بازل 3» من خلال إصدار وسائل مالية تناسب المستويين 1 و2.
ويذكر أن البنك الأهلى التجارى هو جهة الإقراض الوحيدة التى أصدرت صكوكاً من المستوى 1، إذ أصدر أوراقاً نقدية بقيمة مليار ريال سعودى فى يونيو.
وعلّق ديفيد جريفز، وهو محرر أول لدى «ديتواير»، بقوله: «بدأت أسواق الدين السعودية بالاستجابة لرد الفعل الحكومى على أسعار النفط الجديدة، فانخفاض السيولة وارتفاع أسعار الدين دفعا المصرفيين إلى الانتظار لمعرفة المستجدات قبل موازنة ديسمبر. وفى هذا الوقت، فمن المحتمل أن تشهد الأسواق نشاطاً يقتصر على الجهات ذات التصنيف الائتمانى المرتفع والكيانات المرتبطة بالحكومة».
يذكر أن إجمالى قيمة الإصدارات فى أسواق القروض السعودية بلغ 26.5 مليار دولار أمريكى حتى الآن خلال العام الحالي، وحظيت بدعم كبير من جانب قرض دوار على أربع دفعات بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي، مولته أرامكو السعودية فى شهر مارس، تم تقسيمه على دفعات 5+1+1 ودفعة أخرى يتم تجديدها على مدار 364 يوماً خلال العام. كما ساهمت صفقات تمويل المشاريع بشكل كبير، حيث تم التوقيع على اتفاق تمويل بقيمة 5.2 مليار دولار لمشروع محطة رابغ 2 للكهرباء فى مارس، وآخر بقيمة 1.7 مليار دولار لمشروع مشترك بين «أكوا باور» و«إير برودكتس» فى مصفاة أرامكو السعودية بمنطقة جيزان.
يشار إلى أن منتدى «ميرجر ماركت» المقبل فى السعودية سيبحث أهم عوامل دعم الصفقات فى القطاع، فيما يناقش أبرز التوجهات الاستثمارية التى يتوقع أن تسود العام المقبل. ومن النتظر أن يشارك ممثلون عن كبرى المؤسسات والبنوك الاستثمارية وصناديق الملكية الخاصة وشركات الاستشارات المالية والقانونية فى الشرق الأوسط فى الفعالية وما يصاحبها من جلسات نقاش وعروض تقديمية وحوارات للأسئلة والإجابات.