أعلنت شركة «أر دبليو آى»، ثانى أكبر شركة مرافق فى ألمانيا، أمس الثلاثاء عن تغييرات جذرية فى سياستها المختصة بالطاقة من خلال الكشف عن خطط لفصل العمليات التى تركز على الطاقة المتجددة، وتوزيع الطاقة، ومبيعات التجزئة.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن المجموعة تقترح إنشاء شركة منفصلة تدرج فى البورصة أواخر العام المقبل، مع بيع 10% من أسهمها إلى المستثمرين من خلال طروحات جديدة، وتخطط «أر دبليو آى» للاحتفاظ بحصة أغلبية فى الشركة الجديدة بعد الطرح العام للجمهور.
وارتفعت أسهم الشركة بعد هذا الإعلان بنسبة 14% إلى 12.40 يورو، وأنهت تعاملاتها خلال جلسة أمس على ارتفاع بنسبة 17%، بعدما كانت الأسوأ أداءً فى مؤشر داكس وفقدت نصف قيمتها العام الجارى.
ويذكر تقرير لوكالة أنباء «بلومبيرج»، أن أكبر شركتين ألمانيتين، «إيون» و«أر دبليو آى»، عاشتا فى جحيم خلال السنوات القليلة الماضية، وتضررتا من التراجع فى أسعار الكهرباء، ومن التحول نحو الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وقرار أنجيلا ميركل بغلق المفاعلات النووية.
وسعت «إيون» للخلاص أولاً، وأعلنت العام الماضى عن خطط لفصل وحدات إنتاج الطاقة من المصادر التقليدية، والتداول والتنقيب، لتركز اكثر على مصادر الطاقة المتجددة، ومنذ ذلك الحين تفوق أداء أسهمها على أسهم «أر دبليو آى»، ومع ذلك، فقد طالت الشركة خسائر بقيمة 3.7 مليار يورو فى الربع الثالث من العام الجارى بسبب بعض العيوب فى خطتها.
وأمس الثلاثاء، ابتلعت «أر دبليو آى» كبريائها، وأعلنت عن تحول مماثل، ولكن مع بعض الاختلافات المهمة، فقد كان لديها الوقت لتقييم خطة «إيون» وتحسينها.
ومشكلة المحطات معروفة جيداً، ففى الأيام المشمسة والعاصفة، لا تكون هناك حاجة فى ألمانيا إلى محطات الطاقة التقليدية، بل ويكون من المستحيل أن تحقق أى أرباح.
وبدلاً من الانقسام إلى شركتين منفصلتين، وضعت «أر دبليو آى» وحدات الطاقة المتجددة، والتوزيع الكهربائى، ومبيعات التجزئة فى شركة تابعة، ستبيع منها 10% فى طرح عام للجمهور فى أواخر 2016، وعلى الرغم من ان الشركة الأم ستخفض على الأرجح حصتها فيها تدريجياً، فإنها ستظل تحتفظ بحصة أغلبية فيها.
وهذا حل أفضل، بالنظر إلى ان الشركة كانت بطيئة فى التحول نحو الطاقة النظيفة، فهى تنتج 5.3 جيجاوات من المصادر المتجددة، أى حوالى 8% من إجمالى إنتاجها، مقارنة مع 40% من الفحم الصلب والليجنايت.
وتذكر وكالة الأنباء، أن نصف عائدات الطرح العام للجمهور سوف تستخدم لتمويل النمو فى مجال الطاقة المتجدة، بما فى ذلك، بناء محطة طاقة شمسية كبيرة تورد طاقة مباشرة إلى الشبكة.
وكان المساهمون فى «أر دبليو آى» غير راغبين فى زيادة الاستثمار فى الأصول المتجددة، بسبب مجموعة كبيرة أخرى من المشكلات التى عانت منها الشركة، ورفض بعض المستثمرين الكبار مثل «أليانز»، وصندوق الثروة السيادى النرويجى الاستثمار فى الشركات التى تعتمد بشدة على الفحم، ويكمن الأمل حالياً فى أن يكون الجديد أكثر جاذبية لهؤلاء الذين رفضوا الاستثمار فيها من قبل.








