مع الانتشار الواسع الذى حققه موقع التواصل الاجتماعى “فيسبوك” عقب ثورة يناير 2011، ازدهر نوع آخر من فن “الكوميكس”، وهو صور لشخصيات تعبر عن الواقع وعن الأحداث التى يعيشها المجتمع، ومنها شخصية “أساحبي” الشهيرة.
وتحولت تلك الشخصيات إلى صناعة ثم إلى استثمار ناجح، إذ يجهز مؤسس صفحة “الورقة” لإطلاق موقع إلكترونى وتطبيق خاص بفكرته، بينما استطاع أدمن “أساحبى” استغلال الشخصية الرئيسية فى الإعلانات والبرامج التليفزيونية، وعقد شراكات مع أكثر من مؤسسة من بينها “olx”.
وبحسب إسلام جاويش، مؤسس صفحة “الورقة” عبر “فيسبوك”، فإن الفكرة بدأت بتغريدة على “تويتر”، موضحاً أنه كان يريد كتابة “تويتة”.. ولكن الموقع يسمح بعدد قليل من الكلمات، مما جعله يلجأ لنشر ما يريد كتابته برسمة بسيطة عبر “تويتر”.. ولاحظ بعدها إعادة نشر رسمته، بشكل كبير عبر الموقع خلال وقت قصير.
أضاف أنه بدأ فى نشر “التويتات” الخاصة به بهذا الشكل، ثم فوجئ بنشرها عبر “فيسبوك” دون علمه.
ولذلك اضطر لتأسيس صفحة “الورقة” فى “فيسبوك”، التى استطاعت جذب أكثر من 100 ألف متابع خلال 10 أيام فقط، مما شجعه على نشر العديد من كوميكسات “الورقة” لجذب شريحة أكبر من المتابعين.
كما واجه انتقادات، إذ يتهم البعض صانعى “الكوميكس” بالاستسهال، وعدم تقديم فن، فى حين أن “الكوميكس” هو فن معترف به فى جميع أنحاء العالم. كما أن له شريحة كبيرة من الجمهور.
وأوضح أنه يبتكر حركات الأشخاص، ويتعاون مع 7 كتاب ساخرين من أصدقائه لكتابة “الإسكريبت”، وجميعهم متطوعون ويعملون دون أجر.
وتضم الصفحة نحو مليون ونصف المليون متابع عبر “فيسبوك”، مستهدفاً زيادة عددهم عقب نشر الجزء الثانى من كتابه.
وأضاف أن الانتشار والنجاح الكبير الذى حققته “الورقة”، شجعه على إطلاق كتابه الأول لـ”الكوميكس” بعنوان “الورقة”، إذ ساعده فى نشر الكتاب دار “تويا” للنشر.
كما يستعد لطرح الجزء الثانى من كتابه بالتعاون مع “تويا” بمعرض الكتاب المقبل.
وكشف جاويش أنه يعتزم إطلاق الموقع الخاص بـ”الورقة” خلال شهر ديسمبر الحالى، بجانب إطلاق تطبيقه على أجهزة الهواتف الذكية خلال الشهر ذاته.
كما يسعى لطرح مزيد من “الكوميكس” المتحرك عبر “يوتيوب”، موضحا أنه يحقق أرباحاً من خلال الاعلانات التى يتم طرحها على هذه الفيديوهات عبر “يوتيوب”، إذ حققت 8 فيديوهات لـ”الورقة” نحو 25 ألف مشاهدة.
وقال جاويش إن فن “الكوميكس” مازال يخطو خطواته الأولى فى السوق المحلى، وهو قادر بشكل كبير على جذب الاستثمارات، كما يستطيع السوق المصرى استقبال العديد من التجارب المماثلة للورقة.
وليست “الورقة” هى الصفحة الوحيدة التى ظهرت عبر “فيسبوك” وحققت نجاحاً وشهرة كبيرة.. بل ظهرت أيضاً صفحة “أساحبى” والتى خرجت للنور للمرة الأولى فى أبريل من 2012، على يد الصديقين محمد عبدالمنعم وحسام حامد، اللذين قاما بابتكار شخصية “عاتشف أساحبى”، تسانده دور البطولة الفتاة “أدارة” أو “هبربينا”.
وحققت شخصية “أساحبى” شهرة كبيرة عبر “فيسبوك”، ولم تكتف بهذا القدر.. ولكن فى عام 2013 استطاعت شركة “فودافون مصر” بشخصية “أساحبى” بث أحد إعلاناتها الشهيرة.
وفى مارس من العام ذاته، قام الشاب حسن عصام بطرح برنامج تليفزيونى بعنوان “أساحبى” مستخدما الشخصية نفسها.. لكن تم وقف البرنامج نتيجة مشاكل تتعلق بحقوق الملكية الفكرية.
وقام الشابان أحمد عبدالعزيز وشادى صدقى بإنشاء صفحة “Asa7be Sarcasm Society”، بعد خلاف بين عدة أطراف حول ملكية هذه الشخصية، إذ ادعى كل طرف أنه مؤلف هذه الشخصية الحقيقى.
وبعد مرور عام استطاع شادى صدقى إثبات أنه المالك الأصلى للشخصية من خلال أوراق رسمية وسجل الشخصية كعلامة تجارية له أيضاً، وتضم الصفحة حوالى 11.056.565 متابع عبر “فيسبوك”.








