ترتيب 9 صفقات استحواذ على شركات محلية بقطاعات الأغذية والتجزئة والأدوية
الاستعداد لتنفيذ صفقتي استحواذ على شركتي أغذية في يناير بقيم 300 و 100 مليون جنيه
تنفيذ عملية شراء أجنبي لشركة أدوية مصرية الشهر المقبل بقيمة تربو على 500 مليون جنيه
طرح سندات توريق تنمية للتمويل متناهي الصغر في الربع الأول من 2016
أزمة نقص الدولار وبطء تحويلات الأرباح للخارج مؤقتة ولم تعيق استثمارات الشركات الاستراتيجية
كشف شريف عبدالعال رئيس قطاع الترويج وتغطية الاكتتابات بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية في حوار مع “ديلي نيوز إيجبت” عن إدارة 9 صفقات استحواذ على شركات محلية لصالح مستثمرين أجانب، تتجاوز إجمالي قيمتها عدة مليارات من الجنيهات.
وتخطط فاروس لتنفيذ 3 صفقات فعليا خلال يناير المقبل، تشمل شركتين تعملان بالقطاع الصناعي، تتجاوز قيمة الأولى 100 مليون جنيه، وتدور الأخرى حول 300 مليون جنيه، فيما تعمل الشركة الثالثة بقطاع الأدوية إذ تتجاوز قيمتها 500 مليون جنيه.
كما كشف عبد العال عن إدارة طرحين في البورصة المصرية بالقطاعين الخدمي والصحي.
وأضاف أن قطاع الترويج وتغطية الاكتتاب في فاروس شهد تحولاً كبيراً في حجم النشاط هذا العام خاصة مع إغلاق 3 صفقات استحواذ بقطاعي الأغذية والأدوية خلال الاشهر الثلاثة الماضية.
وأرجع ذلك إلى الطفرة في حجم الأعمال، في مقدمتها عوامل تتعلق بظروف السوق أنه منذ ثورة يناير 2011 حتى 2013 اتسمت السوق المصرية بالهدوء نظرًا لأن المستثمرين الراغبين في البيع كانوا يروا أن تقييمات الشركات منخفضة.
وقال أنه في حين كانت الأطراف الراغبة في الاستحواذ خاصة من خارج مصر، أن الضبابية تسيطر على المناخ الاستثماري بما لايسمح بتوضيح رؤية حول العائدات المتوقعة على صفقات الاستحواذ، وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على نشاط قطاعات بنوك الاستثمار خلال ثلاث سنوات متتالية.
ورأى أنه منذ العام 2014 تحسنت الأوضاع الاستثمارية مصحوبة بارتفاع معدلات النمو الاقتصادي.
وقال أن السبب الثانى لنشاط القطاع يرجع إلى نمو الأعمال يتمثل في هيكلة النشاط عبر تكوين فريق عمل يتكون من 10 كوادر تمتلك الخبرة وعلاقات جيدة مع كبار الشركات العائلية وغيرها من الكيانات المحلية والدولية والمستثمرين الماليين، مع وضع خطة تستهدف التوسع في النشاط.
وأوضح أن ذلك تزامن مع عملية إعادة هيكلة ملكية فاروس القابضة بتخارج شركة القلعة مع ارتفاع حصة عائلة تيمور إلى 80% مقابل 20% لشركة الراجحي، حيث دعم المُساهمون إعادة هيكلة نشاط بنوك الاستثمار وبناء فريق عمل جديد خاصة مع ظهور بوادر تحسن المناخ الاستثماري في 2014.
وعلى جانب الصفقات التى تديرها الشركة حالياً، كشف أن هناك 9 صفقات استحواذ تتولى فاروس دور المستشار المالي للطرف البائع وهي شركات محلية، نعمل على جذب مستثمرين استراتيجيين وصناديق استثمار من الخارج لها وتحديدا من أوروبا التي تتمتع بشهية استثمار مرتفعة صوب السوق المصرية، إلى جانب الخليج.
وقال أن تلك الصفقات تتوزع بين 5 صفقات بقطاع الصناعات الغذائية تشمل المنتجات الغذائية الخفيفة “سناكس” والبطاطس والجبن والأيس كريم، وهي صفقات تبدأ قيمتها من 100 مليون جنيه مرورواً بصفقة تقدر بـ 300 مليون جنيه، وصولاً لصفقة قيمتها مليار جنيه.
وأضاف أنه من المستهدف اتمام صفقتين في يناير المقبل، الأولى تزيد قيمتها عن 100 مليون والأخرى تدور حول 300 مليون جنيه، كما تم تكليف فاروس بجلب مستثمرين للاستحواذ على شركة أدوية بقيمة تزيد عن 500 مليون جنيه حيث من المرتقب التوصل لاتفاق إتمام الصفقة مع مستثمرين أوروبيين في يناير 2016، في حين هناك مفاوضات حول صفقة أدوية أخرى بقيمة تصل إلى مليار جنيه من المرشح اتمامها منتصف العام.
وقال أن الشركة تدير صفقتين بقطاع التجزئة، تدور قيمة الأولى حول مليار جنيه والأخرى بعدة مليارات من الجنيهات، ومن المستهدف تنفيذ الصفقتين منتصف 2016.
وعن إدارة فاروس لتوريق محفظة قروض شركة تنمية للتمويل متناهي الصغر، أوضح أن القيمة النهائية للمحفظة لم تتحدد حتى الان، مشيراً إلى أنها يمكن أن تصل إلى مضاعفات المئة مليون جنيه، ومن المتوقع طرح سندات التوريق في الربع الأول من العام المقبل.
وتجدر الاشارة إلى أن عمرو أبوعش رئيس مجلس إدارة شركة تنمية قد أكد في مارس 2015 أنه من المتوقع أن تقترب قيمة الطرح من 200 مليون جنيه، لكنه عاد بعد شهرين ليؤكد عدم تحديد قيمة نهائية.
ومن المعروف أن التوريق يقوم على تحويل اقساط القروض أو العقارات أو التمويل بشكل عام إلى سندات حاصلة على تصنيف ائتماني يؤثر على سعر العائد عليها، ويستهدف التوريق توفير سيولة للشركات.
وقال عبد العال أن ترويج سندات التوريق جزء من أعمال بنوك الاستثمار، خاصة أنه يتم ادارة العملية بالتنسيق مع بنكي التجاري الدولي والعربي الأفريقي.
فضلاً عن أنه من الصعب منح شركة تنمية إدارة التوريق إلى شركة تمويل منافسة مثل كونتكت المتخصصة في قروض السيارات حيث من الممكن الاطلاع على تفاصيل المحفظة ومن ثم مزاولة نفس النشاط.
كما أن هذه العملية قد تشكل محطة لشركة فاروس للحصول على عمليات جديدة بمجال التوريق.
وعلى صعيد نشاط الطروحات كشف عن تولى فاروس إدارة طرحين تستعد للترويج لهما في البورصة خلال 2016 بالقطاعين الصحي والخدمي.
وقال أن بورصة مصر لم تشهد طروحات حقيقية منذ نهاية 2010 حتى مطلع 2014، وكان من الطبيعي أن تتعطش إلى طرح شركات جديدة، ولكن الآن السوق في فترة ترقب بعد الانتهاء من تشكيل البرلمان بالتزامن مع انتظار السياسات النقدية للبنك المركزي في وجود الإدارة الجديدة وما يثيره من تساؤلات حول وجود خفض جديد للجنيه أم لا.
وأضاف أن مناخ الاستثمار لم يكن مواتياً قبل مطلع 2014 بسبب الااضطرابات الأمنية التى تُعيق المستثمر عن اتخاذ القرار نظرًا لارتفاع تكلفة المخاطر، ولكن الأمر تغير الأن بصورة كبيرة.
أما أزمة نقص الدولار فعلى الرغم من تأثيرها القوي في حركة الأعمال، ولكنها أزمة مؤقتة شهدتها مصر أكثر من مرة، لذلك يتم أخذها في الحسبان على الاجل القصير، في حين تركز استراتيجيات الاستحواذ على الأجلين المتوسط والطويل.
إلى جانب ذلك، يكون للأجانب الأولوية في الحصول على موارد بالنقد الأجنبي طالما قاموا ضخ استثمارات بعملات أجنبية.
وقال أن الدليل على تحسن شهية الاستثمار للشركات الأجنبية هو قيام شركة كيللوج الأمريكية بعد الاستحواذ على 88% من أسهم شركة بسكو مصر في صفقة قدرت بنحو 888 مليون جنيه ، قامت بالاستحواذ على كامل أسهم شركة ماس فود جروب مقابل 400 مليون جنيه.
وقال أن انخفاض سعر الجنيه مقابل الدولار أعطى ميزة نسبية للمستثمرين الأجانب عبر خفض قيمة صفقات الاستحواذ التي تُنفذ بالجنيه، حيث أن التقييمات المقومة بالجنيه تراجعت أمام الارتفاع المتتالي للدولار، وهو ما يعوض المستثمر الأجنبي عن مخاطر عدم توافر سعر الصرف، أو احتمالات ارتفاع سعر الدولار مستقبلاً نظرًا لانها تؤدي إلى انخفاض قيمة الارباح عند تحويلها للخارج بالدولار.
وهناك بعد هام بالغ الأهمية تستند فاروس إليه في تسويق الاستثمار في مصر، وهو أنه عند جذب مستثمر استراتيجي يركز في صناعات محددة سيجلب خلفه مستثمرين ماليين مثل شركات الاستثمار المباشر للاستحواذ عن شركات محلية، نظرًا لأن المستثمر الاستراتيجي ينظر إلى معدلات النمو طويلة الآجل لأنه يفضل البقاء في السوق لعدة عقود.
كما أن مُعدلات النمو في الأسواق الأوروبية والأمريكية باتت مُتدنية للغاية مابين 1 – 3%، لذلك باتت الأسواق الناشئة هي الأكثر جاذبية في خريطة الاستثمار العالمية.
وتحتل أسواق شمال أفريقيا المنطقة الأكثر جاذبية في الأسواق الناشئة، وعند النظر إلى أن هذه الأسواق سنجد أن مصر هي السوق الأكثر جاذبية وجاهزية وتحديدا بقطاعي الأغذية والأدوية مقارنة بتونس تشهد بوادر اعادة جذب استثمارات والمغرب التي تشهد رواج جيد ولكنها سوق صغيرة الحجم.
كما أنه يرى أن المستثمر ما زال يواج عدد من المعوقات المعهودة عند استخراج التراخيص والحصول على الموافقات الحكومية المتعددة عند تأسيس شركات او مشروعات جديدة، ولكن الأمر يكون أكثر يُسرا عند تنفيذ استحواذات على شركات قائمة بهدف تنميتها.
كما أن تعديلات قانون الاستثمار وتخصيص الشباك الواحد مازالت غير واضحة لنا والمستثمرين، حيث مازال في حاجة إلى المزيد من تجارب الاستخدام للحكم على مدى كفاءته.
وفى ظل كل تلك التحديات توقع نمواً حقيقياً قوياً للاقتصاد ولكن الصعب رصده رقميًا، حيث انه لا يقتصر على معدلات النمو الرسمي التي تتراوح بين 5- 5.5%، لان هناك اقتصاد موازي قوي للغاية يمثل 60% حسب بعض التقديرات من قوة الاقتصاد المصري، موضحاً أن تأثير الاقتصاد الموازي قد ظهر بعد ثورة 25 يناير، حيث حققت مصر نموًا بطيئًا رغم ركود أغلب الانشطة الاقتصادية التي تقع تحت مظلة الاقتصاد الرسمي.







