يبدأ الرئيس الصينى شى جين بينج، جولته فى الشرق الأوسط، غدا الثلاثاء، وتستمر على مدى خمسة أيام، تشمل ثلاث دول، هى مصر والمملكة العربية السعودية وإيران، وتعد أول زيارة له للمنطقة منذ توليه منصبه.
وذكرت وكالة الأنباء الصينية شينخوا أن الرئيس الصينى سوف يبدأ زيارته للمنطقة باجتماعه مع العاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذى تولى العرش العام الماضى.
ويتوقع القادة عقد عدد من الاجتماعات وتحديد معالم التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية، ومن المقرر أن يتبادلا وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
وأوضح لى تشنج ون، سفير الصين لدى المملكة العربية السعودية أن الصين على استعداد تام لبذل جهود ملموسة للمساعدة على تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة، ومن المقرر أن تدفع الزيارة الحركة فى هذا الاتجاه.
وخلال زيارة شى، سوف يقوم الجانبان أيضا بمناقشة التعاون فى مبادرة طريق الحرير، وعلوم الفضاء والتكنولوجيا، والطاقة النووية، ومصادر الطاقة المتجددة. ومن المتوقع توقيع اتفاقيات لتحسين التعاون الثنائى ودفع الاستثمار.
وتسعى الصين من خلال الزيارة لاستكمال المفاوضات بشأن التجارة الحرة مع دول مجلس التعاون الخليجى، والعمل على القضايا المتعلقة بالأمن والمخابرات.
وقال يانغ قوانج، مدير عام معهد الدراسات فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إن الرئيس قد يناقش أثناء زيارته للمنطقة مع الدول الثلاث خطط التنمية الخاصة بكل دولة، مشيرا إلى أن الصين تحتاج إلى أنماط مختلفة من التعاون مع مختلف البلدان.
وأضاف يانج: أنه يتعين على الصين التركيز على تسخير طاقتها الإنتاجية مع البلدان المكتظة بالسكان مثل مصر وإيران، والتى يمكن أن تولد المزيد من فرص العمل للمجتمعات المحلية.
وبالنسبة للاقتصادات الصغيرة، يتعين على الصين مساعدتها فى بناء منصّات خدمات، مثل المراكز المالية ومراكز التخليص، ومحاور النقل الجوى والموانئ التجارية.
وأشار يانج إلى أنه يتعين على الصين أيضا مساعدة دول المنطقة لتحسين الاتصال عن طريق رفع مستوى الاتصالات السلكية واللاسلكية والإنترنت.
وقال مجدى عامر، السفير المصرى لدى الصين، إن القاهرة تطلع إلى خبرات الصين فى مجموعة المشاريع الضخمة، التى أقامتها الدولة فى الأونة الاخيرة بما فى ذلك قناة السويس لإنعاش الاقتصاد.
وأضاف أن العديد من الطرق الجوية والمائية التى تقدمها مصر، قد تسهل الاستثمارات الصينية فى المنطقة وخارجها، ومنح مصر فرصة للتصدير بصورة كبيرة إلى الصين واستقبال المزيد من السياح من الصينيين.
وأكدّت الوكالة أن الصين سوف تحرص من خلال زيارتها للشرق الأوسط على دفع التعاون فى مجال الطاقة وسف يكون المحور الأساسى فى المناقشات. بالإضافة إلى بناء البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار، إلى جانب دفع التعاون المستقبلى فى مجال الطاقة النووية، والطاقة الجديدة والنظيفة، والفضاء.
وتدعم الصين منذ فترة طويلة علاقاتها مع العالم العربي. حيث تعتبرها منطقة استراتيجية لإنتاج الطاقة والتجارة الدولية، واستقرار الشرق الأوسط أمر بالغ الأهمية للاقتصاد العالمى، وبالطبع لمصالح الصين.
وأشارت الوكالة إلى أن النزاعات الجارية تهدد الاستقرار فى العالم العربى، وخطر الإرهاب يؤثر على المعنويات العالمية.
وأشار هوا لى مينج، السفير الصينى السابق لدى إيران. إلى أن هناك أمرين لم تفعلهما الصين ولن تفعلهما مطلقا الأول التدخل العسكرى، والثانى دعم طرف ضد آخر.
وأضاف أن الصين تسعى للحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الدول فى الشرق الأوسط، وبذل الجهود لإنهاء الصراعات والتوصل إلى اتفاقات سلام.
وذكرت وكالة أنباء رويترز، على لسان دبلوماسى صينى بارز أن بكين، تعتزم الإبقاء على موقف متوازن بشأن النزاعات فى الشرق الأوسط.
وأشار نائب وزير الخارجية الصينى تشانج مينج، إلى أن التوترات فى الشرق الأوسط تمتد إلى أجزاء أخرى من العالم ولا يمكن تحقيق التنمية وسط هذه الاضطرابات.
وأضاف أن الصين تدعم بقوة دول المنطقة لاستكشاف مسار التنمية، الذى يتناسب مع ظروفها الوطنية.
وفى الوقت الذى تعتمد فيه الصين على المنطقة من أجل البترول، تميل إلى ترك دبلوماسية الشرق الأوسط إلى أربعة أعضاء دائمين آخرين فى مجلس الأمن الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا.
لكنها تسعى للحصول على المزيد من المشاركة، لا سيما فى سوريا، حيث استضافت بكين، الشهر الماضى اجتماعا ضم مسئولين كبار من النظام السورى والمعارضة سعيا إلى التوصل لحل سياسى للأزمة.
وتتزامن زيارة الرئيس الصينيى مع رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، بعد سنوات من العزلة حيث تعد الصين أكبر عميل للبترول الإيرانى، ولدى الدولتين علاقات وثيقة فى جميع المجالات.
وقالت شينخوا أن إيران ستكون جزءا أساسيا من مبادرة طريق الحرير لتطوير العلاقات التجارية والنقل عبر آسيا وما وراءها.
وأضافت الوكالة أنه فى مرحلة ما بعد العقوبات، يمكن لإيران أن تحدث تطورا سريعا، ولكنها لا تزال بحاجة إلى الاستثمار الأجنبى، والدعم التكنولوجى، وتحديثات البنية التحتية.
وأشارت إلى وجود إمكانية كبيرة أثناء زيارة الرئيس إلى دفع التعاون فى مجالات البنية التحتية والسكك الحديدية عالية السرعة والغاز الطبيعى وخطوط أنابيب البترول.
وأبدت الصين رغبتها فى إثراء وتعميق، التعاون الشامل مع الدول العربية، وحماية السلام والاستقرار والتنمية فى المنطقة من خلال استغلال علاقتها القوية بالدول الثلاث.
وفى الوقت الذى تخوض فيه المملكة العربية السعودية، وإيران، فصلا جديدا من العراك الطائفى سوف تكون فرصة نادرة للصين لدعوتهما إلى الهدوء وضبط النفس.
وأكدت بكين تكرارا التزامها بالسلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط والحل السياسى للقضايا الإقليمية الساخنة، حيث تستعد للعب دور فاعل وبناء داخل المنطقة.