يقدم هوانج ويمين، مدير صندوق التحوط الذى حققت رهاناته على العقود الآجلة للأسهم الصينية عائدات بنسبة 2600% العام الماضى، نصيحة للمستثمرين فى 2016: “بيعوا أسهمكم الآن قبل فوات الأوان”.
وقال هوانج، الذى افتتح صندوق «يورونج» فى 2014، إن مؤشر «شنجهاى» الصينى قد يتراجع بنسبة 15% فى الربع الأول من العام الجارى، نتيجة تباطؤ الاقتصاد، وهروب التدفقات الرأسمالية التى قد يغذيها ضعف اليوان، ورغم أنه يستفيد من الرهانات المستقبلية المتشائمة ويستغل المزيد من الخسائر، فإنه ينصح المستثمر العادى فى الأسهم الصينية بأن يتحول إلى النقدية.
وقال هوانج، العصامى الذى يدير أصولاً بقيمة تزيد على 100 مليون يوان (15 مليون دولار) فى صندوق التحوط وحسابات منفصلة للعملاء، لوكالة أنباء «بلومبيرج»: “أنا لست متفائلاً بشأن العام الجارى، ونصيحتى أن تحملوا النقدية وتنتظروا وتراقبوا”.
ويبدو أن الكثيرين من المستثمرين فى الصين والبالغ عددهم 99 مليون مستثمر يفعلون ذلك بالضبط، نظراً لتقلص أحجام التداول فى بورصة الأسهم الصينية البالغة قيمتها 5.6 تريليون دولار إلى أدنى مستوى فى ثلاثة أشهر الأسبوع الماضى، بينما هبط الاستثمار فى العقود الآجلة على الأسهم بنسبة 99% من يونيو.
وصعد نجم هوانج فى قطاع التحوط الصينى، الذى عانى لمواكبة التأرجح الأكثر عنفاً فى الأسعار العام الماضى منذ 1997، واضطر أكثر من 700 صندوق لتصفية استثماراتهم قبل آجالها فى 2015، والتراجع العام الجارى بنسبة 18% فى مؤشر شنجهاى، ترك العديد منهم على حافة الإغلاق.
وقالت شركة “شينزن روجزى” للاستشارات الاستثمارية، إن أكثر من 12% من صناديق التحوط الصينية شهدت تراجعاً فى صافى قيم أصولها أجبرها على تصفية أعمالها.
وكان صندوق “يورونج” أفضل أداء فى العام الماضى بين 310 من الصناديق الآجلة الصينية الأخرى التى تتبعها مؤسسة “شنتشن رونغ تشى”، وكان هذا الصندوق اقرب منافس لـ “هوانغ” محققاً عائدات أكثر من ألف فى المائة، فى حين تكبد أكثر من خُمس منافسيه خسائر، وذلك وفقاً لمؤسسة “شنتشن رونغ تشى”، التى تجمع بيانات الأداء مباشرة من المؤسسات المالية التى تحتفظ صناديقها بحسابات التداول الخاصة لضمان مدى صحتها.
وكان على “هوانغ”، أن يتمتع بالمهارة لكسب المزيد من الأرباح العام الماضى، وكان متفائلاً فى النصف الأول من العام ذاته، عبر الاستثمار لأجل طويل فى الأسهم والعقود الآجلة للأسهم تزامناً مع ارتفاع مؤشر شنغهاى المركب إلى أعلى مستوياته منذ سبعة أعوام، وبعد تقليل نسبة المخاطرة لدى حصته فى مايو، كان رهانه على السوق فى النصف الثانى من شهر يونيو مع تراجع الأسهم.
وأضافت الوكالة، أنه عندما زادت حالة التقلب فى نهاية هذا الشهر، تحول “هوانغ” للمراهنات الربحية على المدى القصير، وأضاف فى مقابلة مع وكالة أنباء بلومبيرج الأسبوع الماضى من ولاية فوجيان الجنوبية الصينية أن المراهنة على المدى القصير بالنسبة لشركة “إيفربرايت” للأوراق المالية، التى باعها فى اليوم التالى، على سبيل المثال، حققت عائداً بنسبة 11% فى 30 يونيو بعدما سجل السوق موجة صعود قصيرة.
ومع تحركات “هوانغ” بالدخول والخروج من السوق خلال الشهرين الماضيين، نفذ واحدة من الرهانات الأكثر ربحية فى أواخر أغسطس بعد استعداد الأسهم الآجلة لتكبد خسائر قبيل تراجع مؤشر شنغهاى المركب بنسبة تصل إلى 25% على مدى أسبوعين فقط.
وقال هوانغ، الذى أصبح مستثمراً متفرغاً فى عام 2006 بعد أن تخلى عن أنشطته فى الشركة المملوكة للدولة، “إن الأمر أشبه بركوب الأمواج، وعليك أن تعتاد اعتلاء أعلى الأمواج”.
مضاعفة الأرباح
وبجانب التوقيت المناسب، ضاعف هوانج الأرباح من خلال استخدام الرفع المالى فى تداول العقود الآجلة للأسهم، والمقصود به شراء أو بيع العقود الآجلة من خلال إيداع مبدئى فى شركة السمسرة، والذى يعادل جزءاً من قيمة الأوراق المالية التى سيتداولها، ثم البيع والشراء بمضاعفات قيمة الإيداع حسبما يتفق المستثمر والشركة، وهذا يعنى أن أى تغير حتى لو بسيط فى الأسعار يمكن أن يؤدى إلى أرباح – أو خسائر كبيرة لحامل المشتق المالى.
ويرى “هوانغ”، أن سوق الأسهم الصينية تعرض لضغوط هذا العام جراء التباطؤ الاقتصادى والزيادة المحتملة فى معروض الأسهم الجديدة.
وتراجع نمو الناتج المحلى الإجمالى إلى 6.9% فى عام 2015، وهى أضعف وتيرة نمو منذ عام 1990، حيث تشير تقديرات إلى أن حوالى تريليون دولار من رؤوس الأموال هربت خارج البلاد فى العام الماضى، وحقق اليوان أكبر انخفاض سنوى له منذ عقدين، وعلى الرغم من خفض أسعار الفائدة من قبل البنك المركزى الصينى 6 مرات، أظهرت أحدث المؤشرات الاقتصادية خلال شهر ديسمبر أن النمو لايزال يتباطأ.
وأضاف “هوانغ” فى إسقاطه على حالة التباطؤ، أنه “عند إضافة الكثير من الماء البارد فى وعاء، فإن الحطب الذى لدينا بالتأكيد لن يسعنا إشعاله بما فيه الكفاية”.
علامات التعافى
وفى ظل انتظار 660 شركة صينية لبيع أسهمها من خلال طروحات أولية للجمهور، قال هوانج إن المعروض الإضافى قد يحول الصناديق عن الأسهم الحالية، وسيكون تأثير ذلك أكبر إذا مضى صناع السياسة قدماً فى تطبيق خطط نظم التسجيل، والتى قد تقلل قدرة الحكومة على التحكم فى وتيرة الطروحات.
كما أن هناك علامات على أن الأسهم الصينية تستعد للارتفاع، فقد كان مؤشر القوة النسبية فى بورصة “شنجهاى” عند 33 نقطة يوم الجمعة الماضية، أى بالقرب من حد الـ30 نقطة الذى يعتبره المتداولون علامة على التعافى.
وقالت “بلومبيرج”، إن التدخل الحكومى فى السوق، جعل الأمور أصعب على هوانج الذى اضطر إلى تقليص استثماراته العام القادم خاصة فى العقود المتراجعة، بعدما قامت السلطات بحمله على ما رأته مضاربات مفرطة فى سوق العقود الآجلة للأسهم، وتوعدت بملاحقة البائعين “الخبيثين” على المكشوف.
مستثمرون شاكرون
وتقول كاى تشونجيو، عاملة متقاعدة من معهد الإلكترونيات فى شنجهاى، والتى اتبعت توصيات هوانج فى مجموعات المحادثات على الإنترنت، إنها حققت عائدات بنسبة 300% العام الماضى بفضله، وقالت كاى البالغة من العمر 55 عاماً، إنه دائماً يفهم الأمور بطريقة صحيحة فيما يتعلق باتجاه السوق.
وتعد كاى واحدة من أكثر من 90 معجباً بهوانج والذين سافروا إلى المدينة الساحلية التى يقطن بها للحصول على نصائح التداول وتوقعاته بشأن السوق فى ديسمبر الماضى.
