قال تقرير اقتصادي كويتي متخصص, أن تراجع اسعار النفط في الاسواق العالمية جاء في ظل مجموعة من العوامل اهمها وفرة الانتاج وتزايد المخزون وتراجع نمو الأسواق الناشئة المرتبطة بالصين إلى جانب قوة الدولار الأمريكي.
واوضح التقرير الصادر عن بنك الكويت الوطني اليوم الاثنين, ان الأسعار قد بدأت بالتعافي نوعا ما بحلول نهاية الشهر لاسيما مع ارتفاع سعر مزيج برنت بواقع 24 في المئة ليصل إلى 34 دولارا للبرميل متأثرا بمباحثات روسيا ومنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حول خفض الانتاج.
واشار الى ان الأسواق استمرت بتسجيل تراجعات مع الدخول في العام الجديد لتصل أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ 12 عاما في يناير حيث تراجع سعر مزيج برنت ليصل إلى 8ر27 دولارا للبرميل في ال20 من يناير وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر من عام 2003.
ولفت التقرير وفقا لوكالة انباء الشرق الاوسط, الى انه وعلى الرغم من الانتعاش الذي شهدته الأسعار في نهاية شهر يناير مازالت ثقة الأسواق في تراجع عاكسة بذلك صلب المشكلة التي تواجهها أسواق النفط والمتمثلة في استمرار وفرة الانتاج.
وبين انه قد يتأخر التأثير الإيجابي على الأسعار نتيجة التراجع الذي تتوقعه وكالة الطاقة الدولية في الانتاج من خارج منظمة أوبك في 2016 بواقع 600 ألف برميل يوميا لحين عام 2017 على أقل تقدير لاسيما مع رفع الحظر والعقوبات عن إيران مؤخرا وتطلعها لإضافة ما لا يقل عن 500 ألف برميل يوميا للأسواق بحلول منتصف العام الجاري.
وتوقع التقرير أن يتراجع نمو الطلب العالمي بمتوسطه للمدى الطويل البالغ 2ر1 مليون برميل يوميا في عام 2016 بعد بلوغه أعلى مستوى له منذ خمس سنوات عند 8ر1 مليون برميل يوميا في عام 2015 وذلك وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
وافاد ببدء التأثير الايجابي لتدني الاسعار على مستوى الطلب بينما ساهم دفء فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية في كبح الانتعاش الذي عادة ما يشهده الطلب (لغرض وقود التدفئة) كما تراجعت الأوضاع الاقتصادية الكلية في بعض الأسواق الناشئة والدول المصدرة للسلع كالصين والبرازيل وروسيا.
وعن النفط الصخري الامريكي قال انه تراجع خلال عام 2016 ما قد يساهم في إعادة توازن الفارق بين الانتاج والطلب مشيرا الى ان انتاج النفط العالمي ارتفع بواقع 6ر2 مليون برميل نفط في 2015 بعد أن سجل زيادات بواقع 4ر2 مليون برميل يوميا في عام 2014.
واوضح التقرير ان الأسواق تترقب عام مليئ بالتقلبات اذ “تحيط التساؤلات بردة فعل أوبك بشأن الانتاج بما فيها الانتاج الإضافي الذي ستقدمه إيران للأسواق ومدى تأثر انتاج الدول من خارج أوبك بتراجع الأسعار”.
ورغم وجود احتمال بارتفاع الأسعار في ظل الظروف السابق ذكرها دعا الى اهمية عدم إغفال حقيقة مفادها أن أسعار النفط قد بلغت أدنى مستوى لها خلال شهر يناير الماضي.








