ناقشت الجلسة الأولى فى مؤتمر اتحاد المحاسبين والمراجعين العرب دور المحاسبة المالية فى دعم وتشجيع تدفق الاستثمارات الأجنبية بين الدول المختلفة، مبرهنة بأن اللغة المشتركة التى تجمع بين معايير المحاسبة قادرة على توحيد الفهم لجميع الجهات العالمية، ما سيدعم من توافق الأنظمة فى الدول.
وتساءل شريف سامى، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية ومدير الجلسة عن كيفية خلق الاستثمارات من خلال مبادئ المحاسبة، وقال محمد صالح العبيلان رئيس مجلس إدارة هيئة المحاسبة والمراجعة لدول مجلس التعاون الخليجى، إن ضعف الرقابة على الاستثمار ساهم فى تأخر الاستثمار العربى، لافتا إلى أنه على الرغم من ذلك فإن إجمالى استثمارات المملكة العربية السعودية الأجنبية بلغت 600 مليار دولار فى عام 2013 وكانت تطبق المعايير السعودية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمستثمر الأجنبى فإن المعايير الدولية هى الحاكمة.
قال إن الواقع يشير إلى أن العالم العربى لديه من المهنية لتحقيق الاستثمارات وتدفقها إلى الدول العربية ولكن لابد من انتشار الوعى لمهنة المحاسبة والمراجعة، قائلا «كلى مرارة بأن العالم العربى مازال لديه ضعف لاحترام مهنة المحاسبة وتطبيق معايير المهنة، وأن اتحاد المحاسبين العرب عليه مسئولية تفعيل رأى المحاسب القانونى».
أشار إلى ضرورة تمتع المحاسب والمراجع المالى باحترافية خاصة أنها مازالت لا توازى المهن الأخرى، مضيفا أن معظم الشركات الأوروبية تستثمر فى دول الخليج العربى.
وقال محمد حديد ممثل الاتحاد الدولى لخبراء المحاسبة الناطقين بالفرنسية، إن المحاسبة تساعد على تشجيع الاستثمار لأنها تلعب دوراً مهماً فى صياغة القوانين المتعلقة بالاستثمار ومساعدة المستثمرين متخذى القرار لضخ أموال فى أى دولة لأن المحاسب المالى على معرفة بكل ما يتعارض مع مصلحة متخذى القرار بالاستثمار.
تابع أن مهنة المحاسبة تساعد على جذب الاستثمارات من خلال دورها فى التدقيق من المعلومات لأنها تعتمد على معلومات مالية تتطابق مع مصلحة متخذى القرار، مشيرا إلى أن الاتحاد العربى للمحاسبة يمكن أن يساهم فى فهم المعلومة التى يتم استخدامها لإنشاء معلومة محاسبية موحدة.
من جانبه، قال ماسوم تركر الرئيس التنفيذى لـ(FCM)، ومسئول عن اتحاد المحاسبين فى منطقة المتوسط، إن المحاسبة هى لغة أنشطة الأعمال وهى لغة دولية، مشيرا إلى ضرورة التزام المحاسب بأخلاقيات المهنة خاصة أن هناك معايير دولية وأخلاقية يجب أن يمارسها المحاسب.
أكد ضرورة الحفاظ على المعاملات الصغيرة والمتوسطة وتكريس اهتمام لها، لافتا إلى أن اتحاد المحاسبين فى دول المتوسط أنشأ لجنة لنشر إرشادات خاصة للمعاملات المتوسطة والصغيرة ودليلاً للمراجعة بجانب الإفصاح عن نموذج لقياس الجودة للشركات الصغيرة والمتوسطة.
أضاف أنه منذ عام 2000 ومرورا بالأزمات العالمية، قرر المحاسبون والمراجعون الحفاظ على ثقة الأفراد المتعاملين، مطالباً بإنشاء مجلس فى أوروبا لوجود لوائح خاصة.
قال أشرف العربى عضو البرلمان المصرى إن الاستثمار فى مصر بدأ يظهر فى السبعينات وواجه فى فترة من الفترات صعوبة متأثراً بعدم توحيد لغة المعايير المحاسبية، مشيرا إلى أن عقبة تعامل المستثمر مع اختلاف الأنظمة المالية فى الدول كانت تعانى منها مصر فى السابق.
أوضح أن الدولة المصرية حاولت أن توحد المعايير المحاسبية إلى أن أصبح لدينا جمعية للمراجعين ما أحدث طفرة فى الاقتصاد المصرى لأنه ساعد الكثير من المستثمرين على معرفة الأنظمة المالية فى الدولة وأصبح لدى المحاسب القدرة على قراءة التقارير المختلفة وتسهيل على تدفق الاستثمار الأجنبى المباشر.
تابع أن الوضع تطور فى مصر بعد ذلك إلى أن عمل مراقبى الحسابات على تقوية العلاقة مع المساهمين وأصحاب المصلحة لحل بعض الخلافات، لافتا إلى أن اللغة التى اختلقها المحاسبون باتت اللغة التى تجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
أكد أن مصر استطاعت فى فترة من الفترات أن تحقق قيمة سوقية لتعاملات البورصة تساوى تقريباً ناتجها المحلى الإجمالى، ما يعنى تميز مراقبى الحسابات بالعلم الكافى للوصول إلى هذه النتيجة.
أضاف العربى أن تقرير «DOING BUSINESS» الذى يصدره البنك الدولى عن بيئة الأعمال فى مصر مؤشر جيد، لافتا إلى أن مصر كانت لديها مجموعة من الأفكار لتحسين بيئة العمل من خلال تحصيل الضرائب والمراقبين للتأمينات الاجتماعية لتقليص عدد مرات التحصيل.
وأشار إلى أن التقرير يوضح لمصر ولباقى الدول بأنها على خط سباق ويجب أن تستعد له مع بداية كل عام لتعلو فى الترتيب مقارنة بالدول الأخرى.
قال فيكسون نكوب الرئيس التنفيذى للاتحاد الأفريقى للمحاسبين إن الاتحاد الأفريقى منظمة تجمع كل منظمات المحاسبة فى أفريقيا، مطالبا مصر بسرعة الانضمام لعضوية الاتحاد.
أضاف أن مهنة المحاسبة هى التى تترجم أنشطة الأعمال إلى لغة يفهمها الجميع وأن مهنة المحاسبة أعطت إلى المستثمرين اللغة التى تطمئنهم أن أموالهم فى أمان، لافتا إلى أن أحد الأدوات التى تشجع مهنة المحاسبة هى الإنترنت.
أكد أن المحاسب يوفر المعلومات للحكومات لأنها تتحدث بلغة عابرة للحدود وغرضها التواصل مع العالم لازدهار الاستثمارات.
أشار إلى ضروة أن يعمل المراجع لتقديم النصح إلى السلطات العامة بصرف النظر عن المهنة، مؤكد أن المحاسب يجب أن يكون الناصح الأمين وأن يراجع فقط القوانين السارية بالبلد الذى يعمل فيه.
قال محمد حمود الهاجرى رئيس شرف الاتحاد وعضو المجلس الأعلى للبترول فى الكويت إن السياسة فرقت العالم العربى ولكن حان وقت توحيده بلغة المحاسبة.
أكد أن هناك دوراً على المنظمات المهنية المحلية أن تلعبه فى نشر الوعى بأهمية دور المحاسب فى التشجيع على الاستثمار.
وفى مداخلة لنعيم الخورى رئيس اتحاد المحاسبين العرب سابقاً ورئيس اتحاد المحاسبين فى الأردن قال إن الاستثمار مرتبط بالبيئة العامة بجانب العناصر الأخرى قائلا «لكن فى اعتقادى أن أهم بيئة هى البيئة المحاسبية».
أشار الخورى إلى ضرورة التركيز على البيئة المحاسبية فى الوطن العربى وتوحيد اتباع المعايير الدولية، لافتا إلى أنه إذا لم نستطع أن نتحد سياسيا فإننا نستطيع أن نتحد محاسبياً وأن المعايير الدولية تستطيع أن توحد الدول العربية.
أكد أنه فى البيئة العربية السليمة يجب التأكد من عمل المدققين وأن المحاسبة هى اللغة التى يفهمها جميع الأطراف فى العالم، مؤكدا على أهمية القوانين حيث إن هناك دولاً عربية لم تتغير القوانين التجارية بها منذ الخمسينات.
وقال مهند خالد الشريك التنفيذى فى «BDO» فى مداخلة له إن المستثمر الراغب فى ضخ أمواله فى أى دولة يلجأ فى المقام الأول إلى المحاسب القانونى، مشيرا إلى أهمية دور المحاسب فى الاستشارة المالية وتقييم الأداء إلا أنه ليس من حقه التدخل فى اتخاذ القرار للمسئولين فى الدولة.
ولفتت هدى مسعد العضوة فى إدارة المشاركة المجتمعية بإدارة التعليم إلى ضرورة تفعيل القوانين التجارية لإتاحة البيانات ودعم الشفافية، مطالبة باهتمام الكيان النقابى (نقابة التجاريين) بمهنية المحاسبين والمراجعين لأنها تضم كل العناصر الأخرى.
أشار محمد المعتز شريك بمكتب برايس ووتر هاوس كوبرز وعضو مجلس إدارة جمعية المحاسبين والمراجعين المصريين إلى ضرورة تطوير أطر تكوين الشركات لتفعيل قانون المهنة بالأساس.
وقدم كامل صالح الشريك التنفيذى فى مكتب ديلويت للمحاسبة مداخلة قائلا إن «مراقبى الحسابات لديه علم شديد ويستطيع أن يقدم الخدمات الاستشارية».
