دولة تواجه إرهاب ومشاكل اقتصادية.
دولة تواجه صعوبات في التعليم والصحة والنقل وارتفاع الأسعار والتضخم.
دولة قتل أحد القائمون على الامن فيها منذ أيام سائق لخلافهما على مقابل التوصيل ويستشهد على حدودها كل يوم العشرات دون ان نعرف مصير من قتلوهم او حتى ما الخطوات التي سيتم تفعيلها للحفاظ على من سيذهبون بديلا لهم في الأيام القادمة. دولة تخسر يوما بعد يوم أكثر مما تكسب.
بعد كل هذا يحاكم أحد مبدعيها ويعاقب بقضاء عامين في السجن بتهمة خدش الحياء.. إذا هي لا تستحي.
القصة عن روائي شاب هو احمد ناجي حجازي الروائي والصحفي بجريدة اخبار الادب، نشر ناجي في 3 أغسطس 2014 أحد فصول روايته “استخدام الحياة ” ضمن عدد جريدة اخبار الادب الصادر في هذا اليوم بعد موافقة رئيس التحرير على النشر. ليفاجأ بشخص يقاضيه بتهمة بخدش حيائه لتستمر القضية في المحكمة طوال هذه المدة ما بين تحقيقات ومداولات حتى حكمت في يناير الماضي ببراءة ناجي نافيه عنه أي جريمة جنائية. وعلى الرغم من حالة القبول الذي سادت الوسط الثقافي بعد الحكم. طعنت النيابة على الحكم مرة اخري حتى حكم علي ناجي يوم السبت 20 فبراير 2016 بالسجن سنتين وجاءفي أسباب الحكم ان السبب هو نشر المتهم مادة كتابية نفث فيها شهوة فانية، ولذة زائلة، وأجر عقله وقلمه لتوجه خبيث حمل انتهاكًا لحرمة الآداب العامة وحسن الأخلاق والإغراء بالعهر خروجًا على عاطفة الحياء، وعن المثل العامة المصطلح عليها فولدت سفاحًا مشاهد صورت اجتماع الجنسين جهرة”
ليتضح للجميع ان هناك هلع ينتشر في كل المجتمع يحاول ان يسكت الجميع يحاول ان يجعل الخوف هو المسيطر الأكبر على كل من يجرب التفكير، وكل من يحاول أن يبدع او حتى يتخيل او كما يقول ناجي في “روايته”:
“لكني كنت تعلمت من تجاربي السابقة الكثير، في زمن كهذا الزمن لم يكن مسموحا بالوقوع في الحب بتلك السهولة، او الاستسلام لأشعة شمس الرومانسية حينما يعمي وهجها عينيك، والا فاحقر ميكروباص يعبر الطريق سيتكفل بدهسك وانت مكانك معمي من الحب. من يعبرون عن مشاعرهم في هذه المدينة حتى لو كانت متبادلة كان مصيرهم السخرية، او النظر إليهم كمصابين بالقذف السريع، لا يمكن الثقة في ردود افعالهم، يجب ان تكون مثل الكائنات الميتة الباردة المحيطة بك في المدن. يقولون هنا ” كل كما تشاء، لكن عبر عن مشاعرك كما يريد الاخرون ” – احمد ناجي – عن رواية ” استخدام الحياة
كاتب المقال : صحفي ومؤلف روائي








