بعض المهاجرين الأفارقة يفضّلون الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط فى قوارب واهية، والبعض الآخر يأخذ رحلة أقل خطراً وأرخص ثمناً إلى حد ما، متوجهين إلى الأضواء الساطعة فى جنوب أفريقيا.
وذكرت مجلة «ذا إيكونوميست»، أن نسبة البطالة فى جنوب أفريقيا، قد تكون صادمة، حيث بلغت 34%، ولكن لا يزال هناك الكثير من الفرص لأولئك الذين هم على استعداد للعمل بجد.
وغالباً ما يميل المهاجرون من ملاوي، وموزمبيق، للعمل فى حدائق الضواحى الخضراء، ويسعى الصوماليون لتشغيل المتاجر الصغيرة، والمعروفة باسم محلات «سبازا».
ويعمل المهاجرون من زيمبابوي، الذين عادة ما يكونون أفضل تعليماً من نظرائهم فى جنوب أفريقيا، كمحاسبين فى الشركات، بل ويعملون مهندسى تعدين إذا تعذر على السكان المحليين ذلك.
ونقلت المجلة، أن جنوب أفريقيا، تبدو موطناً مستقراً ومزدهراً للعديد من الأفارقة، بل هى أيضاً نقطة انطلاق محتملة لباقى الأجزاء من العالم.
وأشارت المجلة إلى أن الوصول إلى جنوب أفريقيا، ليس أمراً سهلاً، فالكثير يصل إلى هذا البلد على مراحل، وقد يتم القبض عليه، ويتم حبسه فى بعض الأوقات.
وعلى حدود جنوب أفريقيا، مع زيمبابوي، ينبغى على المهاجرين عبور الأنهار التى تكثر بها التماسيح، والتى تعرّض حياتهم للخطر.
ويتعرض المهاجرون إلى جنوب أفريقيا، لبعض من أعظم الأخطار، وفى العام الماضى قتل سبعة أشخاص فى سلسلة من أعمال العنف المعادية للأجانب، وربما يكون العدد الحقيقى أعلى من ذلك بكثير، وفرّ آلاف المهاجرين من بيوتهم وأعمالهم.
وزادت أعمال العنف ضد المهاجرين فى جنوب أفريقيا فى الآونة الأخيرة؛ بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتم عمل حملات عليهم، حيث تم القبض على أكثر من 15 ألف مهاجر، وتم ترحيلهم فى حملة حكومية.
وانتشرت كراهية الأجانب فى جنوب أفريقيا، منذ عام 1994، عندما أدى سقوط نظام الفصل العنصرى إلى تدفق المهاجرين السود من مختلف أنحاء القارة.
وأوضحت المجلة البريطانية، أن حكومة جنوب أفريقيا لا تشّجع الهجرة، على الرغم من نقص المهارات المحلية، من خلال تشديد الرقابة على الحدود والقوانين.
وأضافت أن الحكومة تنظر إلى الأجانب وكأنهم ينافسون السكان المحليين بدلاً من استغلال مواهبهم فى الوظائف النادرة لتعزيز الاقتصاد.
وحصلت جنوب أفريقيا بين عامى 2008 و2012 على 778 ألف طلب لجوء، فى نظام بطيء وينضح بالفساد.
وغالباً ما يعمل المهاجرون فى القطاع غير الرسمي، أو يمارسون المهن المختلفة التى يتخلى عنها السكان المحليون.
وأصبحت جوهانسبرج أكبر مدن جنوب أفريقيا، والمبنية على مناجم الذهب والعمالة المهاجرة، مدينة عالمية. ولكن الانتخابات المحلية يمكن أن تكون حافزاً لمزيد من تفريغ الأجانب العام الجارى.