قررت شركة “فايزر” العالمية لتصنيع الأدوية التخلى عن صفقة الاستحواذ على «ألرغن» الأيرلندية بقيمة 160 مليار دولار، التى كانت تعتبر أكبر صفقة الاستحواذ فى التاريخ.
وقالت صحيفة الفاينانشيال تايمز إن التراجع جاء بعد بدء إدارة أوباما خطوات جديدة لوضع حد لمثل تلك الصفقات التى تنم عن مناورات تحايلية للتهرب الضريبى، وهو الأسلوب الذى تتبعه الشركات الأمريكية لتأسيس أنشطتها بولايات قضائية ذات نظم ضريبية منخفضة.
وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية إن قرار إنهاء أكبر صفقة استحواذ فى التاريخ، والتى كانت تهدف فى المقام الأول إلى التهرب الضريبى، يعد انتصارًا ساحقًا من قبل البيت الأبيض، بعدما خابت مساعيه السابقة للتصدى لمثل تلك الأساليب التحايلية.
ونقلت الصحيفة عن أحد مصادرها أن مجلس إدارة شركة «فايزر» قد صوت بأغلبيته لصالح إنهاء الصفقة بعدما أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قواعد اتضح جليًا أنها تستهدف اتفاق الاستحواذ مع «ألرغن» للأدوية، وأضاف مصدر آخر أنه من المقرر أن توضح كلتا الشركتين اليوم الأربعاء أسباب إنهاء الاتفاق.
وأضافت الصحيفة أن القواعد الجديدة لوزارة الخزانة الأمريكية جعلت خطوة نقل شركة الأدوية الأمريكية إلى أيرلندا، حيث يقع مقر «ألرغن»، أقل ربحًا، لأن من شأنها أن تقلص تمامًا المنافع الضريبية التى تعقب عادة نقل الشركات نشاط أعمالها لمناطق أخرى.
وكانت شركة «فايزر» تعتزم تجنب دفع ضرائبها الأمريكية على نحو أكثر من 128 مليار دولار من حجم أرباحها الخارجية، وستضطر لدفع غرامة خرق اتفاق بحوالى 400 مليون دولار نتيجة لفسخ الصفقة مع «ألرغن» الأيرلندية.
وأكدت القواعد الجديدة بوضوح أن الأصول الخارجية التى يتم شراؤها من قبل أى شركة أمريكية فى غضون ثلاث سنوات من تاريخ توقيع آخر عملية استحواذ لن يُعتد بها كليًا من جانب سلطات الضرائب لمنح المزيد من المزايا الضريبية، أضف إلى ذلك أن القواعد ذاتها تفرض على المساهمين بشركة «فايزر» أن يستحوذوا على نحو 80% من أصول الشركة الجديدة، وهو ما يتجاوز عتبة الـ 60% والتى كان بموجبها تحظى الشركات المبرمة لعمليات الاستحواذ والاندماج على مزايا ضريبية إضافية.
وأوضحت الصحيفة أن تحركات وزارة الخزانة الأمريكية لكبح جماح صفقات الاستحواذ ستكون لها آثار بعيدة المدى، كما أنها مثلت انتكاسة واضحة للبنوك الاستثمارية، والتى كانت تستعد لجنى 350 مليون دولار، باعتبارها أكبر رسوم من صفقة استحواذ واحدة.
وجاءت تلك التحركات ضربة قاضية لايان ريد، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذى لشركة «فايزر»، والذى باءت جميع محاولاته بالفشل فى الهروب من قبضة سلطات الضرائب الأمريكية، بعدما رُفضت سابقًا عروض استحواذه على كل من شركتى «أسترا زينيكا»، و«جلاكسو سميث كلاين» البريطانيتين فضلاً عن «فاليانت» الكندية للصناعات الدوائية.








