المتعبون فقط من يرتادون المطارات.. أحدهم جاء للسفر على متن رحلة سياحية للراحة من عناء العمل، وآخر يحمل حقيبة أمتعته بحثاً عن الرزق بعد أن ذاق الأمرين بين ضلوع وطنه، وثالث حمل حول خصره حزاماً ناسفاً ليتخلص من بؤسه إلى الأبد فوق السحاب، وكلها فى النهاية مخاطر أعمال.
فعلى جانب، تتنافس الدول فى بناء مطارات توفر الرحة لركابها المتعبين، فتستثمر الأموال فى بناء صالات ركاب أوسع مزودة بتكنولوجيا أفضل لإنهاء الإجراءات فى أسرع وقت للدخول أو الخروج.
وعلى جانب مختلف، تنفق دول المليارات بناء على نصيحة الخبراء الأمنيين لتشديد الإجراءات لمنع تسلل شخص عبر المطار لخطف طائرة أو تفجيرها، وعلى هذا الطريق سارعت شركات التكنولوجيا خطى السباق لابتكار أحدث الأجهزة للكشف المبكر عن قاتل محتمل ربما يعمل هو نفسه داخل المطار وتلك مشكلة أخري.
ما غاب عن التقارير التى تناولها هذا الملف أن الخيار الأمنى العالمى مرتبط بتحقيق العدالة والسلام للبشرية من المحيط إلى الميحط، فتحرير الأراضى الفلسطينية يضمن ألا تخطف مجموعة مثل مجموعة عام 1968 لجذب الانتباه لقضيتهم التى أهملها العالم المتقدم. وتخلى الغرب عن دعم حاكم مستبد يضمن الا تنفجر طائرة فوق قرية لوكربى الأسكتلندية اخرى المسئول عنها نظام معمر القذافى الراحل عام 1988. واستغلال ثروات شعوب الشرق الاوسط لصالح شعوبها يضمن الا يتسلل فقراء اللاجئين الحانقون على الغرب الذى احتل ونهب اراضيهم ومازال الى احياء المهاجرين قبل التسلل الى مطار بروكسل عاصمة الاتحاد الاوروبى بهدف التفجير.
الملف التالى يرصد الصراع فى عالم بيزنس المطارت ومخاطر الأمن المحدقة به.