ساهم تزايد تفضيل المستهلكين لأجهزة الآى فون الأقل سعرا فى تراجع كبير فى أرباح “آبل” الفصلية مقارنة بتوقعات وول ستريت، وفق الأرقام التى نشرت فى وقت متأخر أمس الثلاثاء.
وأوردت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن هذا التراجع تسبب فى أول هبوط فى الإيرادات فى 13 عاما، وأضاف إلى مخاوف المستثمرين بأن أكبر شركة تكنولوجيا فى العالم سوف تجد العودة إلى مسار النمو القوى أمرا صعبا جراء تشبع سوق الهواتف الذكية.
وقال “آبل” إنها حققت إيرادات بقيمة 50.6 مليار دولار فى الثلاثة أشهر الأولى من العام الجاري، مسجلة تراجعا بنسبة 13% مقارنة بنفس الربع العام الماضى، كما هبطت حصة السهم من الأرباح بنسبة 18% إلى 1.90 دولار، فى حين توقع وول ستريت 2 دولار للسهم، وإيرادات بقيمة 52 مليار دولار.
وامتدت آثار خيبة الأمل من الأرقام عبر أسعار الأسهم، وانخفض سهم آبل بنسبة 7.9% فى ساعات ما بعد التداول إلى 96.10 دولار، كما هبطت اسهم الموردين الآسيويين، ما أدى إلى تراجع أسواق الأسهم فى الدول التى تعتمد على الشركات التكنولوجية مثل كوريا الجنوبية، وتايوان، واليابان.
وتراجعت أسهم شركة “هون هاى” المورد لآبل والمدرجة فى بورصة تايوان بنسبة 0.6% إلى 79.70 دولار تايوانى فى التداولات الآسيوية الصباحية.
وبخلاف التراجع فى إيرادات الربع الأول، أصدرت آبل توقعات أكثر قتامة مما توقعه المستثمرون بشأن الربع الجارى، حيث توقعت ان تتراوح إيراداتها إلى ما بين 41 و43 مليار دولار، مقارنة مع تقديرات معظم المحللين عند 47 مليار دولار.
ومع ذلك، فقد قالت الشركة إن ذلك يرجع جزئيا إلى ضبط المخزون الذى يتكلف 2 مليار دولار، كما أوضحت ان الطلب النهائى على اجهزة الآى فون لا يزال أقوى من التوقعات.
ورغم تراجع سعر السهم، رفض المدير التنفيذى لآبل، تيم كوك، أى إشارات بأن سوق الهواتف الذكية العالمى وصل إلى نقطة التحول العكسى فى المسار، وبأن فترة النمو التاريخية للشركة وصلت إلى نهايتها، وبدلا من ذلك، ألقى اللوم فى تباطء سوق الهواتف الذكية على ضعف مؤقت فى الاحوال الاقتصادية الكلية، وتوقع ان تنتعش الأمور مجددا.
وقال كوك فى مكالمة هاتفية مع المحللين: “سوف يمضى هذا الامر أيضا”، مضيفا أن آبل واثقة من أن السوق وخاصة آبل سوف تنمو مجددا.
وقالت آبل إنها باعت حوالى 51.2 مليون جهاز آى فون فى الفترة المنتهية فى 26 مارس، بانخفاض قدره 10 ملايين جهاز عن نفس الفترة العام الماضي، ما سجل اول انخفاض سنوى فى المبيعات فى تاريخ الجهاز الذى يرجع لتسع سنوات.
ورغم ان مبيعات الأجهزة تجاوزت توقعات المحللين، فإن سعر البيع كان أقل، ما أدى إلى خيبة الأمل فى الإيرادات، وبيعت هواتف الآى فون خلال هذه الفترة بقيمة 642 دولارا لكل هاتف فى المتوسط، بانخفاض من 691 دولارا فى الثلاثة أشهر السابقة.
ومثلت المبيعات فى الصين بشكل خاص نقطة سوداء، حيث تراجعت الإيرادات إلى 12.5 مليار دولار، وقالت “آبل” إن ذلك يعود بقدر كبير إلى تباطؤ المبيعات فى هونج كونج، حيث تسبب تراجع السياحة فى المنطقة فى الإضرارا بالمبيعات هناك.
وانخفضت المبيعات داخل الصين بنسبة 11%، بعدما قفزت العام السابق بنسبة 81%.








