إقبال كبير على سيارات الشباب والأجهزة الحكومية رغم طرحها منتجات مستوردة
50 % تراجعاً فى مبيعات المحلات المحيطة خاصة اللحوم والدواجن
أذواق المستهلكين تختلف. . وتدنى مستويات المعيشة يدفعهم إلى المستورد
تسبب انتشار العربات المتنقلة لبيع المنتجات الغذائية فى خفض نحو 50% من مبيعات المحال المقربة منها، خاصة بعد ارتفاع الأسعار فى هذه المحال الفترة الماضية لأكثر من سبب يأتى فى مقدمتها ارتفاع الدولار، الذى تسبب فى زيادة تكلفة الإنتاج.
وتشهد الأسواق إقبالاً كثيفاً للمواطنين على السيارات المتنقلة لبيع المنتجات الغذائية، ويقدمها جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، ووزارة التموين، والزراعة، ومشروعات الشباب بالإضافة إلى بعض الشركات الخاصة.
وتوفر السيارات المتنقلة المنتجات الغذائية من “اللحوم، والدجاج، ومنتجات الألبان” بأسعار أرخص من الأسواق بنسب تتراوح بين 15% و 45% ، وهو ما أدى إلى إقبال المواطنين عليها.
جولة «البورصة»
وفى جولة لـ«البورصة» لمراقبة أسعار المنتجات الغذائية داخل أسواق محافظة القاهرة، وجدت أن اللحوم البلدية تتراوح بين 75 و85 جنيهاً للكيلو، بينما تتراوح المستوردة بين 38 و42 جنيهاً.
ويتجه جزء من المستهلكين نحو المنتجات الغذائية بناءً على مدى الاهتمام بالجودة وتفضل المحال رغم ارتفاع أسعارها، بينما يتجه نسبة كبيرة منهم لشراء اللحوم المستوردة من السيارات المتنقلة نظراً لانخفاض أسعارها.
مناقشة سيارات «الوطنية»
ورصدت «البورصة»، بعض السيارات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة وأخرى لا تتبع الجيش ولكنها تحمل عبارات مثل «مزارع وطنية، و6 أكتوبر وطنية، ومنتجات وطنية».
وقال مسئولو سيارات الخدمة الوطنية، إن اللحوم بلدية بنسبة 100% وتذبح بالطريقة الشرعية فى مجازر القوات المسلحة.
وأضاف أحد المسئولين عن سيارة متنقلة فى منطقة ناهيا، أن القوات المسلحة تمتلك مزارع تربية للاستخدام الخاص، وتطرح كميات كبيرة منها فى الأسواق.
وارتفعت أسعار منتجات القوات المسلحة بمتوسط %8 خلال 45 يوماً، لتصعد اللحوم من 36 جنيه مطلع ابريل الماضي إلى 39 جنيهاً للكيلو مطلع مايو الحالى، كما ارتفعت أسعار الدواجن لتصل إلى 16 جنيهاً والسمك الفيليه إلى 19 جنيهاً، ويبلغ سعر مغلفات الكفتة أو الكبدة أو الزبدة 36 جنيهاً للكيلو.
وأفاد المسئول عن سيارة متنقلة تابعة للقوات المسلحة بمنطقة رمسيس، أن ارتفاع أسعار اللحوم الفترة السابقة جاء نتيجة ارتفاع أسعار المجزر، مؤكداً أن بائعى منتجات القوات المسلحة ملتزمون بالأسعار ولا يعلمون شيئاً عن تغير أسعارها.
سيارات الشباب
قال أحمد مصطفى، أحد بائعى عربات الشباب، إن القوات المسلحة تقول إن لحومها بلدية لجذب المواطنين، لكن انخفاض أسعارها عن 40 جنيهاً للكيلو دليل قوى أنها مستوردة.
وأضاف أن السيارات الخاصة بالشباب تبيع نفس منتجات القوات المسلحة، لكن الوضع الحالى فى مصر يدفع المواطنين إلى الإقبال عليهم أكثر من السيارات الأخرى.
وأوضح أحمد سعيد، صاحب سيارة تابعة للشباب فى سوق إحدى المناطق الشعبية، أن سيارات الشباب تسعى للمنافسة من خلال خفض الأسعار وبالتالى تراجع هامش الربحية.
وفى العربات المنتشرة بالأسواق، تتراوح أسعار اللحوم المجمدة بين 38 و42 جنيهاً، أدناها الهندية وأقصاها البرازيلية، والكندوز بين 40 و42 جنيهاً، والبتلو بين 45 و47 جنيهاً، الكبدة بين 32 و40 جنيهاً، والسجق والكفتة البلدى 35 جنيهاً، شاورمة اللحم بين 44 و50 جنيهاً، والسوسيس بين 32 و35 جنيهاً والبرجر بين 20 و25 جنيهاً، وعن الدواجن، يبلغ سعر كيلو الفراخ الصافى 25 جنيهاً، وكيلو و200 جرام 30 جنيهاً، والبانيه بسعر 44 جنيهاً، والوراك 24 جنيهاً.
ويبلغ الشيش طاووك 45 جنيهاً والبط المسكوفى الأسود 25 جنيهاً، والبلدى 34 جنيهاً، والوراك الرومى 25 جنيهاً.
وقال أحمد أبومحمد، مسئول عن سيارة فى مشروع الشباب بمنطقة بولاق، إنه يعمل مهندساً زراعياً ويملك المشروع الشبابى للسيارات المتنقلة المبردة فى ضوء شروط الحكومة أن يتقدم الشباب بأعمار تتراوح من 25 إلى 45 عاماً، وأن يكونوا من ذوى المؤهلات المتوسطة كحد أدنى.
وأضاف أن هناك مئات العربات المتنقلة فى المحافظات التى وفرتها الدولة للشباب من قبل الصندوق الاجتماعى بداية العام الحالي، للعمل فى منافذ سلعية متنقلة لبيع المنتجات الغذائية.
وتوقع البائعين على السيارت المتنقلة للشباب ارتفاع الأسعار خلال شهر رمضان المقبل.
وأشاروا إلى أن سيارات الشباب، تعمل تحت إشراف الطب البيطرى، فيما تتبع سيارات وزارة الزراعة مركز البحوث الزراعية.
وتتواجد سيارات الشباب ووزارة الزراعة والتموين صباح كل يوم حتى منتصف اليوم، بينما سيارات القوات المسلحة بدءاً من عصر كل يوم حتى الساعة التاسعة مساء لطرح منتجاتها.
على الصعيد الآخر
كشف أصحاب محال الجزارة بالقرب من السيارات المتنقلة عن تأثر مبيعاتهم من اللحوم البلدية، الفترة الماضية بنسبة لا تقل عن 50%.
قال محروس عبدالسلام، صاحب محل جزارة بسوق ناهيا بمنطقة بولاق الدكرور، إن المحل تأثر سلباً منذ ظهور السيارات المتنقلة، مشيراً إلى أن مبيعات الجزارة هبطت 100 إلى 50 كيلو جرام يومياً، بعد انتشار السيارات المتنقلة.
وأشار إلى أن اللحوم المطروحة فى سيارات القوات المسلحة ليست بلدية، والدليل أن ارتفاع أسعار اللحوم لديها يتزامن مع ارتفاع أسعار صرف الدولار مقابل الجنيه.
وأضاف عبدالسلام، أن المحال اضطرت لخفض أسعارها لمنافسة تلك العربات، ليهبط بسعر الكيلو من 70 إلى 60 جنيهاً.
وقال محمد صالح، صاحب جزارة بالجيزة، إن مبيعاته انخفضت 48% الفترة الماضية من 150 إلى 80 كيلو يومياً.
وأوضح أن السيارات المتنقلة تبيع اللحوم المستوردة من البرازيل وأوكرانيا وإثيوبيا والهند، ولا تخضع لإشراف الطب البيطرى ولا توجد عليها أختام وزارة الصحة ولا حتى مباحث التموين، ما يعرضها لعملية الغش.
ولفت إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحية «قائم» بنحو 1.5 جنيه لكل كيلو، لترتفع من 34 جنيهاً إلى 35.5 جنيه، نتيجة الزيادة التى طرأت على أسعار العلف بالتزامن مع زيادة سعر الدولار، ورغم ذلك لم ترتفع أسعار اللحوم فى السوق بسبب تلك السيارات المتنقلة، مشيراً إلى أن أسعار لحوم الكندوز البلدية فى المحال لم تتخط 78 جنيهاً.
وقال عرفة كامل، صاحب محل جزارة، إن الأسعار لم تتغير منذ ظهور تلك العربات، وإن اوضاع محال الجزارة لم تتأثر إطلاقاً، مشيراً إلى أن زبائن اللحوم البلدية تختلف عن المستوردة.
استطلاع رأى «المستهلكين»
واستطلعت «البورصة» آراء المستهلكين، وأكدوا أن الأكثرية تتجه نحو سيارات القوات المسلحة، تليها المتنقلة التابعة لوزارة الزراعة، بينما يختلف الأمر بالنسبة لسيارات الشباب كلية.
قالت إحدى السيدات في السوق، إنها تفضل منتجات الخدمة الوطنية، لجودتها وانخفاض أسعارها، وتتردد على سيارات الشباب بصورة عشوائية.
وقالت إحدى ربات البيوت المقبلة على سيارات الشباب، إن منتجاتها أقل جودة، وأن فئة كبيرة من المواطنين لم تتردد عليها أكثر من مرة.
بينما قالت إحدى الزبائن المقبلة على محال الجزارة، إنها اشترت اللحوم المستوردة من السيارات، مؤكدة أنها لم تكن بمستوى الجودة المطلوب، لذا لم ترتادها مرة أخرى.
وقال زبون آخر، إن انخفاض مستوى المعيشة يحملنا على خفض كميات الاستهلاك الشهرية، لكنه لم يجعلنا نستخدم منتجات ردئية الجودة على الإطلاق.