تقول وكالة أنباء «بلومبرج» إنه بعدما انغلق أحد أبواب تحويل الجنيه المصرى إلى دولار، يحاول المستثمرون فتح باب آخر.
وازدهرت تداولات أسهم «إى إف جى هيرميس» بالخارج خلال الثلاثة أشهر الأخيرة، نظراً لأن المؤسسات المتعطشة للعملة الصعبة تشترى أسهم البنك الاستثمارى محليا بالجنيه المصرى وتبيعها فى لندن للحصول على الدولار، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة للدولار وندرة الخيارات بعدما وصلت تداولات مشابهة لأكبر بنك مدرج بالبورصة المصرية لحدها الأقصى.
وأوضحت الوكالة أن المستثمرين يتحملون خسارة نسبتها حوالى 30% من عملية شراء الأسهم محلياً وبيعها فى لندن.
وقال خالد درويش، مدير تنفيذى فى «سى آى كابيتال» لإدارة الأصول فى القاهرة، إن الشركات متعددة الجنسيات تحاول جاهدة الحصول على ملايين الدولارات سواء لشراء المواد الخام أو إرسال الأرباح إلى مواطنها، موضحاً أن تحويل أسهم «إى إف جى هيرميس» أحد الحلول رغم ارتفاع تكلفته.
وأضاف أن الطريقة الوحيدة للتخلص من هذه الضغوط هى أن تسمح مصر لآليات السوق بالعمل وأن تعوم الجنيه، مؤكداً أن أى شىء أقل من ذلك لن يكون له نتائج إيجابية.
وأصبح شراء أسهم «إى إف جى هيرميس» محليا وبيعها فى لندن كشهادات إيداع دولية وسيلة أكثر شيوعا للحصول على الدولار بعدما وصلت تعاملات مماثلة فى أسهم البنك التجارى الدولى للحدود القصوى التى تحددها التنظيمات، وبموجب القواعد المصرية، لا يجب أن تتعدى حصة شهادات الإيداع الدولية ثلث إجمالى أسهم الشركة.
وقال جان بول بيجات، خبير اقتصادى فى بنك إمارات دبى الوطني: «دائما ما يجد الناس طريقة للتحايل على الضوابط الرأسمالية حتى وإن كانت بتكلفة عالية عليهم، والمشكلة ليست فى الأموال التى تخرج من الدولة، وإنما فى نقص الأموال الداخلة».
وأوضح أن أول خطوات التعافى فى مصر هى السماح لسعر الصرف بالذهاب إلى مستوى يشعر المستثمرون بأنه معقول فيبدأون فى الاستثمار مجددا.
ورغم أن الحكومة المصرية خفضت الجنيه بنسبة 12% فى السوق الرسمى العام الجارى، وهو ما يعد أكبر تخفيض فى الشرق الأوسط بعد تخفيض الريال اليمنى، فقد تراجع الجنيه فى السوق السوداء بنسبة 33% وفقاً للمسح الأسبوعى الذى تجريه بلومبرج على متداولى العملة.
وبلغ متوسط حجم تداول أسهم «إى إف جى هيرميس» فى لندن يوميا حوالى 600 ألف دولار الربع الجاري، وهو حجم تداولات أعلى ثلاث مرات مقارنة بنفس الفترة العام الماضي.
ووفقا لبيانات البورصة المصرية، يوجد 14 شركة مصرية لديها برامج شهادات إيداع دولية، ومعظم أسهم هذه الشركات قد يمر عليها أيام وأسابيع دون أن تشهد عملية تداول واحدة.
وعلاوة على ذلك، أعلنت 4 شركات أخرى وهى مدينة نصر للإسكان، وبايونيرز القابضة، وبلتون المالية، والعربية للصناعات الغذائية «دومتى»، عن خطط لبدء برامج شهادات الإيداع الدولية.
وبدأت شركة «دومتى» بالفعل تداول تلك الشهادات اليوم الأربعاء.