محللون: تركز السيولة فى الأسهم القيادية مؤشر سلبى على أداء السوق
31 سهماً تسجل أدنى مستويات تداولها منذ الإدراج.. و150 ورقة سعرها أقل من دولار
استمرت عمليات البيع العنيفة فى السوق المصري لليوم الثانى على التوالى من قبل المتعاملين الأجانب وسط مشتريات عنيفة للعرب، على الرغم من دور البطولة الذى لعبته أزمة توقف شركة أرامكو السعودية عن شحن المنتجات البترولية لمصر.
وأظهرت الأسهم المصرية بما فيها سهم البنك التجارى الدولى تراجعاً كبيراً فى قيمتها السوقية، إذا ما تم قياسها بالدولار لتدخل معظم الأسهم فى دائرة الخسائر.
ورغم ارتفاع البورصة خلال جلسات الأسبوع الماضى إلى مستوى 8450 نقطة والذى عادت للتصحيح منه، فإن مستويات أسعار الغالبية العظمى من أسهم السوق اتجهت للتراجع، ووصلت الخسائر ببعض الأسهم إلى مستويات تاريخية.
وسجلت أسهم أكبر خسائر لها منذ سنوات، حتى إن سهم البنك التجارى الدولى الذى يتداول، حالياً، بالقرب من قمته التاريخية يتداول عند مستوى سعرى أقل بنحو 11.5% عن سعر شراء شركة «فايرفاكس» لنسبة 6.5% من رأسمال الشركة فى شهر مايو 2014 مقوماً بالدولار، بعد ارتفاع سعره فى السوق الموازى إلى 14.75 جنيه.
وقال محللون، إن الخسائر القاسية التى منيت بها الأسهم خلال الفترة الحالية ربما تهدأ نسبياً خلال تعاملات الأربعاء بعدما وصلت أغلب مستويات الأسعار للأسهم القيادية لمستويات متدنية، ربما تغرى القوى الشرائية التى ما زالت تتمسك بآمال انتعاشة السوق.
تراجع «EGX30» بنسبة 1.57% فى ختام تداولات الثلاثاء، وقلص خسائره الصباحية ليغلق عند مستوى 8232.8 نقطة، وسط الأزمة التى تواجهها مصر بسبب وقف شركة «أرامكو» السعودية إمداداتها للمواد البترولية، خلال الشهر الجاري، وانخفض مؤشر «EGX50» متساوى الأوزان بنسبة 1.95% ليغلق عند مستوى 1302.4 نقطة.
ولفت كريم عبدالعزيز، المدير التنفيذى لصناديق الأسهم بشركة الأهلى لإدارة صناديق الاستثمار، إلى أن تعاملات البورصة المصرية الأيام الأخيرة شهدت نهماً بيعياً قوياً بعد الإعلان عن توقف إمدادات الوقود السعودى لمصر، ما فرض العديد من التساؤلات حول موقف الاتفاقيات الاقتصادية.
وأضاف: ربما تشهد الأسهم تماسكاً نسبياً خلال تعاملات الأربعاء مع محاولة إعادة اختبار مستويات 8250 نقطة، 8300 نقطة، لكن السوق لم يتمكن من الصمود لفترات طويلة دون الإعلان عن جديد المفاوضات مع صندوق النقد الدولى ومفاوضات تدبير المليارات الستة.
ولفت إلى أن السوق ليس بعيداً عن مستويات 7900 نقطة، كما أن الأسهم القيادية فى البورصة تقترب من عمليات بيع تصحيحية خلال الفترة المقبلة.
وفنياً تحفّظّ هشام حسن، مدير التحليل الفنى بشركة أكيومن للوساطة فى الأوراق المالية، على أهمية تماسك السوق نسبياً فى ختام تعاملات الأربعاء، وقال إن فرص استمرار تراجع الأسهم خلال الفترة المقبلة تبقى واردة؛ بسبب التوزيع غير المتوازن للسيولة فى جميع الأسهم الموجودة فى السوق.
وأضاف أن الفترة الحالية تشهد تركزاً للسيولة فى الأسهم القيادية، فى الوقت الذى تغيب فيه عن الأسهم المتواجدة غير مؤشر البورصة الرئيسي، مضيفاً أن موجات السوق الصاعدة على الأجل الطويل تتطلب توازناً للسيولة بين مؤشرات السوق حتى يحدث تناغم بين مؤشرات السوق كافة.
وتراجع مؤشر «EGX70» للأسهم المتوسطة بنسبة 1.2% ليغلق عند مستوى 342.9 نقطة، كما انخفض مؤشر EGX100 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.92% ليستقر عند مستوى 791.1 نقطة.
وسجل السوق قيم تداولات 677 مليون جنيه، من خلال تداول 168.5 مليون سهم، بتنفيذ 16.8 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 165 شركة مقيدة، ارتفع منها 12 سهماً، وتراجعت أسعار 109 أسهم، فى حين لم تتغير أسعار 44 سهماً أخري، ليسقر رأس المال السوقى للأسهم المقيدة عند مستوى 410.22 مليار جنيه، بخسائر سوقية 5.7 مليار جنيه.
واتجه صافى تعاملات العرب وحده نحو الشراء، مسجلاً 48.5 مليون جنيه، بنسبة استحواذ 19.9% من عمليات البيع والشراء على الأسهم، بينما اتجه صافى تعاملات المصريين والأجانب نحو البيع، مسجلاً 45.5 مليون جنيه، و2.9 مليون جنيه على التوالي، بنسبة استحواذ 46.3%، و33.7% من التداولات.
وقام الأفراد بتنفيذ 39.7% من التعاملات، متجهين نحو الشراء، باستثناء الأفراد المصريين الذين فضلوا البيع بصافى 17.4 مليون جنيه، ونفذت المؤسسات 60.3% من التداولات، متجهة نحو البيع، باستثناء المؤسسات العربية التى اتجهت نحو الشراء لتسجل صافى شرائى بقيمة 18.4 مليون جنيه.
