بعض الشركات خسائر فروق العملة بميزانياتها تتخطي رأس المال
“شارم دريمز” مهددة بتكبد خسائر تتجاوز 200 مليون جنيه خلال الربع الرابع
القروض الدولارية تمثل أكثر من %40من مديونيات العربية للأسمنت
17.4 مليار جنيه مديونيات «حديد عز» %25 منها بالدولار
مديرو الائتمان بالبنوك: أزمات الشركات فى تسديد الأقساط ستظهر خلال شهرين ونعد بمرونة التعامل
شهد الربع الرابع من العام الحالى قرار البنك المركزى بتعويم سعر الصرف فى إطار رفع يد الدولة عن دعم السلع والخدمات وتمرير التكاليف الحقيقية للمستهلكين من الأفراد والشركات لتخفيف العبء عن الموازنة العامة للدولة، إلا أن العديد من الخبراء يرون أن مؤسسات الدولة لم تكن مستعدة لخطوة التعويم بالصورة الكافية لكبح الجماح التضخمية.
ويبدو أن عدداً كبيراً من الشركات المقيدة بالبورصة المصرية تفادت الآثار السلبية للتعويم، إلا أن شركات أخرى لم تستطع النجاة وأدركها إعصار الدولار المدمر.
قالت كميلة بلبل محلل القطاع الصناعى بشركة «سيجما كابيتال»، إن شركة «حديد عز» تأتى على رأس الشركات المتضررة من التعويم فى ظل رصيد كبير من القروض بشكل عام بأسعار فائدة متغيرة فضلاً عن قروض دولارية ستسجل خسائر فروق العملة عليها ضعف قيمتها خلال الربع الرابع وحده مع ارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه بنحو %100 عن 30 سبتمبر الماضى.
أضافت بلبل: «%25 من القروض الموجودة على الشركة بالدولار ويبلغ إجمالى رصيد القروض المجمعة على الشركة وشركاتها التابعة إلى 17 مليار جنيه بنهاية الربع الثانى، قد يرتفع رصيد هذه القروض بناءً على سعر الدولار بنهاية العام الحالى بشكل كبير، إلا أن توفر الغاز الطبيعى للمصانع واستقرار الإمدادات سيلقى بظلاله على العمليات التشغيلية للشركة متوقعة أن يتم رفع القيمة العادلة للشركة خلال عمليات المراجعة المقبلة بناءً على النظرة المستقبلية طويلة الأجل».
وتأتى شركة «العربية للأسمنت» كثانى أكبر المتضررين برصيد قروض كبير يمثل الجزء الدولارى منه نحو %55 بما يعادل 53 مليون دولار، سيدفعها لتسجيل خسائر فروق عملة بنحو 400 مليون جنيه الربع الرابع وحده، فضلاً عن العمولات والفوائد.
ويرى أبوبكر إمام، رئيس قسم الأبحاث بشركة «برايم القابضة»، إن الأرباع الثلاثة المقبلة ستشهد تبايناً كبيراً فى نتائج أعمال الشركات بسبب التعويم، سيأتى على رأس الرابحون بالبورصة شركة «السويدى إليكتريك»، والتى عمدت خلال السنوات الأخيرة إلى تعديل شكل القروض من الدولار إلى العملة المحلية للجزء الأكبر منها، فى حين أن جانب كبير من إيرادات الشركة بالدولار ويبلغ الرصيد بالدولار بنهاية 30 سبتمبر نحو 460 مليون دولار ستبلغ أرباح فروق العملة عليها نحو 1.7 مليار جنيه خلال الربع الرابع وحده متأثره بالتعويم.
مضيفاً أن شركات «حديد عز»، و«وعدد كبير من الشركات السياحية ستسجل خسائر فروق عملة كبير بسبب القروض الدولارية عليها خلال الربع الرابع، فضلاً عن الأداء التشغيلى المتذبذب للعديد من الشركات، متوقعاً إعادة الاستشفاء خلال النصف الثانى من العام المقبل مع استقرار سعر الصرف وعودة السياحة وانخفاض سعر صرف الدولار عقب استقرار إمداداته.
وتعد شركة «شارم دريمز» أبرز شركات السياحة المتأثرة سلباً من التعويم، حيث يصل رصيد القروض الدولارية نحو 22 مليون دولار بنهاية الربع الثالث من العام الحالى، وبلغت خسائر فروق العملة خلال التسعة أشهر الأولى نحو 26 مليون جنيه، قد ترتفع إلى أكثر من 200 مليون جنيه خلال الربع الرابع وحده بسبب فروق العملة لتمثل الخسائر المجمعة للشركة نحو 40% من رأس المال بنهاية العام.
فيما يبلغ رصيد القروض الدولارية لشركة «الشمس بيراميدز» نحو 21.5 مليون دولار بنهاية الربع الثالث من 2016، ستسبب فى خسائر فروق عملة يصل إلى 170 مليون جنيه خلال الربع الرابع. كما تسدد الشركة 25000 دولار شهرياً مقابل أتعاب الإدارة لفندق بيراميدز الهرم.
وتعانى شركات السياحة حالياً من أزمة فى الموارد الدولارية مع تراجع أعداد السياح الأجانب الزائرين لمصر واعتمادها على السياحة الداخلية بالجنيه ما سيزيد من معاناة هذه الشركات حال استمرار الأزمة الحالية لفترة أطول. فيما ستواجه «بايونيرز القابضة» ارتفاعاً فى تكلفة الاقتراض فى ظل قروض بأسعار فائدة متغيرة تبلغ 2.2 مليار جنيه منها 1.61 مليار جنيه قروض بالعملة المحلية ونحو 71.6 مليون جنيه قروض دولارية ستسجل خسائر فروق العملة عليها أكثر من 65 مليون جنيه حال استقرار سعر الصرف حول مستوى 16.8 جنيه/ دولار بنهاية العام الحالى, فضلاً عن إلتزامات محتملة بقيمة 90 مليون درهم إماراتي مقابل الكفالات البنكية الصادرة لصالح سوق دبى وسوق أبو ظبى المالى.
ويبلغ رصيد القروض الدولارية لشركة «الوطنية لمنتجات الذرة» 26 مليون دولار بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، ستعصف بنتائج أعمال الشركة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالى، والبالغة 57.3 مليون جنيه.
قال مديرو ائتمان ببنكى مصر والعربى الأفريقى الدولى، إن ظهور أزمات أمام الشركات فى تسديد أقساط قروضها الدولارية لن يظهر قبل شهرين على الأقل.
أضافوا أن كل بنك لديه ملف خاص بكل عميل وعلى دراية بملاءة كل عميل وجديته فى السداد وبناءً عليه حال تعرض أى شركة لأزمة وطلبها أى تسهيلات مراعاة لتأثيرات التعويم، سيتم التعامل معها بمرونة إما من خلال مد فترات السداد أو تقسيم الأقساط المتفق عليها وفقاً للتسعير الجديد للدولار.
وأشاروا إلى أن البنوك قامت بعمل دراسات استباقية للعملاء المقترضين بالدولار والمعرضين لمقابلة أزمات على خلفية تعويم الجنيه. وأكدوا أن البنوك ملتزمة بعمل مخصصات من نفس عملة القرض لتجنب أى تعثرات لذا القروض الدولارية مغطاة بالكامل بالدولار وهو ما رفع قيمة المخصص مقابلة لارتفاع الدين فى نفس الوقت.