قال أستاذ الاقتصاد فى جامعة «جورج ميسون» الأمريكية والكاتب لدى وكالة أنباء «بلومبرج»، تايلر كوين، إن معظم التطورات فى باكستان إيجابية إلى حد ما.
وأوضح أنه يختار سنويا، دولة يعتقد كثيرون أنها أقل أهمية أو مبالغ فى تقدير اقتصادها حول العالم.
وشملت قائمة الفائزين السابقين ألمانيا والمكسيك.. وفى الآونة الأخيرة وقع الاختيار على الفلبين.
وأوضح كوين، أن الاختيار صعب، لأنه يقع على بلد ملىء بالأمراض الاقتصادية مع سمعة سيئة جدا، أو ربما يقع على نجم معروف بمزايا تتجاوز تقديرات الناس، مشيرا إلى أنه فى هذا العام يرى فائز واضح وهو باكستان.
وأضاف: «من الواضح أن هذا البلد ليست لديه سمعة خارجية كبيرة بعد استطلاع أجرى مؤخرا عن الدول الأكثر أفضلية، إذ وضع الأمريكيون باكستان فى المرتبة 136 من بين 144 دولة».
وقال إنه على سبيل التجربة عند كتابة كلمة «باكستان» على محرك البحث «جوجل» سنجد النتائج الاساسية قضايا متعلقة بالإرهاب أو احتمال تمديد حظر السفر من قبل الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب.
ولكن معظم التطورات فى باكستان إيجابية إلى حد ما. وعلى سبيل المثال سجل سوق الأوراق المالية أداء جيدا وارتفع 46% مقارنة بالعام الماضي.
وتراوح نمو الناتج المحلى الإجمالى فى حدود 4%، وربما يكون قد بلغ 5% فى الوقت الراهن.
وذكرت «بلومبرج» أن هذه النسبة من النمو لن تنافس أداء الصين مؤخرا لكنها كافية لوضع الاقتصاد على مسار إيجابى إلى حد ما.
وكشفت البيانات أنه منذ عام 2002 انخفض معدل الفقر إلى النصف.. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية تراجع معدل الوفيات جرّاء العمليات الإرهابية بنسبة الثلثين.
وفى الوقت الراهن تملك 47% من الأسر الباكستانية غسالة كهربائية ارتفاعا من 13% فى 1991.. وتجارة التجزئة مزدهرة بشكل عام.
وعلى وجه العموم، فإن معدلات التضخم لم تعد مشكلة فى وقت تتدارك فيه البلاد أزمة النقد الأجنبى وتعيد بناء احتياطياتها النقدية.
ورغم ارتفاع نسبة الدين إلى الناتج المحلى الإجمالى بأكثر من 60%، فقد صححت البلاد برنامج التكيف مع صندوق النقد الدولي. ويبدو أنها وصلت إلى حالة من الاستقرار المالى.
وبالمقارنة مع دولة مثل الهند، فقد أصبحت نيودلهى، واحدة من الاقتصادات الأكثر ديناميكية وسريعة النمو فى العالم.
وحتى عام 2008 كانت باكستان والهند متقاربتين فى نصيب الفرد من الدخل.. ولدى البلدان تاريخ وكثير من الثقافة المشتركة.
ومن الممكن أن يحدث تطور فى باكستان، إذ تعد الدولة التى يعيش فيها ما يقرب من 200 مليون شخص وهى سادس دولة من حيث عدد السكان فى العالم، قوة نووية. ويمكن القول إنها مفتاح السلام فى المنطقة.
وأشارت الوكالة إلى أنه لم يتوقع كثير من الناس تقدما فى باكستان فى عام 2001 وبذلك تصبح واحدة من المفاجآت السارة للغاية حول العالم.
ومن المؤكد أن مشاكل هذا البلد كبيرة ومذهلة.. فنظام تعليمه فقير وصادراته لم تحرز تقدما ويعتمد بشكل كبير على المنسوجات فى وقت تعد فيه معدلات الاستثمار غير كافية، إذ يعانى معظم أجزائه سلسلة من المشكلات المتشابكة والمتمثلة فى الطقس والمياه والجفاف.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يتحسن فيه الوضع السياسي.. ولكن لا يزال بعيدا عن المثالية.
فالدولة لا تقع فى جزء هادئ من العالم، وإنما هناك كثير من الحديث عن استفادتها من مبادرة «طريق الحرير» بقيادة الصين.
ولأن لكل مشكلة حل، فإن الخبر السار هو وجود مصدر آخر من النمو المحتمل. فسويسرا لا تملك نفس الإمكانات لتحسين نفسها لأن البلد بالفعل جميل جدا ومنظم بشكل جيد.
ومن البلدان التى تستحق مزيدا من الأهمية أكثر من تقديرات الناس سريلانكا، فى وقت تنافس فيه إيران بقوة داخل هذه القائمة كما هو الحال فى المملكة العربية السعودية لو اقتنع كثير من الناس أن البلاد متجهة نحو الإفلاس.
ولكن الدولة التى لم تحصد المركز الأول فى المنافسة، ولكن لديها ما يكفى للحصول على الجائزة، هى الولايات المتحدة التى تشهد هذه الأيام كثيرا من التغطية الإعلامية السلبية.
فحتى الآن، لا تزال معظم نقاط القوة التقليدية للاقتصاد الأمريكى سليمة. ويتجلى ذلك بوضوح من خلال استمرار ارتفاع مستوى أسعار الأسهم.