110 ملايين دولار صادرات مستهدفة للقطاع العام الجارى بزيادة 10%
«الشوبكى»: استخدام الزراعات العضوية يضاعف قيمة الصادرات ويفتح أسواقًا جديدة
تتمتع النباتات الطبيبة والعطرية المصرية، بسمعة جيدة فى الاسواق العالمية، رغم ضعف مساهتمها كقطاع فى حجم التبادل التجارى العالمى من تلك المنتجات.
وبلغت الصادرات المصرية من النباتات الطبيبة والعطرية 100 مليون دولار العام الماضي، من إجمالى 60 مليار دولار (حجم صادرات القطاع عالمياً).
وتوقع خبراء زراعين ومصدرين، نمو القطاع بنسبة كبيرة الفترة المقبلة، فى ظل توفر كافة مقومات الزراعة والصناعة، وأنه ينقصه فقط آليات التسويق الفعالة والتوسع فى الزراعات العضوية.
وتقدر المساحات المنزرعة من النباتات الطبية والعطرية فى مصر نحو 80 ألف فدان فقط، تتركز أغلبها فى محافظات الوجه القبلى (المنيا، وبنى سويف، وأسيوط، والفيوم، وسيناء).
وقال وائل غيث، رئيس محطة شمال سيناء التابعة لمركز بحوث الصحراء، إن مجال النباتات الطبية والعطرية يمتلك كل المقومات الرئيسية لدخول السوق الأوروبية، وينقصه فقط آليات التسويق الفعالة.
وأضاف أن الصحارى تمثل 93% من مساحة مصر الإجمالية، وهى بيئة مثالية لنمو النباتات الطبية والعطرية بحكم طبيعتها الجافة، لكن جهل المزارعين بالممارسات الزراعية السليمة يخفض فرص المنتج المصرى فى المنافسة عالمياً.
وأضاف أن محافظة شمال سيناء بها انواع نادرة من النباتات العطرية، بعضها انقرض والآخر أوشك على الانقراض، ما دفع المركز لإنشاء بنك الجينات للبذور النادرة لحفظها لمدة تتجاوز 50 عاماً، على أمل إعادة زراعتها مرة أخرى والاستفادة من تميزنا فيها.
وأرجع اجتناب المزارعين للتصدير الى ضعف قدرتهم التسويقية، ولجؤهم الدائم للبحث عن وسطاء للتصدير ما يؤدى الى انخفاض هوامش ربحيتهم.
واشار إلى ان تفتت الحيازات الزراعية بين صغار المزارعين يحد قدرتهم على التسويق ما دفع مركز بحوث الصحراء لتكوين روابط تجمعهم، لتحسين إنتاجية المساحات المزروعة، وتسويق إنتاجها وتشجيع الزراعة العضوية.
وطالب غيث، وزارة الزراعة بتوعية المزراعين بالاهتمام بالنباتات البرية المقاومة للاَفات فى المحاصيل الزراعية، كما هو الحال فى حلايب وشلاتين.
وقال فاروق الشوبكى، رئيس جمعية منتجى ومصدرى النباتات الطية والعطرية، إن تكلفة الإنتاج العضوى للنباتات الطبية والعطرية مرتفعة، لكنها تتمتع بهوامش ربحية مرتفعة، خاصة ان الاتحاد الأوروبى يعتبرها مواد طبية.
ويعد السوق الأوروبى اكبر مستورد للنباتات الطبية والعطرية، خاصة دول ألمانيا وبولندا، يليه السوق الأمريكى ثم الخليج العربى.
وأوضح الشوبكى أن 80% من صادرات القطاع تحققها 10 شركات على الأكثر، وأن 90% من النباتات الطبية والعطرية المسجلة عضوياً توجه للتصدير.
وأوصى الشوبكى، بإنشاء وحدات تعقيم صغيرة فى المحافظات المنتجة لتوسيع دوائر المصدرين، وتنقية النباتات من الحمل الميكروبى، لافتاً إلى وجود مصنع واحد لتعقيم النباتات بالبخار فى السادس من اكتوبر.
وقال إن مصنع التعقيم الذى بدأ تشغيله عام 2006 خفض تكلفة تطهير النباتات نحو 50%، خاصة أنها فى السابق كانت تُرسل إلى تركيا ويُعاد تعبئتها وتغلفتها وتُصدر منها إلى الأسواق العالمية بتعريفة جمركية مرتفعة، ما كان يؤثر سلباً على معدلات نمو صادرات القطاع.
وحدد الشوبكى 3 تحديات تواجه القطاع فى مقدمتها سوء التجفيف، والجهل بأليات التسويق والتعبئة والتغليف، وعدم معرفة المزارعين بالأسعار العالمية وتكلفة الإنتاج، ما يجعل الوسطاء يحققون الاستفادة الأكبر من التصدير.
وتوقع أن تتجاوز صادرات النباتات العطرية 112 مليون دولار العام الجارى مقابل 100 مليون دولار العام الماضى بنمو 12%.
وتوجه 42% من الصادرات المصرية لدول أوروبا الغربية، و33% لأمريكا الشمالية والوسطى، و17% للدول العربية و3% لدول آسيا، و2.7 لأمريكا الجنوبية و1.3% لأستراليا، و1% فقط لدول أفريقيا
وذكر أن انخفاض تكلفة العمالة، والمناخ المتميز، والموقع الجغرافى الذى يربط مصر بقارات العالم الخمس والاتفاقات الدولية الموقعة عليها، تعطى الصادرات المصرية مزايا كبيرة، فى مقدمتها الإعفاء الجمركى، فضلاً عن تميزها فى بعض المحاصيل، فى مقدمتها البردقوش والبابوننج والشمر والريحان.
وقال: إن أقدمية مساهمة مصر فى تجارة الأعشاب عالمياً تعطيها ميزة تنافسية، يجب تدعيمها بزراعات عضوية عالية الجودة.
وقال عبدالرحمن حراز، رئيس مجلس إدارة شركة حراز للأعشاب، إن الشركة تعتمد على التواجد فى المعارض الدولية لبناء صورة ذهنية لعلامتها التجارية والتعرف على تطورات القطاع من حيث الجودة والأسعار.
وأضاف أن صغار المصدرين غير الملتزمين بالجودة، يقدمون أسعارا تصديرية لا تتناسب مع تكلفة المنتج، قائلاً: «رغم أن المُستورد يبحث عن الجودة إلا أنه يضغط على المصدرين بعروض الأسعار الزهيدة».
وتتضمن صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية منتجات الكمون، والكراوية، والبردقوش، والشمر، والبابوننج، والريحان، وتأتى مصر فى المرتبة الأولى عالميًا فى صادرات زيت العطر الفاخر (40% من حجم التجارة)، تليها الصين وإندونيسيا ثم الولايات المتحدة الأمريكية.
واوضح «حراز» أن زيوت الجوجوبا وحبة البركة الأكثر رواجاً فى البلاد الأوروبية والعربية، وأن المنافسة مع دول شرق آسيا والأرجنتين فى تصدير تلك المنتجات شرسة لثبات تكلفتهم، ما يجعلهم أكثر قدرة على إعطاء أسعار تنافسية أفضل من مصر.
وقال عمرو أبودوح، العضو المنتدب للشركة الدولية للصناعات الغذائية، إن إجراءات وزارة الزراعة المشددة تعيق استيراد بذور النباتات الطبية المطلوبة عالمياً، ما يجعل التوسع فى زراعتها صعب، ويضطر الشركات الاعتماد على البذور المحلية.
وأوضح أن الشركات فى حالة تقديم طلب للوزارة باحتياجاتها من البذور لزراعة مساحة معينة، تشترط قيام لجان خاصة بشراء عينات منها وتجربتها ومعرفة مدى ملاءمتها للأرض وعدم وجود أضرار منها، وهو أمر جيد، لكنه يأخذ سنوات للانتهاء منه.
وتابع: «فى حالة موافقة الوزارة على الاستيراد فإنها تقيد الشركة بكميات محددة، متطابقة مع دراساتها لاحتياجات الأراضى من البذور، رغم أن تلك الدراسات لا تتوافق مع الدراسات الحديثة العالمية، ما يجعل الشركات تلجأ للبيع المحلى».
وأضاف أبودوح أن استصلاح الأراضى الصحراوية السبيل الوحيد للتخلص من متبقيات المبيدات الناتجة عن تلوث التربة، لكن ندرة المياه وصعوبة إجراءات ترفيقها عائق كبير أمام اللجوء إليها.