الاتجاه إلى الدول المستقرة سياسيا كدبي وتركيا بدلا من مصر ولبنان
تسبب ارتفاع أسعار العقارات في السوق القطري في تحويل بوصلة المواطنين إلى الاستثمار في شراء العقارات بالخارج، والاستفادة من ارتفاع سعر صرف الريال القطري مقابل الدولار.
يأتي ذلك بعدما دفعت الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة المواطنين للاتجاه إلى شراء العقارات في الدول التي يتوفر فيها الاستقرار السياسي قبل المستوى المرتفع من العوائد العقارية، ما فتح الباب أمام دخول القطريين أسواق العقارات في تركيا ودبي والبوسنة وجورجيا بجانب الأسواق التقليدية، بدلًا من مصر ولبنان وسوريا.
وأشار مشاركون في معرض سيتي سكيب قطر، الذي انتهت فعالياته الأربعاء الماضي، إلى أن الاستثمار العقاري في تركيا يحقق عوائد بين 7% و15% سنويًا.
ودفعت حالة عدم اليقين والتباطؤ الاقتصادي العالمي والاضطرابات الجيوسياسية أسعار العقارات في بعض الدول لمستويات مغرية بالشراء، ولاسيما في ظل سهولة الحصول على قروض وتسهيلات تمويلية محلية، مما أدى إلى دخول شريحة جديدة من الأفراد لقطاع الاستثمار العقاري.
ويعد القطاع العقاري أفضل وعاء للثروة، وأدت الاضطرابات السياسية في الدول المجاورة وتباطؤ النمو العالمي إلى تراجع قيم الأصول العقارية في عدة دول بالمنطقة وجعلها فرصة للشراء والاستثمار، مما ينبئ بتحقيق عوائد مجزية على الاستثمار بها.
وعلى المستوى المحلي، قال مراقبون إن الطلب على العقارات تراجع وسط تصحيح سعري، بعدما شهدت أسعار العقارات موجة ارتفاعات متتالية بالتزامن مع النمو السكاني وتحسن البيئة التشغيلية وارتفاع الإنفاق الحكومي الرأسمالي على المشاريع التنموية الكبرى، والتي يأتي في القلب منها المشروعات الخاصة باستضافة كأس العالم 2022 .
الأطر القانونية
أكد طلال جمعة منصوري، مسئول الاستثمار بشركة «رتاج» للتطوير العقاري، أن القطريين انفتحت شهيتهم على التوسع في مجال الاستثمار العقاري، ويفضلون الاستثمار في المناطق اللوجستية ومدينة لوسيل.
وشدد على أهمية معرفة المواطنين للأبعاد القانونية والأسس المنظمة للاستثمار العقاري في الخارج، وأخذ الضمانات الكافية، لافتًا إلى أن الاستثمار الخارجي ولاسيما في دول جورجيا والبوسنة لا يحتاج إلى رأس مال كبير بعكس السوق المحلي.
عقارات لندن
قال وسام أبوحلا مدير المبيعات الدولية في شركة كلاتونز للبيع العقاري في لندن، إن القطاع العقاري في لندن يعتبر أحد أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار، وخصوصا للقطريين الراغبين في اقتناص فرص استثمارية جيدة.
وقدر عائد الاستثمار العقاري في لندن بنحو 8% سنويًا، ويصل إلى 20% في وسط لندن بسبب ارتفاع حجم الطلب على الشراء والتأجير.
وبحسب الخبير العقاري بشركة المملكة الخليجية لإدارة المشاريع، بهاء أبوعليان، يتوقف العائد علي نوعية العقار وموقعة ونشاطه، حيث يعد العائد على العقارات التجارية هو الأعلى، يليه السكني ثم الفندقي الذي يمر بمرحلة ركود حاليًا.
وأشار إلى السوق العقاري في قطر يحقق عائدات سنوية تتراوح نسبتها بين 8% إلى 10%، ما يعد أعلى مستوى من العائدات الصافية على الاستثمار العقاري قياساً بباقي الأسواق المجاورة، حيث لا يتجاوز العائد في أفضل المدن الأخرى 5%.
وأشار إلى أن نجاح الاستثمار العقاري في أي دولة لا يقاس بمتوسط العائد، بل ينبغي النظر إلى العديد من العوامل المهمة الأخرى، كالاستدامة الاقتصادية المرتبطة بحالة الأمن والشفافية والحوكمة وآفاق التطور والازدهار.
تركيا
رصدت مدير المبيعات في شركة EMS YAPI التركية، سنام أراوغلو، إقبالا متزايدا من المواطنين والمستثمرين القطريين تجاة شراء العقارات التركية.
وأضافت أن الاستثمار في العقارات التركية يتميز بحاجته إلى رأس مال محدود وعوائدة القياسية، حيث يمكن برأسمال يبلغ نحو 80 ألف ريال قطري الاستثمار في بعض العقارات في تركيا مع تحقيق عوائد جيدة تصل إلى 15% سنويا.
أيمن عبد الحفيظ