واشنطن تسعى لاستعادة مكانتها الرائدة لأول مرة منذ 3 سنوات ومصر عامل النجاح
احتدمت حدة المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا للسيطرة على سوق صادرات القمح العالمى، بعد أن تراجعت روسيا، مؤخراً، وعادت الولايات المتحدة بدعم من ضعف الدولار.
وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أنه من السخرية أن يرفع التحقيق الذى أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالى فى العلاقات بين مساعدى الرئيس دونالد ترامب وروسيا حصة الولايات المتحدة فى السوق جزئياً.
وأضافت الوكالة، أن هذا التحقيق أضعف الدولار الأمريكى، وجعل الحبوب الأمريكية أرخص للمشترين فى الخارج، وهذا يساعد الولايات المتحدة على استعادة مكانتها كأكبر مصدر للقمح فى العالم للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات، وانتزاع اللقب من روسيا.
وأشارت الوكالة إلى أن المنافسة من أجل قيادة صادرات القمح العالمية دائماً ما تكون مشتعلة؛ حيث يقوم الموردون بما فى ذلك الولايات المتحدة وروسيا وكندا بالمناورات لأجل السيطرة.
وكان الشاحنون الأمريكيون فى وضع صعب بعد عدة سنوات من التراجع، ولكن الآن مع انخفاض قيمة الدولار، أصبحت الإمدادات الأمريكية رخيصة بما فيه الكفاية، وهو ما دفع مصر أكبر مستورد للقمح فى العالم لشراء شحنتين فى مناقصة الأسبوع الماضى.
وأوضحت الوكالة، أن هذه المناقصة كانت أول عملية شراء من هذا القبيل فى غضون عامين، وتظهر كيف أصبحت الحبوب الأمريكية أكثر قدرةً على المنافسة حتى مع ارتفاع تكاليف الشحن.
وقال مات كونيلى، محلل الحبوب لدى شركة «هايتور» فى شيكاغو، إن الفوز بمناقصة توريد القمح الأسبوع الماضى يجعل الولايات المتحدة تستجمع قواها فى السوق من جديد.
وأضاف أننا لا نعرف ما إذا كانت مصر ستعاود شراء القمح من الولايات المتحدة باستمرار، ولكن إذا فعلت ذلك وأصبحت واشنطن مدرجة فى المناقصة القادمة فينبغى عليها أن تخبر السوق بأننا هنا لأجل البقاء.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية، إن الولايات المتحدة سوف تقوم بشحن 28.2 مليون طن مترى من القمح فى الموسم الجارى الذى أوشك على الانتهاء بزيادة 34% على العام الأسبق، وهذا من شأنه دفع مبيعات البلاد فى الخارج لتتجاوز بذلك منافستها الشرسة روسيا التى من المتوقع أن تقوم بتصدير 28 مليون طن هذا الموسم، إضافة إلى أن ارتفاع قيمة اليورو وندرة المحاصيل يجعلان الإمدادات من الاتحاد الأوروبى أقل قدرة على المنافسة.
وكشفت البيانات، أن الولايات المتحدة باعت 115 ألف طن إلى الحكومة المصرية الأسبوع الماضى، وشحنت أيضاً حوالى 612 ألف طن إلى الجزائر الموسم الجارى، وهى الأسواق التى غالباً ما تهيمن عليها أوروبا ومنطقة البحر الأسود.
جاء ذلك فى الوقت الذى حفزت فيه الصين، أيضاً، عمليات الطلب، ولكن مازالت المكسيك واليابان السوقين الرئيسيين للولايات المتحدة.
وذكرت الوكالة، أن الموردين الأمريكيين قد لا ينعمون بالصدارة لفترة طويلة؛ حيث من المحتمل أن تمتلك الدول فى منطقة البحر الأسود محاصيل جيدة فى الموسم المحلى الذى يبدأ فى يوليو، فى حين زرعت الولايات المتحدة أصغر منطقة شتوية للقمح فى أكثر من قرن من الزمان.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يثير فيه الطقس البارد والرطب مخاوف بشأن نوعية المحاصيل الشتوية فى الولايات المتحدة التى بدأت حصادها وفقاً لما ذكره بنك «رابوبانك» العالمية.
وأفادت الوكالة بأن الولايات المتحدة قد تحتفظ بميزة التغلب على القمح الأوروبى؛ بسبب مكاسب اليورو والطقس الجاف الذى يضر بمحصول الموسم المقبل فى إسبانيا وفرنسا.
وقال ستيفان فوجيل، رئيس بحوث السلع الزراعية لدى «رابوبنك» فى لندن، «أعتقد أن الصادرات الأوروبية لن تصل مرة أخرى إلى إمكاناتها الكاملة مقارنة بالسنوات السابقة عندما كان لدينا صادرات يقارب حجمها 30 مليون طن».
ولكن رغم أن شركات الشحن الأمريكية قد هيمنت أخيراً على السوق المصرى، فإن مبيعاتها ليست سوى جزء صغير من إجمالى 3.94 مليون طن التى قدمتها روسيا والمليون طن الذى استوردته من رومانيا هذا الموسم وفقاً للبيانات التى جمعتها بلومبرج.
وقال «كونيلى»، إن سيطرة الولايات المتحدة لن تكون مثل منطقة البحر الأسود. مضيفاً لا أعتقد أننا سنكون قريبين من ذلك، لكن إذا تمكنا من المشاركة، فهذا يعد بياناً قوياً لسوق الصادرات العالمى.