%40 من إجمالى التمويلات وفرتها المدفوعات الإلكترونية خلال 2016
عشم: التقنية الجديدة تهدد بقاء أسواق المال ونعمل على منتج جديد يخدم الشمول المالى
عيسى: أدخلنا تقنية «بلوك تشاين» لتسريع المعاملات وضمان عائد حتى 60% للعملاء
تزايد استخدام التقنيات المالية الجديدة مايعرف بالـ «Financial Tecnology»، ويصاحبها الـ «بلوك تشين» لتمويل المشروعات فى ضوء عقبات التمويل التقليدية، مما يهدد الأخيرة بتقليص حصتها ودورها فى الأسواق المالية.
ووفقاً لبنك الاستثمار «فاينانشيال تكنولوجى بارتنرز» وفرت التعاملات النقدية الإلكترونية مايقرب من 40% من إجمالى حجم التمويلات خلال العام الماضى 2016، بواقع 36 مليار دولار، بينما وفرت طرق التمويل التقليدية، التى إعتادت الشركات والأفراد على استخدامها عند جمع التمويلات، عن طريق الطروحات الأولية، والإصدارات المختلفة من السندات النسبة المتبقية.
واطلق مصطلح «فينتك» Fintech على الخدمات التمويلية عبر تكنولوجيا المعلومات وهى صناعة انتشرت الفترة الأخيرة وتقوم بها شركات تعمل على تذليل التكنولوجيا لخدمة قطاع المدفوعات ومنها منصات التمويل الجماعى.
وبرزت «فينتك» عام 2008، بعد الأزمة المالية، وفضائح فساد المصرفيين التى شكلت نقطة تحول فى قطاع الخدمات المصرفية ليشكك بعدها خبراء الصناعة والمستهلكون فى مستقبل العمل المصرفى التقليدى.
وتم ضخ استثمارات كبيرة خلال 2016 لاستغلال مردودات العائد فى تلك الصناعة الجديدة، والثورة التى أحدثتها فى الوسط المالى، بقيمة 17.4 مليار دولار.
وقال ماهر عشم العضو المنتدب لشركة «EGID» لنشر المعلومات التى تمثل شراكة بين البورصة المصرية و«ناسداك» منذ 10 سنوات، إن التقنيات الجديدة وعلى رأسها «فين تك» والـ «بلوك تشاين» تهدد بقاء أسواق المال التقليدية.
ويمكن تشبيه تقنية «بلوك تشين»، بتعاون مالى بين مجموعة من الأفراد على تحويلات نقدية فيما بينهم، ويقومون بمراقبة العمليات عبر دفتر حسابات إلكترونى، لدى كل منهم يوضح ما تم تحويله، ورصيد كل فرد فى الشبكة، بدون رسوم إضافية أو قيود، كحال البنوك، وبسرعة فائقة دون التقيد بحدود جغرافية أو تنظيمات دولية أو إقليمية.
وتعد تقنية «Block Chain» الأكثر أماناً فى المراقبة على الحسابات والعمليات المصرفية، وهى عبارة عن سجل معقد من المعاملات المالية، يتيح مراقبة العمليات من كل عضو فى الشبكة لضمان عدم وجود تلاعبات، من خلال نظام سجل إلكترونى لمعالجة الصفقات وتدوينها بما يتيح لكل الأطراف تتبع المعلومات عبر شبكة آمنة لا تستدعى التحقق من طرف ثالث، وتستخدم هذه السجلات المشتركة تشفيراً قوياً للتحقق من صحة كتل من البيانات والاتصال بها، ما يجعل التلاعب بأى معاملة فردية أمر شبه مستحيل.
وكشف عشم عن الإعداد لمنتج جديد سيتم الإعلان عنه قريباً، خاص بالمدفوعات النقدية، ويعمل ضمن الشمول المالى، ونسب اختراق الهواتف الذكية فى دفع الاستثمار نحو التحول الرقمى ومواكبة التغيرات التى تسهم فى تغير شكل الصناعة المالية فى مصر.
وتتفاوض الشركة حالياً لإستضافة المركز المعلوماتى الاحتياطى، لاثنين من البنوك الحكومية والوصول بالسعة التخزينية إلى 190 راك، ولم يفصح عن مزيد من التفاصيل بشأن العملية.
وأضاف أن الشركة تستهدف تحقيق أرباح بواقع 30 مليون جنيه، بنهاية العام الحالى، مقارنةٌ بما يقرب من 25 مليون جنيه فى 2016، بزيادة 20%.
وأرجع عشم تحسن الأداء التشغيلى للشركة خلال 2017، إلى توفير الشركة للعديد من الخدمات الجديدة، والاستفادة من مركز معلومات «داتا سنتر» بالسوق المصرى، بالإضافة إلى نشاط السوق والتداولات بعد تحرير سعر الصرف.
وتابع عشم، أن «EGID» طرحت منتجات معلوماتية جديدة، أبرزها منتج «Non Display Data» ويخدم مستثمرى المحافظ المالية، وأثبت نجاحة ليتم تصديره بعد ذلك عالمياً.
وكشف عشم عن الانتهاء من خطة للوصول بعدد الراكات إلى 190 راك من خلال بناء مركز معلومات مالى إقليمى يربط أنظمة المدفوعات بالمنطقة، حيث تبلغ عدد «الراكات» الحالية 70 راك، 60 منها متواجد بمبنى الشركة فى القاهرة الجديدة، و10 راكات أخرى فى مبنى القرية الذكية.
وأسهل توصيف الـ «راك» لغير المتخصصين بالصناعة، هو الطاقة الإنتاجية القصوى، إذا ما اعتبرناه مصنع، والحيز الذى يستضيف السيرفرات ووحدات الذاكرة التخزينية، وغيرها من الأدوات الخاصة باستضافة وتخزين واسترجاع البيانات بشكل لحظى.
ومن أبرز المؤسسات الرائدة فى تكنولوجيا البلوك تشين، هى «أر 3»، ومركزها نيويورك، وتقود تحالف يضم أكثر 70 من أكبر المؤسسات المالية فى العالم، فى أبحاث تطوير قاعدة بيانات سلسلة الكتلة، واستخداماتها فى الأنظمة المالية.
بالإضافة إلى «كوردا» والمستوحاة من الـ «بلوك تشاين» وهى منصة مفتوحة المصدر لتوزيع دفاتر الحسابات تُمكن من تسجيل وإدارة ومزامنة الاتفاقيات المالية، مما سيؤثر إيجابياً على اقتصاديات الصناعة المالية.
وقال أحمد عيسى الرئيس التنفيذى لقطاع التجزئة المصرفية لدى البنك التجارى الدولى، إن البنك سعى ليكون جزء من مجتمع الـ «أر 3» و الـ«بلوك تشاين»، كثانى أكبر بنك فى أفريقيا، بهدف تسريع العمليات وخفض التكلفة على العملاء، ليصل معدل العائد لعملاء من 40% إلى 60%.
وانضم التجارى الدولى، إلى مجموعة الـ «R3» العالمية والمتخصصة فى تطوير أحدث التكنولوجيات الخاصة بالخدمات البنكية المعتمدة على Distributed Ledger Technology (DLT) المتعارف عليها بـ Blockchain، بهدف تسريع العمليات وخفض التكلفة على العملاء، ورفع متوسط معدل العائد للعملاء من 40% إلى 60%.