قالت صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إن قرار بكين عدم الانتقام من واردات فول الصويا الأمريكية فى أعقاب التدابير التجارية التى اتخذها الرئيس دونالد ترامب، فى الآونة الأخيرة فى صالح الطرفين؛ لأن الإجراءات الانتقامية من المؤكد، أنها ستضر بالمزارعين الأمريكيين، والمستهلكين الصينيين على حدٍ سواء.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الانتقام من شحنات فول الصويا سيكون له تأثير كبير على المزارعين الأمريكيين والعديد من الدول التى صوتت لصالح «ترامب»، لكنها قد تنطوى، أيضاً، على أوجاع كبيرة للصين التى تعتمد بشكل كبير على واردات الولايات المتحدة.
وكانت تعريفات بكين، المضادة التى أعلنتها يوم الجمعة الماضى، تتضمن عدداً من القطاعات من المكسرات إلى الأنابيب الفولاذية التى تمت معايرتها بعناية؛ حتى لا تضر المستهلكين المحليين.
وكشفت البيانات، أنه تم شحن أكثر من الثلث أو نسبة 37% فى العام الماضى من إجمالى فول الصويا الأمريكى للمستهلكين فى الصين.
وقال ما وين فانغ، المحلل فى شركة «أورينت» للاستشارات الزراعية، إن فول الصويا هو الملاذ الأخير إذا اندلعت حرب تجارية حقيقية؛ لأن هذا من شأنه أن يضر حقاً بالولايات المتحدة.
وبلغت قيمة واردات فول الصويا الصينية من الولايات المتحدة حوالى 14 مليار دولار، فى العام الماضى، من إجمالى صادرات فول الصويا الأمريكية البالغة 40 مليار دولار تقريباً.
وفى الوقت نفسه، تدرك بكين، أيضاً، أن فرض التعريفات الجمركية أو الاضطرابات فى الاستيراد على فول الصويا سوف يضر، أيضاً، فى الداخل، ما يرفع تكلفة زيت الطهى والأساسيات الأخرى للأسر الصينية.
وقال ليو يونغ هاو، رئيس مجموعة «نيو هوب»، أكبر مستورد لفول الصويا فى الصين، إن أى تعريفات طويلة الأجل على واردات فول الصويا من شأنها أن تزيد التضخم، مضيفاً أن ارتفاع سعر المكونات يؤثر على سعر العلف، ويؤثر فى النهاية على جميع الناس فى الصين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تستورد، فى الغالب، محصول فول الصويا من منطقة أمريكا الجنوبية، ما يعطى بكين مصادر بديلة للشحنات الأمريكية.
ويمكن للصين، أيضاً، أن تزيد وارداتها من البرازيل التى شهدت حصاداً كبيراً، هذا العام، فى وقت قلل الجفاف فى الأرجنتين بعض الإمدادات الطبيعية.
ولكن أعلن غارى ماكجيجان، رئيس التجارة العالمية فى «آرشر دانييلز» الأمريكية، أن الصين لن تتمكن من شراء جميع احتياجاتها من فول الصويا من الخارج، ولذلك سينبغى عليهم الذهاب إلى الولايات المتحدة.