قالت وكالة أنباء بلومبرج، إنَّ البنوك اﻷلمانية، التى تعمل فى واحدة من أكثر الأسواق تنافسية فى أوروبا، ستحول مليارات اليوروهات إلى الرقمنة فى السنوات القادمة؛ لزيادة الإيرادات، ولكن يبقى السؤال هنا حول كمية اﻷموال التى ستسترجعها إثر تلك العملية.
وبحسب دراسة أجرتها شركة «أوليفر وايمان» الاستشارية، سوف ينفق المقرضون الخمسون الكبار ما يصل إلى 6 مليارات يورو «أى 7 مليارات دولار» بحلول عام 2020، لتطوير مبادراتهم الرقمية، ليمثل ذلك ما يقرب من 12% من إجمالى إيراداتهم فى العام الماضى، ويستثنى الإنفاق المنتظم على تكنولوجيا المعلومات.
وأضافت الوكالة أن بنوكاً، مثل مجموعة «آى. إن. جى جروب» المصرفية الهولندية، استحوذت على العملاء فى أكبر اقتصاد فى أوروبا من خلال استراتيجية تركز على الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والهواتف المحمولة.
وقالت شركة «أوليفر وايمان»، إنه فى الوقت الذى يتابع فيه المقرضون الآخرون مجموعاتهم ويوظفون رؤساء تنفيذيين للرقمنة، ويفكرون فى التعاون مع شركات، تعرف بشركات تكنولوجيا المعلومات، يبقى أن نرى كم من هذه الاستثمارات ستؤتى ثمارها؟
وقال غويخان أويزتروك، وهو شريك للخدمات المالية فى شركة «أوليفر وايمان»، إنه إذا قام شخص ما بإنشاء تطبيق على الهاتف المحمول، فسيقوم الجميع بإنشاء تطبيق، سواء كان ذلك منطقياً أم لا، ولكن تطبيقات الهواتف المحمولة تكلف مبلغاً من المال فى نهاية المطاف، فما يتم استثماره فى كثير من الأحيان لا يتم التفكير فيه بشكل صحيح.
من منظور التكلفة، قد يكون منطق إنشاء منصات منخفضة التكلفة للبنوك أمراً معقولاً، فوفقاً لما قالته دراسة شركة «أوليفر وايمان»، فإنَّ التكاليف الخاصة بالعديد من البنوك الألمانية ارتفعت مع الإيرادات فى السنوات الأخيرة، مع زيادة فى نسبة التكلفة إلى الدخل إلى حوالى 70% فى المتوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن البنوك التعاونية اﻷلمانية أعلنت، فى اﻷسبوع الماضى، أنها سوف تستثمر 500 مليون يورو فى الرقمنة.
وبحسب دراسة أجرتها شركة «ديلويت»، مؤخراً، حول مدى نضوج الخدمات المصرفية الرقمية فى أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وجد أن البنوك اﻷلمانية لم يكن لديها سوى درجة معتدلة من النضج الرقمى، كما وجدت الدراسة، أيضاً، أنه عند مقارنتها على الصعيد الدولى، فإنها تحتل المركز الـ24 فقط من أصل 38 دولة.
وانتقد ماركوس داهمن، رئيس التحول المصرفى فى شركة «هورفاث» الاستشارية، الاستراتيجيات الرقمية أيضاً، قائلاً: «وجدنا أن العديد من البنوك تقصر نفسها على التدابير الفردية لتصبح أكثر كفاءة، رغم أنه يجب عليها تطوير استراتيجية رقمية تشمل جميع مجالات العمل».
وقالت الدراسة، إنَّ العديد من البنوك تعتمد على التكنولوجيا المالية للمضى قدماً بمبادراتها الرقمية، وهو ما يفترض أن يعوض عن قدراتها المفقودة.