أوروبا تنسحب من رعاية الحدث وآسيا تحل محلها وتسيطر على %60 من إجمالى الرعاة فى 2018
شهدت نهائيات كأس العالم تغيراً كبيراً فى الرعاية، خلال السنوات الأخيرة، مع ظهور الشركات الصينية كمنفقين رئيسيين.
وذكرت مجلة «نوليدج وارتون» لتحليل الأعمال التجارية والتابعة لمدرسة «وارتون» بجامعة بنسلفانيا فى تقريرها، أنَّ «كأس العالم» تعد أكبر الأحداث الرياضية مشاهدة؛ حيث شاهدها فى عام 2014 أكثر من 3.2 مليار شخص.
وأضافت أن مشاهدة كأس العالم أصبحت مثيرة للاهتمام، أيضاً، من وجهة نظر مالية؛ لأن التحولات العالمية نفسها فى أسواق رأس المال وفى الاقتصاد الكلى أصبحت واضحة فى كيفية تغير رعاية هذا الحدث الكبير.
ومنذ عام 1982 هيمنت الدول الأوروبية على الفوز بكأس العالم ست مرات، مرتين من نصيب ألمانيا، ومرتين لصالح إيطاليا، ومرة واحدة لإسبانيا، وأخرى من نصيب فرنسا، إلى جانب بلدان أمريكا اللاتينية التى أحرزت هى الأخرى اللقب ثلاث مرات، مرتين لصالح البرازيل، ومرة واحدة للأرجنتين، ولكن من حيث أكبر الرعاة، يبدو أن التوزيع الجغرافى مختلف تماماً.
ففى عام 1986 دعمت أربع شركات أوروبية هذا الحدث الكبير الذى يقام كل أربع سنوات وكذلك أربع من أمريكا الشمالية وأربع من آسيا.
وفى التسعينيات، كانت هناك زيادة سريعة فى رعاية أمريكا الشمالية للبطولة والتى توقفت منذ بداية العقد الحالى.
وعلى الرغم من أن الدول الأوروبية كانت تفوز بالبطولة، فإنَّ الشركات الأوروبية كانت تتراجع عن رعاية هذا الحدث وفى عام 2018 كانت شركة أوروبية واحدة فقط هى التى ما زالت تضخ المال فيه.
وتساءلت المجلة، فى تقريرها، عن المنفق الجديد والكبير، وكانت الإجابة هى آسيا، ففى مونديال 2018 جاء 7 من أصل 12 من كبار الشركاء والرعاة من آسيا أو يمثلون ما يقرب من %60 إجمالى الرعاة.
وأصبحت الصين تحل محل اليابان كأكبر راعٍ آسيوى، ويؤكد ذلك العدد المتزايد للوحات الإعلانات الصينية حول الملاعب التى تقام فيها المباريات.وكشفت البيانات، أنَّ ثلث كبار شركاء كأس العالم أصبحوا من الصين فى الوقت الراهن وهو رقم قياسى للبلاد.
يذكر أنه قبل عام 2014 لم تكن شركة صينية واحدة ضمن رعاة كأس العالم، ولكن نشهد الآن عدداً كبيراً من الرعاة الصينيين الذين يوجدون فى الولايات المتحدة.
ومن المثير للاهتمام، أيضاً، أن نرى أن الشركات الصينية أصبحت تحل محل اليابان باعتبارها الراعى الآسيوى الأكبر حتى عام 2006 وكانت العلامة التجارية الآسيوية الرائدة فى كأس العالم، ولكن هذه المرة غابت طوكيو تماماً عن هذا المشهد.
وأوضح التقرير، أن الصين أصبحت نشطة للغاية حتى بدون تأهل منتخبها الوطنى للبطولة، ولعبت بكين فى كأس العالم مرة واحدة فقط عام 2002.
وتساءلت المجلة هل يمكن لرعاية كأس العالم أن تشكل بديلاً عن التحولات الاقتصادية العالمية المستقبلية؟ وكانت الإجابة نعم وبأكثر مما نتصور.
وأشارت المجلة إلى أن آسيا تتفوق بسرعة على أوروبا وأمريكا الشمالية بقوة اقتصادية نسبية، وهو اتجاه سيستمر فى العقود القادمة، وتؤكد الرعاية المرموقة لكأس العالم على القوة الاقتصادية الصاعدة فى آسيا.
وفى الوقت الراهن، يعكس تواجد آسيا فى كأس العالم قوتها الاقتصادية أكثر من كونها قوة كبرى فى مجال كرة القدم، وإذا حكمنا من خلال النتائج الأولى، فإنَّ أوروبا لا تزال جيدة فى كرة القدم، لكن هذا قد يتغير فالآسيويون يحبون الرياضة أيضاً.
وكان معظم مشاهدى كأس العالم عام 2014 من آسيا، ولا يزال عدد المعجبين ينمو فالصين لديها أكبر عدد من المشاهدين لمباريات كأس العالم، وهو ما يمثل حوالى ربع مليار شخص.
وبدافع هذا الجمهور الكبير، تقوم الشركات الصينية برعاية هذا الحدث، وهى خطوة ذكية حتى ولو لم تكن البلاد مؤهلة لخوض
البطولة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى يعجب فيه الرئيس الصينى شى جين بينغ، بكرة القدم ولديه ثلاثة أحلام للصين مع كأس العالم، أولها المشاركة فى البطولة واستضافتها والفوز بها فى النهاية.
وتستثمر الصين بشكل كبير فى مدارس كرة القدم، وتجرى تبادلات مع نظيراتها الأوروبية؛ لمساعدتها على التفوق فى اللعبة، فالأسس المالية والاقتصادية موجودة بالفعل، ويتم بناء البنية التحتية للحصول على نتائج أفضل لكرة القدم بأسرع وقت ممكن.








