تقع الأسواق الناشئة في مشكلة، وهذه ليست أنباء جيدة للاقتصاد العالمي، وشركات التعدين والبنوك في الوقت الذي يزداد فيه زخم الرياح المعاكسة الانكماشية.
وبجانب تركيا، تعتمد دول منها الأرجنتين وتشيلي وجنوب أفريقيا، بشدة، على التدفقات الرأسمالية الداخلة.
وتأتي روسيا أيضا في هذه القائمة، والتي هبطت عملتها “الروبل” الأسبوع الماضي.
ولا تتراجع عملات الأسواق الناشئة أمام الدولار فحسب، وإنما أداؤها سيئ بشكل عام، ومن المنظور التجاري، يعد الين واليورو على سبيل المثال متماسكين.
أوضحت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية أنه بخلاف الحديث عن السوق الهابط لأسهم مؤشر “إم إس سي أي” للأسواق الناشئة، هناك تطور مقلق أكثر وهو الانحدار في أسعار المعادن الصناعية، وتعافى مؤشر يجمع أسعار العقود الآجلة للألومنيوم والنحاس والزينك والنيكل الأسبوع الماضي، ولكنه لا يزال أقل بنسبة 18% عن مستواه المرتفع في أبريل الماضي.
وإذا نظرنا إلى أكبر الخاسرين الشهر الحالي في مؤشر “فوتسي 100” البريطاني، حتى الآن، سنجد أن معظمها من شركات التعدين ومنها “انتوفاجاستا”، و”ريو تينتو”، و”أنجلو أمريكان”، وهناك علامة اخرى على انتشار العدوى وهي الأداء السيئ للشركات المالية في منطقة اليورو نظرا لأن استعداد السوق لمخاطر صدمة في ديون الأسواق الناشئة تعزز الخسائر للمصارف الأجنبية، وهبط مؤشر “يورو ستوكس” للبنوك الأوروبية بحوالي 9% الشهر الحالي.
أشارت شركة “بي سي إيه” للأبحاث، إلى أن خليط العملات القوية وأسعار السلع المنخفضة واحتمالات تراجع تقديم القروض المصرفية يعد بمثابة رياح معاكسة انكماشية للأسواق المتقدمة على المدى القصير.
وعندما ننظر إلى الولايات المتحدة، هناك سوق رئيسي يجب مراقبته، وهو توقعات التضخم على مدار 10 سنوات، والتي تراجعت.
وأظهرت أحدث تفاصيل اجتماعات “الاحتياطي الفيدرالي”، أن عددا من صناع السياسة يراقبون عائدات السندات بحثا عن أي علامات تنذر بركود محتمل، وهو ما قد يمهد الطريق لتراجع عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.