يحمل كل عام جديداً للعاملين فى قطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد، تحديات واتجاهات جديدة وابتكارات ثورية. ويقدم روب أوبراين، مستشار سلاسل التوريد، فى مدونة على موقع «لوجيستيكس بيرو» المعنى بأخبار القطاع، أفكاره عن أحدث الاتجاهات التى تؤثر فى عمليات النقل.
ويستعرض «أوبراين»، فى هذه المدونة، أكثر سبعة اتجاهات وضوحاً وتأثيراً فى عام 2018 وهى:
كل شىء هو خدمة:
يتحول عالم الشركات من واحد تدعم فيه الخدمة المنتجات، إلى عالم الخدمة فيه هى المنتج، وسوف تزداد قوة هذا الاتجاه، وتؤثر على مؤسسات سلاسل التوريد فيما يتعلق بكيفية تقديمها الخدمة وكيف تلقيها للخدمات.
وسيتوقع المستهلكون والشركات، على حدٍ سواء، شراء منتجات مرتبطة بخدمات، وفى الوقت نفسه، ستصل شركات التوريد إلى مزيد من الخدمات التى ستساعدها على مواجهة تحديات الهيكل الجديد للقطاع. وأحد الأمثلة على ذلك هو ظهور الروبوتات كخدمة، وهى نموذج أعمال يهدف لجعل الروبوتات الصناعية أكثر انتشاراً ويساعد مورديها على التغلب على التحديات التى تعوق نمو السوق (مثل تكاليف الإنتاج الكبيرة ونقص الاستثمارات الجديدة).
زيادة التركيز على التكلفة مقابل الخدمة:
يعد النمو المتزايد فى التوريد عبر كل القنوات (وهى استراتيجية تسمح للمستهلك بالشراء من على الإنترنت أو المتجر التقليدى دون اختلاف فى الأسعار والتوصيل لأى مكان) أنباء جيدة للمستهلك وحتى لمشترى الشركات، ولكنه يواصل زيادة التعقيدات على مؤسسات سلاسل التوريد، وفى العديد من الحالات، كانت تتبع شركات التوريد استراتيجية «التنفيذ أولاً وطرح الأسئلة فيما بعد» فى سعيها لتجنب خسارة المبيعات لصالح عمالقة شركات التجزئة الرقمية، ومنها «أمازون».
وإحدى مخاطر هذه الاستراتيجية، أن بعض المنتجات ستكون بلا شك غير مربحة، وهو وضع لا يمكن أن تبقى شركات التوريد فيه. وبالتالى، من الأهمية بمكان أن تقوم شركات التوريد بتحليل مفصل للتكلفة مقابل الخدمة، وليس فقط لفهم المستهلك وربحية المنتجات، وإنما لتحديد الجدوى الاقتصادية لطرق الطلب والدفع التى تشكل سلاسل التوريد عبر كل القنوات.
البيانات الكبيرة والتحليل المتقدم فى الحوسبة السحابية:
تتبدد المخاوف بشأن الحوسبة السحابية مع تغلب الرغبة فى الحوسبة السريعة والمرنة والقوية على القلق بشأن أمن البيانات. ومع تقادم الأنظمة، تستبدلها الشركات بخدمات وحلول بيانات حسب الطلب، وتقوم على الحوسبة السحابية.
ويقود هذا الاتجاه حاجة سلاسل التوريد فى أن تصبح أسرع استجابة وحاجة فرق الإدارة لفهم أفضل لمحركات التكلفة فى النشاط اللوجستى.
وتصبح هذه الأهداف أكثر صعوبة فى التحقيق دون الاستعانة بالمساعدة الرقمية، وتكتسب تكنولوجيا السحابة الرقمية، تأييداً باعتبارها طريقاً غير مكلف نسبياً للقدرات التحليلية، وليس فقط للشركات الكبيرة متعددة الجنسيات وإنما أيضاً للشركات الصغيرة والمتوسطة التى بدأت أن ترى الوصول إلى كامل إمكاناتها ممكناً.
ازدياد تبنى نهج «احضر أجهزتك المحمولة»
تطور هذا النهج فى سنوات قليلة للغاية، ومنذ أقل من عقد كانت تهيمن أجهزة الحاسب الكبيرة مرتفعة التكلفة على عمليات النقل والتخزين فى الشركات الكبيرة، واستغرق الأمر خمس سنوات؛ لكى تصبح هذه الأجهزة غير مهمة مع انتشار أجهزة التابلت وتقديم الهواتف الذكية لنفس الإمكانيات بأسعار أقل كثيراً.
ويقدر موقع «لوجيستيكس بيرو»، أنَّ 61% من الموظفين يعملون خارج مكاتبهم على الأقل جزءاً من الوقت، وانتشر هذا النهج فى شركات اللوجستيات بوتيرة أبطأ من القطاعات الأخرى، ولكن تزداد شعبية تطبيقات إدارة سلاسل التوريد، ويعتقد «أوبراين»، أن تبنى تطبيقات الهواتف المحمولة فى المجال سيزداد لعدة أسباب؛ منها سماح الشركات بشكل متزايد للموظفين بتحميل واستخدام البرامج والشبكات الخاصة بالشركة على أجهزتهم الشخصية، وازدياد الوعى بفوائد قابلية زياد كفاءة وإنتاجية الشركات.
المرونة هى النزعة الجديدة:
سيكون التوريد عبر كل القنوات وثقافة المستهلك «أريد ذلك حالا» بمثابة محركات قوية لاتجاهات سلاسل التوريد فى 2018، وعلاوة على ذلك، قد يسجل ذلك نهاية استراتيجية «الضغط»، وهى تقليل التكلفة والمخلفات قدر المستطاع.
وبعد سنوات من «ضغط» سلاسل التوريد سوف تقوم بعض الشركات بإعادة تقييم هذا النهج فيما يخص مستويات المخزون والقدرة التشغيلية، وبدلاً من تقليل المخزون بأكبر قدر ممكن، سوف تستجيب الشركات لازدياد عدم قابلية توقع الطلب باستراتيجيات مرنة مصممة للتكيف مع تقلبات الطلب الموسمى، وللحفاظ على مستوى خدمة العملاء وتقليل تكاليف النقل غير المتوقعة أو المخفية.
وستلعب التكنولوجيا دوراً كبيراً للشركات الراغبة فى تطوير مرونة سلاسل توريدها، ومع الوقت سوف يسمح التحليل المتقدم والذكاء الاصطناعى وتعلم الآلات والأتمتة وانترنت الأشياء لسلاسل الوريد بأن تعمل ضمن عوامل متغيرة عديدة كانت مستحيلة منذ سنوات قليلة.
الطلبية المثالية أمر مهم:
هناك الكثير من المقالات عن الطلبية المثالية وكيفية تقييمها وربما يعود بعضها إلى سنوات ماضية، ولكن بفضل الشركات التى لديها إمكانيات استثمار هائلة فى التكنولوجيات الجديدة، أصبح من الممكن تحسين تقييم الأداء حتى فى بيئات التوريد المعقدة.
وفى سلاسل التوريد عبر كل القنوات، تتعلق الطلبية المثالية بتصورات المستهلك والتحكم فى التكلفة والربحية، وكلما كانت الطلبية مثالية، ستقل تكلفة معالجة المرتجع، وسرعة التوصيل، وبالتالى ينبغى أن نتوقع من الشركات التى لم تهتم لأمر الطلبية المثالية أن تركز أكثر على هذا الأداء الحيوى فى 2018.
المزيد من الأشياء سترتبط بالإنترنت:
إذا كانت شركتك سوف تستثمر فى أى أصول فى 2018، فيجب أن تتأكد أن هذه الأصول مجهزة بحساسات ويمكنها الاتصال بالإنترنت، وبدأت تكنولوجيا الحساسات تنتشر بالفعل، ومن المتوقع أن يتم تزويد الآلات والمعدات وحتى الأصول الهيكلية بحساسات وأن يصاحبها تطبيقات هواتف ذكية للمراقبة والتحكم.
